( بقلم : أشرف ونيس )
تطورت الحياة فتأخرت كثيرا ، ازدات سرعتها فتباطأت سعادتها فى الوصول إلينا ، تقرب البشر كل الى الآخر فتباعدوا و لم يعد للشوق و التشوق مكان بالقلوب !!!

لم تكن الدعوة للدخول الى رحاب الماضى سوى حثنا على خلع احذيتنا و غسل اقدامنا استعدادا لوطء ساحة المجد بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل معان ، و أى عظمة تلك التى تحملها سنوات راحلة هى الشمس لضياء ذاكرتنا و ذكرياتنا ! إنها العلو فوق منخفضات الحاضر ، السمو عاليا أعلى خيبات المستقبل ، الترفع جبلا تنزها عن كل وديان الزمن بكل نظرته التى تدنت عن كل مستويات الشموخ و الرقى و السناء  .

تزاخمت علامات الإستفهام المقترنة بكثرة علامات التعجب و التى تذيلت بها عبارت كانت و مازالت و ستظل تحمل جما من الاسئلة هى ظل لسؤال الحياة الذى لطالما صال و جال بين أذهان البشر و أفئدتهم ؛ لماذا صار التطور وبالا على البشر بدلا من تقدمهم ؟!

 تاهت و زاغت إنسانية الإنسان و جوهره بين كم لا بأس به من الهمجية و التوحش أو قل الهمجية المتوحشة ؛ حيث ذهب الضمير الى حيث لا عودة ، كما بات الحنو مستقرا ب دائرة أقل ماتوصف بأنها عدم لا غير ذلك ...... ، قلت معارفهم مع كثرة المعرفة و زاد جهلهم فى الوقت الذى وصلت فيه مصادر الوعى الى عنان السماء فى ارتفاعها !!! تمزقت أربطة الجماعات و تشرذمت إلى أفراد كل يبحث عن نفسه و دنياه ، أرضه و عالمه المفقود ، بدا غير المنطوق هو السيد الصادق الامين بيد أن كل ما هو صادر عن اللسان لا يحمل سوى التظاهر بما لا يمت إلى الحقيقة فى شيء ، زادت متاعبهم و ازدات قتامة الحياة فى الوقت الذى زاد التيسر فى كل شيء ما عدا الإنسان و ما يجيش بداخله !!!

فإلى متى سيظل يحمل الإنسان ما لا يستطيع حمله أو تحمله ، و ما الحل ؟ هل نوقف عجلة التقدم ناظرين الى سنوات خلت رافعين راية التأخر طمعا فى الراحة ؟ أم نساير الكون فى تطوره خالعين عن قلوبنا غطاء حمايتها من دفئها بغيا فى التطور و ما يستتبعه ؟ هكذا بدا السؤالان  كحجرى رحى ، تفتت المرء بين رحابهما صامتا ناظرا إلى معونته التى تخضع لكلمتى ؛ لعل و عسى !!!