اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة الشهيدين انبا بيشاي وصديقه انبا بطرس (٢٦ كيهك) ٤ يناير ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة الشهيدين أنبا بيشاي وصديقه أنبا بطرس. أما عن سيرتهما العطرة فهي كما يلي:
ولد القديس بيشاي من أبوين مسيحيين تقيين بفاو هما ثيؤبسطس وزوجته خاريس، لم ينجبا لمدة سبع عشر سنة فكانا مُرَّي النفس. وإذ كان ثيؤبسطس مداومًا على الصلاة، رأى إنسانًا نورانيًا يبشره بميلاد طفل يُدعى إبشاي، يكون إناءً مختارًا لله ويتأهل لنوال إكليل الاستشهاد، ففرح الوالدان جدًا.
وفي ذلك الوقت أنعم الله على مريم أخت خاريس بولد دُعي بطرس (والده يُدعى سدراك)، توفت والدته وقامت خاريس بتربيته مع ابنها إبشاي الذي كان يصغر بطرس.
وقيل إنه إذ دخل الوالدان بابنهما إبشاي لينال سرّ المعمودية كان كاهن الكنيسة بفاو رجلًا شيخًا فقد بصيرته وكان مصابًا بمرض شديد؛ حمل الكاهن الطفل، وصلى عليه طويلًا وباركه، ثم أخذ يد الطفل ووضعه على وجهه وعينيه وصدره، فانفتحت عينيْ الكاهن وقام من سرير مرضه في الحال، وبدأ يصلي على جرن المعمودية، ثم تنبأ أن هذا الطفل وقريبه بطرس ينالا إكليل الشهادة، ويحقق الله أعمالًا عجيبة خلالهما. سلم الكاهن ميخائيل الطفل لوالديه بعد أن قبّله، ثم رقد ليسلم روحه في يديْ الله.
وإذ بلغ ابشاي سبع سنوات أحضر له والداه معلمًا شيخًا فاضلًا من أخميم لتعليمه مع ابن خالته بطرس، فكان يدربهما على قراءة الكتاب المقدس وممارسة العبادة الكنسية. وإذ أظهر الصبيان شوقًا شديدًا للكنيسة سامهما الأسقف شماسين.
وقد وهب الله الشماس إبشاي عمل المعجزات وهو بعد صبي صغير.
وارتبط الشابان إبشاي وبطرس بصداقة روحية، فكانا يداومان معًا على الصلوات والأصوام، وكانت يد الرب معهما، فصارا موضوع حديث المدينة كلها.
وإذ بلع إبشاي الثلاثين من عمره تنيح والداه، فحزن عليهما الشابان، وكانا يعزيان نفسيهما بما جاء في الكتب الإلهية عن الميراث الأبدي.
وبعد ثلاث سنوات من نياحة الوالدين، أصدر دقلديانوس أمره باضطهاد المسيحيين، وكان أريانا أشر الولاة وأقساهم يعذب المسيحيين من أنصنا حتى أسوان. استدعى أريانا الشماسين إبشاي وبطرس وصار يهددهما ثم أمر باعتقالهما في السجن إذ كان منطلقًا إلى قفط ليعيد بناء هيكلٍ سقط على كهنة وثنيين وقتلهم.
فتحول السجن إلى كنيسة مقدسة تُرفع فيها الصلوات ويأتي الشعب بالمرضى ليبرأوا كما ظهر لهما رئيس الملائكة جبرائيل يشجعهما على احتمال العذابات. وبعد خمسة شهور في السجن جاء أريانا إلى فاو واستدعاهما، ثم أمر بقتل بطرس بحد السيف وتعليقه على خشبة في موضعٍ عالٍ لتأكله طيور السماء، وبالفعل قُطعت رأسه، لكن إبشاي قدم مالًا لرجل غني ليُنزل الجسد ويحمله إلى المدينة.
وبقى إبشاي في السجن يمارس عبادته ويشفي المرضى القادمين إليه حتى استدعاه أريانا ثانية، وأمر بربطه بالقيود وحمله إلى السفينة معه بلا طعام ولا شراب متجهًا نحو مصر، هناك عذبه أريانا وألقاه في السجن. وكان في السجن متهللًا فرحًا يخدم المسجونين ويشفي المرضى، أخيرًا أطلقه الوالي.
وذهب إبشاي إلى الإسكندرية، وصار يبشر باسم السيد المسيح، ويصنع باسمه عجائب، حتى ألقى والي الإسكندرية القبض عليه وصار يعذبه متهمًا إياه بالسحر. وكان إذ سأله الوالي عن صناعته يجيبه: "أنا رجل تاجر جئت لأبيع دمي وأشتري ملكوت السماوات هذه التي حرمت نفسك من خيراتها أنت وملكك المنافق".
واحتمل آلامًا كثيرة وكان الرب يرسل ملاكه ليشفيه. قيل إن الوالي نفسه أصيب بمرض واضطر أن يستدعيه من السجن ليشفيه، وبمحبة دون مقابل صلى لأجله وأعطى الرسول زيتًا ليدهن به الوالي فيبرأ ممتنعًا عن ترك اخوته في السجن ليذهب إلى بيت الوالي، مفضلًا البقاء مع المتألمين يشاركهم تسبيحهم لله، هذا وقد شفي أيضًا ابنة تيموثاوس نائب الوالي وأمها.
و لما حضر الأمير مكسيميانوس إلى الإسكندرية، وروى له الوالي كل ما حدث مع إبشاي، ومع كراهيتهما الشديدة للمسيحيين لكنهما كانا يدهشان لعمل الله مع الشهداء، وما اتسموا به من حياة مفرحة، وما كان لهم من قوة بالرب لعمل الأشفية. تظاهر مكسيميانوس بالغضب وطلب أن يأخذ إبشاي ومن معه إلى الملك بإنطاكية لقتلهم هناك، وكان في قلبه يود أن يأخذه إلى بيته ليشفي ابنه المريض. حُمل إبشاي ومن معه في السجن إلى إنطاكية، وهناك أخرج الشيطان من ابنه. وقيل أن الخبر انتشر في كل إنطاكية فاغتاظ الملك وهدد الأمير بالقتل كما قُتل الأمراء تادرس المشرقي وأقلوديوس وبقطر وأبالي وتادرس بن واسيليدس... الخ. هناك استشهد إبشاي بأمر دقلديانوس، بقطع رأسه في ٥ بؤونة
بركه صلاتهما تكون معنا آمين..
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...