مع تطور البيانات الدقيقة المستخدمة في مجال الرعاية الصحية قد نتج عنها رؤية مفيدة على المدى البعيد، إذ تأمل التكنولوجيا القابلة للارتداء في مجال الرعاية الصحية أن تحدث ثورة في هذا القطاع. حيث يمكن للمرضى الآن الإبلاغ عن معلوماتهم الصحية رقميًا باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء بفضل تلك البيانات المستخدمة، والتخلص من ضرورة المواعيد الشخصية.

وذلك عن طريق وبمساعدة المعلومات التي تم جمعها من أجهزة المراقبة الصحية، حيث تستخدم شركات التأمين ومقدمي الخدمة تقنية يمكن ارتداؤها لإنشاء خطط صحية أكثر دقة وتفردًا. حيث قامت الشركات بتبني التكنولوجيا القابلة للارتداء لتعزيز أنماط الحياة الصحية بين العاملين في المكاتب والعاملين عن بعد.

ولا سيما أن هذه الأجهزة سهلت وكانت أكبر معين في تتبع الحالة الصحية لدى جميع مستهلكيها، ودعونا لا ننسى أن التكنولوجيا القابلة للارتداء لعبت دور كبير في رعاية كبار السن وفق عدة أبحاث.

سوف نتعرّف من خلال هذا المقال، على مضمون التكنولوجيا القابلة للارتداء وعلى أنواعها العديدة والمختلفة.


ما هي التكنولوجيا القابلة للارتداء في الرعاية الصحية؟


تشير التكنولوجيا القابلة للارتداء في مجال الرعاية الصحية إلى الأجهزة التي يربطها المرضى بأجسادهم لجمع بيانات الصحة واللياقة البدنية، والتي قد يقدمونها للأطباء ومقدمي الخدمات الصحية وشركات التأمين والأطراف الأخرى ذات الصلة، منها أجهزة تتبع اللياقة البدنية وأجهزة قياس ضغط الدم وأجهزة الاستشعار الحيوية.

شهدت الأدوات الطبية التي يمكن ارتداؤها مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية وشاشات تخطيط القلب وأجهزة مراقبة ضغط الدم وأجهزة الاستشعار الحيوية زيادة في الطلب نتيجة لهذه المزايا. وفي عام 2020، قُدر سوق الأجهزة الصحية الذكية القابلة للارتداء بنحو مليارات الدولارات، وبحلول عام 2028، من المتوقع أن ينمو أكثر ممن كان عليه. إذ أظهرت الجزيرة في بيانَ لها بعض الإحصائيات المتعلقة بتغيير نظام الرعاية الصحية عالمياً بفضل التكنولوجيا القابلة للارتداء للأعوام الآتية.


أمثلة على الأجهزة الطبية التي يتم ارتداؤها كل يوم لمراقبة الصحة يومياً


1.      أجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للارتداء
تعد أجهزة تتبع اللياقة البدنية إحدى أبسط أشكال التكنولوجيا القابلة للارتداء وأكثرها أصالة، وهي عبارة عن أساور معصم مزودة بأجهزة استشعار لتتبع النشاط البدني للمستخدم ومعدل ضربات القلب. وتوفر لمرتديها توصيات الصحة واللياقة البدنية من خلال المزامنة مع تطبيقات الهواتف الذكية المختلفة.

2.      الساعات الصحية الذكية
تطورت الساعات الذكية، التي كانت تُستخدم سابقًا كساعات وكعداداً لخطوات المشي، إلى أدوات رعاية صحية مفيدة سريريًا. وذلك من أجل تتبع ضربات قلب المستخدمين وإخطار أولئك الذين يعانون من الرجفان الأذيني. حيث أصدرت شركة أبل تطبيقاً يتطابق مع هذه المواصفات، مما جعله مفيداً لمستخدميه.

ويمكن لمستخدمي الساعات الذكية قراءة الإشعارات وإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات الهاتفية تمامًا كما يفعلون على هواتفهم، كما تتوفر أيضًا بعض ميزات متتبع اللياقة البدنية، مثل القدرة على تتبع التمارين والصحة.

3.      أجهزة مراقبة مصَمعة للعمل كمخطط لتتبع كهربية القلب
القدرة على قياس مخطط القلب الكهربائي هي ما يميز هذه الشاشات الذكية القابلة للارتداء عن بعض الساعات الذكية الأخرى، باعتبارها حافة نزيف للإلكترونيات الاستهلاكية. وتعد هذه الأجهزة من أفضل الأجهزة التي يمكن ارتداؤها على الإطلاق.

حيث يقوم هذا الجهاز بقياس مخطط كهربية القلب، ويحدد الرجفان الأذيني، وينقل القراءة إلى طبيب المستخدم. إلى جانب المراقبة التلقائية للمشي والجري والسباحة وركوب الدراجات، فهو أيضًا قادر على قياس السرعة والمسافة والارتفاع.

4.     أجهزة قياس ضغط الدم
على الرغم من ظهورها على شكل ساعة ذكية تقليدية، إلا أن جهاز قياس ضغط الدم القابل للارتداء هو في الواقع جهاز مخصص لقياس ضغط الدم، حيث إنه يعمل كدليل القلب الذي يقيس ضغط الدم والنشاط اليومي، مثل الخطوات التي تم قطعها والمسافة المقطوعة والسعرات الحرارية المحروقة.

