أشرف حلمي
مما لاشك فيه أن عدم وجود كنيسة واحدة ضمن ثمانية مناطق تطوير جديدة فى حى شبرا الخيمة التابع لمحافظة القليوبية ، شئ محزن ومؤسف حقاً للغاية لما جاء مخالفاً لتعليمات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أكد فى العديد من المناسبات ، أن المسيحيين هم جزء أصيل من نسيج المجتمع ، وأن قيم المواطنة والحقوق المتساوية للجميع ، وهي قيم ثابتة لنهج الدولة ، وحرصه الشديد على بناء كنيسة فى أي منطقة عمرانية جديدة ، أو أي منطقة يتم تطويرها ضمن تطوير عواصم المدن ، وأكد السيد الرئيس ذلك أثناء افتتاحه عدد من المشروعات القومية حيث قال لوزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة " ما فيش مشروع سكني يتعمل ومبني فيه جامع إلا ونعمل فيه كنيسة". ثم وجه حديثه إلى رئيس الوزراء " حتى لو المشروع اللي هيتعمل هيكون لـ100 شخص، لازم يكون المكان فيه جامع وجنب منه كنيسة، مش نروح ناخد شقة بعد كدا ونقول نعملها كنيسة" .
ليبقي السؤال : هل لابد من زيارة السيد الرئيس لكل منطقة جديد للتأكد بنفسه من وجود كنيسة وجامع بها ؟ أم هي مسئولية المحافظ والإدارة الهندسية ! ، ومن المسئول عن تجاهل وتعمد عدم وجود كنيسه فى هذه المناطق الجديدة ؟ ولماذا لم يتم التحقيق مع المسئولين الذين تجاهلوا تعليمات الرئيس وإقالتهم من مناصبهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ؟ ام هي سياسة تعنت من هؤلاء المسئولين لدخول الكنيسة فى حسبة برما مع الدولة والحكومة المصرية ، ولماذا لم يتم حل الموضوع ببناء كنائس بديله بمناطق مجاورة حتي لا تتعثر الأمور مستقبلًا ؟ .
هناك أيضاً نوع آخر من استهتار المسئولين عن تنفيذ قانون ترميم وبناء الكنائس ، الذين انصاعوا لمطالب المتشددين من الأخوان والسلفيين لوقف ترميم الكنائس وفرض شروطهم فى بناء كنائس جديدة ، بعد أن قاموا بعمليات ترويع للمواطنين المسيحيين والإعتداء عليهم وقذفهم بالحجارة كما حدث قبل أسبوعين على أثر قيام الأقباط بترميم سقف كنيسة القديسة العذراء والانبا صموئيل التابعة لمجلس قرية الامراء بكفر الدوار في محافظة البحيرة ، الحاصل على رخصة رسمية بالإحلال والتجديد للسقف ، ما أدى الي تساقط الأمطار الشديد على المصلين فى قداس عيد الميلاد المجيد قبل يومين .
وأيضاً المسئولين عن محافظة الأقصر الذين تقاعسوا عن إعادة بناء كنيسة الشهيد مارجرجس ارمنت الحيط بمحافظة الاقصر ، بعد أن تم هدمها عام ٢٠٢١ تنفيذا لقرار إزاله نظرا لسوء حالتها و تهالك البنية الخرسانية مع هدم المنارة ، وتسبب ذلك الى قيام الاقباط بصلاة قداس عيد الميلاد المجيد فى العراء بداخل خيام فى محيط الكنيسة وإقامة الخدمات الكنسية فى جو شديد الحرارة صيفاً و قارص البرودة شتاءًا ، ولم يقف الأمر الى هذا الحد بل وصل الأمر الي إصابة الأنبا يواقيم أسقف أرمنت بخيبة أمل كبير فى عيد الميلاد بسبب عدم حضور محافظ الأقصر التهنئة بالعيد فى موقع الكنيسة بالرغم من تحديد موعد مسبق للزيارة ، وأنتظاره لأكثر ثلاث ساعات بالكنيسة في محاوله لإيجاد حل .
ليظل السؤال الى " متي سيظل أقباط مصر يعانون من مسئولين متعنتين يعملون فى مؤسسات الدولة ضد سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تنفيذ قانون ترميم وبناء الكنائس خاصة بمحافظات قام الرئيس بتعيين محافظين محل ثقة لها ؟ "