جمال حسن علي  ماسحوالاحذية الذي يجلس بجوار محطة مترو انفاق انور السادات ، نتردد عليه في الصباح والمساء .. يغلق المترو ويظل هو حتى الصباح .. ينام في مكانه حتى مطلع الفجر ليبدا يومه الجديد فقد تعود على هذا النمط المتكرر في حياته حيث يبلغ من العمر اثنين وأربعين عامل قضي ثلاثين  منها بجوار المترو.

 

لم يكن المترو قد ولد بعد ولكنه قد ولد هو بجوار الكوبري العلوي الري كان يمتد بين اقصى التحرير واقصاه ويربط دفتيه ليعبر الناس بينهما.

 

فوجئ جمال بانه تم القبض عليه  فى احداث السفارة  الامريكية ليدخل الى عنبر الزراعة في  سجن مزرعة طره  الذي يقبع فيه سلاطين الحكم وملوكه وكان وزير الطاخلية الجديد اراد ان يرسله في رحلة الى طره يتنزه هناك بين علية القوم الذين طالما شاهدهم فقط في التليفزيون او مرت سياراتهم فكان حراس الوزير يركلونه بالشلاليت لينهض ويترك المكان فتظهر الصورة وردية ناصعة البياض امام الوزير المار بموكبه المترامي من اقصى التحرير الى اقصاه ويلمع سواد الاسفلت الواضح تحت عجلات سيارات الحراسة . 

 

يقول جمال ان وزير الداخلية أمرهم بالقبض علينا  في احداث السفارة الامريكية  وخدوا الفرشه وانا عمري ٤٢ سنه ومتزوج  ومش عارف اعمل إيه .. ٣٠ سنه  قضيتها في التحرير من ايام كوبري المشاه والموقف  الذي كان امام المجمع ايام العز ... ايام الساعه "... انا هنا انقل كلامه بالحرف دون تدخل فيه . 

 يقول جمال خرجنا الأربعاء الماضي  من السجن  واثناء دخول السجن  قابلونا بما كنا نتضايق منهةعند سماعه عن ضباط النظام السابق بسب الدين ، قلعونا ملابسنا واحنا  ما عملناش حاجه ، هناكل عيش ازاي ؟ مراتي حامل في بنتين هياكلوا ازاي ؟ الان انا بدون عمل وبدون اي مصدر للرزق ! 

 

السؤال الذي نود ان نرسله عبرهذا التقرير الى وزير الداخلية الجديد اللواء احمد جمال الدين ، الى متى سيظل العمل داخل وزارة الداخلية بنفس الأسلوب القديم وعلى طريقة تستضيف القضايا وجمع الأنفار وتلبيس القضايا للغلابة ؟ الم نتعلم من دروس الايام التي ليست منا ببعيد ؟  

 

يختم جمال كلامه معنا بقوله انا دخلت السجن غلط واصبحت لي قضية وليس لي ذنب الا ان ضمير الضابط منعدم ومصدر روقي الوحيد انتهى والله ليرضى بهذا الظلم ولينظروا لسنن من كانوا من قبلهم ".