5.     أجهزة الاستشعار
على عكس أجهزة تتبع المعصم والساعات الذكية، تعد أجهزة الاستشعار الحيوية جيلًا جديدًا من الأدوات الطبية القابلة للارتداء. حيث تسمح رقعة المستشعر الحيوي - ذاتية اللصق للمرضى بالتجول أثناء مراقبة درجة الحرارة ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس والحركة بكل أريحية.

6.     أجهزة تتبع الجلوكوز
يصيب مرض السكري واحد من كل إحدى عشر شخصًا حول العالم. علاوة على ذلك، فإن 46٪ من المصابين بالسكري لا يتم تشخيصهم. إذ تم توافُر أجهزة تتبع الجلوكوز التي يمكن ارتداؤها من أجل مراقبة مرضى السكري ومراقبة مستويات الجلوكوز في الدم.

7.     أجهزة الحماية من الارتجاج
يتم ارتداء هذه الأجهزة حول الرقبة من أجل حماية الدماغ من الارتجاجات والصدمات المرتبطة بالرياضة، إذ تؤدي حركة الدماغ السريعة والمستمرة داخل الجمجمة إلى حدوث ارتجاج. وقد تغير مثل هذه الحركات السريعة التركيب الهيكلي للدماغ وتضر به بشكل دائم، مما يضعف وظائف المخ.

ومن خلال وضع هذا الجهاز حول الرقبة، تستفيد الأداة من فسيولوجيا الجسم لمراقبة حركة الدماغ داخل الجمجمة. حيث يعمل الضغط الناتج من وضع الجهاز على الرقبة على زيادة كمية الدم داخل الجمجمة، مما يساعد على إبطاء نشاط الدماغ ومنع الارتجاج.

8.     أجهزة مراقبة الربو
في الحالات التقليدية، لن يعرف معظم المصابين بالربو أنهم يتعرضون لنوبة حتى تصل إلى مستوى متقدم. هذا أمر مزعج ناهيك عن أنه خطير للغاية. إذ يمكن للشخص أن يتدخل ضد هجوم الربو من خلال جهاز الربو المتعارف عليه، لكن الشعور بالإرهاق سوف يتسلل إليه و يستنزف طاقته.

ولكن تم إبتكار جهاز ذكي يمكن ارتداؤه لمراقبة الربو، إذ يمكن للجهاز التنبؤ مسبقًا بنوبات الربو القادمة قبل أن يلاحظ المريض الذي يرتدي الجهاز أعراضه، ومن ثم سوف يتمكن من إستخدام الدواء للتخفيف من آثار الربو من غير الشعور بالإرهاق فيما بعد.

9.     أجهزة مراقبة التخثر
صُمم هذا الجهاز من أجل ملاحظة تخثر الدم لدى الأشخاص المصابين به. إذ يتم من خلاله التنبؤ بتخثر الدم مباشرةً حتى لا يزيد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية أو النزيف الحاد.

حيث يتيح نظام التخثر الذي تم تطويره مؤخرًا بتقنية البلوتوث للمرضى التحقق من سرعة تجلط الدم في الوقت الفعلي. حيث يقوم بإجراء اختبار ذاتي ونقل النتائج إلى مقدمي الرعاية الصحية، وذلك من غير الحاجة  لزيارة العيادة بانتظام كما فعلوا من قبل، ويمكن للمرضى أيضًا إضافة تعليقات عند نقل نتائجهم.

ويعمل الجهاز أيضًا كتذكير للمريض بأنه يجب عليه إجراء الاختبار الذاتي، إذ يصدر تحذيرًا عندما لا تكون النتائج ضمن النطاق المستهدف.

10.    الأجهزة المُصممة لتتبع اضطرابات الحركة
يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الحركة  استخدام ساعة آبل لقياس وتسجيل أعراض خلل الحركة والرعشات. إذ يراقب تطبيق ساعة آبل شدة الأعراض ويساعد المرضى على تخطيط أنشطتهم حول نمط الأعراض التي يتعرضون إليها. حيث يساعد تطبيق ساعة آبل الذكية على تقييم استجابة المريض للأدوية وتتبع تطور المرض.

وفي النهاية، استطاعت التكنولوجيا في تغيير جميع أوجه وقطاعات الحياة التقليدية. وعندما يتعلق الأمر بعالم الأدوية والرعاية الصحية،فقد طورت التكنولوجيا من برمجيات السجلات الصحية الإلكترونية عن طريق الأجهزة المستحدثة القابلة للارتداء، وذلك بفتح عالمًا كاملاً من الاحتمالات. وعند توصيل الأجهزة الطبية العادية القابلة للارتداء بالإنترنت، يمكنها جمع البيانات الأساسية التي قد تكون منقذة للحياة.

كما أن هذه الأجهزة الطبية تعمل على توفير نظرة ثاقبة لأعراض واتجاهات أي اضطراب فسيولوجي أو حتى نفسي معين. تمكّن إنترنت الأشياء من تنفيذ الرعاية عن بُعد إلى واقع ملموس، والتي كانت في يوم من الأيام مجرد مادة خيال علمي. و بالمجمل، يمنح إنترنت الأشياء المرضى مزيدًا من التحكم في علاجهم، حيث أصبح بإمكانهم أن يشهدوا تطورًا لشفاء اضطراباتهم من خلال أجهزتهم الطبية القابلة للارتداء والمتصلة بالإنترنت.