ياسر أيوب
قد تكون ميزانية الرياضة كلها بوزارتها واتحاداتها وأنديتها جزءًا قليلًا جدًّا من أزمة مصر مع الدولار.. لكنها رغم ذلك تبقى جزءًا مهمًّا من سياسة مصرية جديدة للتقشف وترشيد الإنفاق.. وعلى طريقة الأمم المتحدة حين أعلنت العام الماضى أن الرياضة العالمية كلها مجرد ملف ثانوى فى قضايا البيئة والمناخ لكنها السلاح الأول للفت الانتباه لكل المخاطر المحتملة.. فمن الممكن أيضًا أن تقوم الرياضة المصرية '> الرياضة المصرية بهذا الدور لو بدأت كل مؤسساتها تمارس التقشف الحقيقى وترشيد إنفاق واضح وظاهر للجميع.. فما كان مسموحًا به فى الماضى لم يعد كذلك فى ظل الأزمة الحالية.. وأبدأ بوزارة الشباب والرياضة، التى أصبحت مطالبة الآن بوقف النزيف الدو لارى، المتمثل فى دعم استضافة بطولات ودورات رياضية رسمية وودية غير مهمة رياضيًّا أو حتى إعلاميًّا.
فالاقتصاد المصرى لا يسمح حاليًا بمثل هذا التسابق غير المفهوم على استضافة تلك البطولات وإنفاق الكثير من الدولارات مقابل مكاسب شخصية ورياضية لعدد قليل جدًّا من مسؤولين رياضيين يبحثون عن مناصب أو مزيد من الدعوات والرحلات.. والآن أيضًا ليس الوقت المناسب لاستضافة حتى البطولات والدورات الرسمية الكبرى فى ألعاب كثيرة وتسويق ذلك محليًّا باعتباره انتصارًا لمصر.. والوزارة مطالبة أيضًا بالتدقيق فى مطالب الاتحادات المختلفة بالدعم لرحلات خارجية كثيرة يمكن جدًّا الاستغناء عنها. والاتحادات الرياضية أصبحت ملزمة بمراجعة تلك الرحلات الخارجية وترشيد ما تنفقه للتعاقد مع مدربين أجانب يأتون ويرحلون فى ألعاب كثيرة دون أى فارق فى المستوى والنتائج بهؤلاء الأجانب أو حين يتولى مدربون مصريون.. ولا أظن أن أحدًا سيلوم اللجنة الأوليمبية المصرية واتحاداتها باستثناء كرة القدم لو تم اتخاذ قرار بمنع مشاركة أى لاعب أو لاعبة أجنبية.. فلم يعد الأمر يحتمل هذا النزيف الدولارى وتعاقد أندية كثيرة مع هؤلاء فى ألعاب كثيرة لا تنفق على نفسها ولا تربح أى شىء حتى لو فازت تلك الأندية ببطولات قارية.
ويتم إهدار هذه الدولارات لمجرد أن يتباهى نادٍ مصرى بالفوز على نادٍ مصرى آخر.. وتبقى كرة القدم المصرية مسؤولة عن أكبر إهدار دولارى مصرى.. سواء اتحاد الكرة وتعاقداته مع خبير تحكيمى لا يقوم بدوره كاملًا أو مدرب للمنتخب الأوليمبى لا يضيف للكرة المصرية أكثر من مدربين مصريين مميزين يستحقون الفرصة.. وإذا كان هناك لاعبون أفارقة مميزون بالفعل فى الدورى الممتاز.. فلابد من التساؤل عن جدوى تعاقد بعض الأندية مع مدربين أجانب بمرتبات ضخمة بالدولار رغم أنها أندية يعرف الجميع أنها لا تنافس على بطولات تستحق مثل هذه التضحية المالية الكبيرة.. كما أن أندية الدورى الممتاز أصبحت مطالبة الآن بضبط تعاقداتها سواء مع لاعبين أو مدربين أجانب حتى يتوقف النزيف الدولارى المصرى، ممثلًا فى غرامات وعقوبات.
نقلا عن المصري اليوم