نجح أثري بريطاني في فك لغز رسوم لوحات خاصة بكهوف، تعود إلى العصر الجليدي قبل 20 ألف سنة.
وبحسب ما نقلته «Lad bible»، تعتبر لوحات الكهوف شائعة في جميع أنحاء أوروبا، حيث غالبًا ما يتم تصوير حيوانات مثل الأسماك والماشية، لكن علماء الآثار أصابتهم حيرة، جراء إدراج نقاط وغيرها من العلامات المماثلة إلى جوار هذه الرسومات.
في هذا الصدد أخذ عامل صيانة الأثاث في العاصمة البريطانية لندن، بن بيكون، على عاتقه دراسة العلامات القديمة، وتوصل إلى استنتاج مفاده أنها كانت محاولة مبكرة لتمييز التقويم القمري ودورات تكاثر الحيوانات.
اقترب «بيكون» من الأكاديميين بنظريته، وتعاون مع فريق يضم أستاذين أحدهما من جامعة دورهام والآخر من جامعة كوليدج لندن، بغرض نشر بحثه في مجلة «Cambridge Archaeological Journal».
قال «بيكون»: «لطالما كان معنى العلامات داخل هذه الرسومات يثير اهتمامي، لذلك بدأت في محاولة فك رموزها باستخدام نهج مشابه، اتخذه الآخرون لفهم شكل مبكر من النص اليوناني، وجمعت أكبر قدرًا ممكنًا من البيانات وبدأت في البحث عن أنماط متكررة، باستخدام المعلومات والصور الخاصة بفن الكهوف المتاحة عبر المكتبة البريطانية وعلى شبكة الإنترنت.
أردف الأثري البريطاني: «مع تقدم الدراسة، تواصلت مع الأصدقاء وكبار الأكاديميين بالجامعة، الذين كانت خبرتهم حاسمة لإثبات نظريتي، ساعات العمل الشاق داخل المكتبة البريطانية والعمل ببطء على ما كان يقوله الناس قبل 20000 عام كان يستحق العناء».
تابع: «الرموز معروفة جيدًا للخبراء، لكن لم يكن أحد واضح فيما تعنيه، وأحد هذه الرموز يشبه الحرف Y، والذي يعتقد أنه يعني (الولادة)».
استطرد: «باستخدام دورات ولادة الحيوانات المكافئة اليوم كنقطة مرجعية، تمكن الفريق من معرفة أن عدد العلامات المرتبطة بحيوانات العصر الجليدي كانت رقمًا قياسيًا بحسب الشهر القمري لوقت التزاوج».
من جانبه، صرح البروفيسور بيتيت، من قسم علم الآثار في جامعة دورهام: «حينما اتصل بنا بيكون بشأن اكتشافه كان أمرًا مثيرًا، أنا سعيد لأنني أخذت الأمر على محمل الجد، هذه دراسة رائعة جمعت بين باحثين مستقلين ومحترفين من ذوي الخبرة في علم الآثار وعلم النفس البصري، لفك شفرة المعلومات التي تم تسجيلها لأول مرة منذ آلاف السنين».
أضاف: «تُظهر النتائج أن الصيادين وجامعي الثمار في العصر الجليدي كانوا أول من استخدم تقويمًا وعلامات منهجية لتسجيل المعلومات حول الأحداث البيئية الرئيسية في ذلك التقويم، في المقابل، نحن قادرون على إظهار أن هؤلاء الأشخاص، الذين تركوا إرثًا من الفن المذهل في كهوف لاسكو وألتاميرا، تركوا أيضًا سجلًا في ضبط الوقت المبكر، والذي سيصبح في النهاية أمرًا شائعًا بين جنسنا البشري».