ياسر أيوب
فى يوم الأربعاء الماضى.. ومن سواحل مدينة ليما عاصمة بيرو.. بدأت 6 نساء مغامرتهن الكبرى والإبحار 8000 كيلومتر فى قارب تجديف صغير من ليما حتى جزيرة موريا فى المحيط الهادى.. ومن المتوقع أن تطول الرحلة قرابة الثلاثة أشهر ستقضيها هؤلاء السيدات داخل القارب.. وتم الاتفاق على أن تقوم كل امرأة بالتجديف وحدها لمدة ساعة ثم ترتاح خمس ساعات.. وهكذا طيلة النهار والليل فى الثلاثة أشهر.
وسيبحر خلف قارب السيدات قارب آخر يحمل الطعام وأى احتياجات طبية فى حالة الطوارئ.. وأصغر هؤلاء النساء فى الثانية والعشرين من العمر والأكبر فى السابعة والأربعين.. خمسة منهن فرنسيات هن ستيفانى وألكساندرا وإيمانويل ومارى ومارجوت.. والسادسة إيتشيا من إسبانيا.. ولكل منهن حكايتها الخاصة مع السرطان.
فقد أصيبت ستيفانى التى هى أكبرهن بسرطان الثدى أكثر من مرة وأصبحت تتمنى ألا تعيش أى امرأة أخرى ما عاشته ستيفانى من وجع وخوف ثم عذاب العلاج الكيماوى.. أما الإسبانية إيتشيا فقد عاشت معاناة السرطان الذى أصيب به والدها ثم والدتها ولم تعد تريد رؤية فتاة أخرى تعانى وتبكى وهى تشاهد أغلى الناس لديها يعيشون وجع السرطان.. واتفقت الست نساء على القيام بهذه الرحلة ولفت انتباه العالم وجمع الكثير من التبرعات لمصلحة ضحايا السرطان.
وكان هذا هو الدافع الأول والأساسى لكل منهن للقيام بهذه المغامرة التى من أجلها قضت كل منهن وقتا طويلا فى التدريبات لكسب اللياقة اللازمة إلى جانب تمرينات التجديف لأوقات طويلة.. وإلى جانب ذلك.. أعلنت السيدات أنهن يقمن بهذه المغامرة كتحية لروح العالم والبحار النرويجى العظيم الراحل ثور هايردال.
النرويجى الذى قام فى 1947 برحلة مماثلة من بيرو أيضا وفى نفس المحيط الهادى ومعه خمسة أشخاص فوق طوف من خشب أشجار البلسا فى محاولة لمعرفة المزيد عن تاريخ وأصول سكان أمريكا اللاتينية.. وبعد نجاحات كثيرة واكتشافات وكتب.. مات ثور هايردال 2002 أيضا بعد إصابته بمرض السرطان.
وسيتابع كثيرون فى العالم رحلة ستيفانى وزميلاتها طيلة تسعين يوما وفى كل يوم جديد تأتى التبرعات من مختلف زوايا العالم لمساندة مرضى السرطان.. وهى ليست المرة الأولى التى تقوم فيها سيدات بذلك.
ففى 2016.. قامت أربع سيدات إنجليزيات.. لورا وناتاليا وإيما وإيزابيل.. بالإبحار فى قارب تجديف من سان فرانسيسكو الأمريكية إلى سواحل أستراليا فى رحلة استغرقت 257 يوما قامت خلالها السيدات بالتجديف لمسافة زادت على 14 ألف كيلومتر.. وفى الجزء الثانى من الرحلة.. من هاواى إلى ساموا.. انضمت إليهن ليزانى.
وفى الجزء الثالث من ساموا إلى مدينة كيرنس الأسترالية انضمت ميج إلى الأربع سيدات اللاتى بدأن الرحلة من سان فرانسيسكو.. وكان هدفهن الأساسى والوحيد هو جمع المال للمصابات بسرطان الثدى.. ونجحن بالفعل فى جمع الكثير من المال إلى جانب نجاحهن كأول فريق نسائى ينجح بالتجديف فى عبور المحيط الهادى.
نقلا عن المصري اليوم