اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة قداسة البابا ثيؤدوسيوس الثاني الـ ٧٩ (٥ طوبة) ١٣ يناير ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة قداسة البابا ثيؤدوسيوس الثاني بابا الاسكندرية التاسع والسبعون وإذ انتقل قداسة البابا يوأنس السابع (الـ٧٨) في 26 برمودة سنة 1009 ش، 21 أبريل سنة 1293 م. خلا الكرسي المرقسي مدة حوالي 15 شهرًا، ثم اجتمع الأساقفة دون التشاور مع الأراخنة لينفردوا بالتشاور معًا على سيامة البابا الجديد، فوقع اختيارهم على الراهب ثيؤدوسيوس من دير أبي فانا. كان قبلًا يدعى عبد المسيح بن أبي مكين الإفرنجي الشهير بابن روبل، من أهالي منية بني خصيب، وقد سيم باسم البابا ثيؤدوسيوس الثاني، عام 1294م. واستلم الكرسي في فترة من الهدوء والسلام بعد الضيق الذي عاناه سلفه، لكن للأسف كان مُحِبًّا للمال فنهج منهج السيمونية (سيامة الأساقفة والكهنة مقابل مبالغ مالية)، فصار الشعب ينفر منه خاصة وانه لم يشترك مع الأساقفة في اختياره. وقد حاول الكثير من الأساقفة نصحه فلم يسمع لهم حتى اشتدت الثورة في داخلهم وامتنع بعضهم عن ذِكْر اسمه في الصلوات الليتورجية إلى حين.
في عهده بعث يجيباسيون ملك أثيوبيا إلى السلطان محمد بن قلاوون برسالة يخبره فيها كيف يعامل المسلمين في بلاده بكل حبٍ، مطالبًا إياه أن يقابل هذا بمعاملة طيبة للأقباط لتقوم بينهما علاقات الألفة والمحبة. وفي عهده غزا داود ملك النوبة صعيد مصر وإذ تدخل البابا سحب قواته.
ونظرًا لأن ارتقاءه على الكرسي البطريركي يخالف الناموس والشريعة لأنه فُرِضَ عليه فرضًا، ولأنه كان محبًا للرشوة فقد أظهر الله غضبه، فحدث في أيامه قحط وغلاء فاحش وانتشر مرض الطاعون بسبب قلة ماء النيل واضطر الناس إلى أكل الميتة. وارتفعت الصلوات ليرحم الله البشرية، فجاء الفيضان التالي وافيًا.
وحدثت في أيامه مصائب وويلات كثيرة على المسيحيين بسبب انقسام المماليك إلى أحزاب فكان القبط هم أعظم ضحية لهذه المصائب، فاضطهدهم الحكام وألزموهم بدفع غرامات طائلة. وزادوا الجزية فمات الكثيرون وأسلم الكثيرون بسبب ذلك ومنها طلب السلطان محمد بن قلاوون عمل حصر لأوقاف الكنائس والأديرة وإحضار الحَصر إلى ديوان الأحباس (الأوقاف) حيث أمر بتوزيعها على المماليك، كما قام والي القاهرة مع حاجب القصر بهدم كنيسة ناحية شبرا.
وقد وجد البابا أن كمية الميرون لم تَعُد كافية لِحاجات الكنائس، فدعا الأساقفة لكي يشتركوا معه في إقامة الصلوات الخاصة بتكريسه. فَلَبَّى دعوته سبعة من أساقفة الصعيد وخمسة من الدلتا، واجتمعوا معه في كنيسة أبي سيفين ببابلون، حيث بُدئَ بالشعائر المقدسة يوم اثنين البصخة، وتمت يوم خميس العهد.
وظل على الكرسي حتى تنيح في 5 طوبة سنة 1016ش (أول يناير 1300 م) بعد أن جلس على الكرسي 5 سنوات وخمسة أشهر وثمانية وعشرين يومًا، وقد دُفن جثمانه في دير النسطور بالبساتين.
بركة صلاته تكون معنا أمين…
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين…