الأعضاء التي سيسمح بزراعتها ونقلها من متوفين لأحياء تشمل الكبد والرئة والكلى والقلب والبنكرياس
كشف مسؤولون مصريون أن مصر تستعد لزراعة أعضاء بشرية من متوفين لمرضى أحياء لأول مرة خلال العام الحالي.
وأكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الفترة المقبلة ستشهد إجراء عمليات زراعة الأعضاء من متبرعين حديثي الوفاة، وذلك من خلال اللجنة القومية لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة، مضيفا أن الأعضاء التي سيسمح بزراعتها ونقلها من متوفين لأحياء تشمل الكبد والرئة والكلى والقلب والبنكرياس.
وأكد أن مصر تمتلك الإمكانيات والخبرات القوية في مجال زراعة الأعضاء سواء بشرية أو مادية، وأن هناك الآلاف من العمليات تمت ونجحت في الكثير من المراكز سواء في مستشفيات القاهرة الكبرى أو المحافظات.
وصية التبرع بالأعضاء في مصر
في غضون ذلك، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة لـ"العربية.نت" إن أي مصري يرغب في التبرع بأعضائه بعد الوفاة، يمكنه ذلك من خلال تدوين بياناته في نموذج الوصية التي أطلقت مؤخرا، وسيتم إصدار كارنيه أو بطاقة له مدون عليها أنه أوصى بالتبرع بأعضائه، مؤكدا أن تلك الوصية يمكن توثيقها في الأماكن المخصصة بوزارة الصحة، وسيتم إدراج بياناتها ضمن منظومة التبرع بالأعضاء وقاعدة البيانات المخصصة بالوزارة.
وكشف أن الوزارة استعدت لإجراء عمليات زراعة الأعضاء من خلال توفير الطواقم الطبية والمستشفيات اللازمة وربطها تكنولوجياً بما يتيح توفير بيانات أي متبرع لحظة وفاته، وتحديد العضو الذي يمكن التبرع به لنقله وبسرعة إلى المريض الذي يحتاجه في أي مستشفى آخر، مشيرا إلى أن الوزارة تستهدف وجود قاعدة بيانات رقمية في مركز زراعة الأعضاء وربطها بكافة مراكز التبرع لمنع التلاعب.
وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه بسرعة إنشاء مركز متكامل لزراعة الأعضاء بالمدينة الطبية في معهد ناصر بالقاهرة، وسيضم المركز جميع أنواع زراعة الأعضاء مثل الكبد والكلى والبنكرياس.
من جانبه، قال محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس عضو اللجنة العليا لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة لـ"العربية.نت"، إنه سيتم إجراء نحو 70 ألف عملية زراعة أعضاء خلال السنوات القليلة القادمة، موضحا أنه على مدار 22 عاما مضت تم إجراء جراحات زراعة أعضاء قليلة مقارنة بعدد السكان وبعدد الحالات التي تتطلب نقل أعضاء إليها، وذلك بسبب غياب نظام أو آلية لتنظيم التبرع.
وكشف أن هناك مصدرين لنقل الأعضاء من المتوفين حديثا، الأول: عبر حوادث الطرق، والثاني: من مصابي الجلطات الدماغية، ويتوجب سرعة نقل الأعضاء فورا من المتوفين خلال هذين المصدرين، موضحا أن الأعضاء التي سيتم نقلها هي القلب والرئتين والكبد والبنكرياس والكلى والأمعاء والقرنية، وهي أعضاء يمكن زراعتها خلال ساعات قليلة من الوفاة حتى لا تتعرض للتلف.
وأضاف أن مصر يوجد بها نحو 44 مركزا سيتم زراعة الكلى والكبد بها، موضحا أن عملية زراعة الكبد كانت تستغرق 24 ساعة والآن تتم في 6 ساعات. كما بدأت مصر لأول مرة زراعة رئة منذ أيام واستغرقت الجراحة نحو 14 ساعة.
وأوضح أن مصر لديها بالفعل بنية تحتية طبية تسمح بإجراء كل عمليات زرع الأعضاء، وتوفير الرعاية بأنواعها فضلا عن المعامل وأقسام الأشعة، وسيتم ربط مستشفيات المحافظات التي ستجري فيها جراحات زراعة الأعضاء، وتشمل شمال وجنوب الصعيد، والقاهرة الكبرى، والدلتا، وغرب الإسكندرية حتى مطروح، وشرقا قناة السويس وسيناء، مشددا على تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بين المواطنين وتشجيعهم على ذلك وتسهيل الإجراءات اللازمة.
كما أكد الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء لـ"العربية.نت" أن الشرع يجيز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، خاصة بعد تحقق الموت بشكل يقيني، وأن التبرع بأعضاء المتوفى يعد من أبواب الصدقة الجارية ونفع الغير، وله ثواب كبير عند الله.
وقال إن التبرع يجب أن يكون مشروطا بالتأكد من موت الشخص حقيقيًا وليس إكلينيكيا، وأن يكون من خلال وصية مؤكدة ويشهد عليها طبيب.