ياسر أيوب
سبقت كرة القدم الجميع حين اختارت الـ 90 دقيقة وقتا مثاليا ومناسبا لأى مباراة.. فهوليوود لم تستقر على 90 دقيقة زمنا لأى فيلم على الشاشة إلا في 1920 وسنوات قليلة بعدها ولا تزال هوليوود مقتنعة بذلك رغم نجاح أفلام كثيرة تخطى زمنها 120 أو 150 دقيقة.. ولم يبدأ ناشرون كثيرون تفضيل الكتب التي لا تستغرق قراءتها أكثر من 90 دقيقة إلا بعد 2000 فظهرت سلاسل نجحت جدا عن الفلاسفة أو العلماء أو الأدباء في 90 دقيقة.. وقبل تأسيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم في 1863.. كان الاتفاق بين جامعتى كامبريدج وشيفيلد على ساعتين وقتا لكل مباراة أو 60 دقيقة كاملة لكل شوط وبينهما استراحة قليلة.

وبعد سنوات قليلة أدرك الجميع أن الـ 120 دقيقة وقت طويل جدا، واللاعبون يشعرون بالإجهاد، والمتفرجون يفقدون تركيزهم واهتمامهم.. فتم الاتفاق في 1868 على اختصار وقت أي مباراة إلى 90 دقيقة فقط مقسمة على شوطين.. وجرى ذلك قبل أن يكتشف العلم أن الإنسان غالبا يفقد تركيزه بعد خمسين دقيقة على الأكثر سواء في الفرجة أو القراءة أو الاستماع.. وهو الاكتشاف الذي أجادت استغلاله هوليوود بحيث لابد في الدقيقة الخمسين في أي فيلم أن يكون هناك ما يعيد للجمهور اهتمامهم ببقية الفيلم، وكذلك برامج التليفزيون الأمريكية والأوروبية.. ووحدها كانت كرة القدم التي لم تستفد من ذلك لأنها سبقت واختصرت الوقت وكان ذلك أحد أسباب رواجها وإثارتها وإقبال الناس عليها.. ودام الأمر منذ 1868 ليصبح وقت أي مباراة لكرة القدم هو 90 دقيقة فقط يعلن بعدها الحكم انتهاء المباراة.

وفى 21 نوفمبر 1891.. كانت مباراة بين أستون فيلا وستوك.. وتقدم أستون فيلا واقترب من الفوز بالمباراة التي أوشكت على الانتهاء بعد لحظات قليلة.. وفجأة يرتكب مدافع أستون فيلا خطأ يستوجب ركلة جزاء احتسبها الحكم.. وقبل أن يقوم أحد لاعبى ستوك بتسديد الضربة أمسك حارس مرمى أستون فيلا بالكرة وقذفها خارج الملعب.. وبالتالى انتهت الـ 90 دقيقة وفقا لقوانين كرة القدم.. وكانت هذه المباراة بالتحديد هي التي غيرت القانون وأصبح من حق الحكم احتساب الوقت الضائع أثناء اللعب وإضافته في نهاية كل شوط.

واكتسب حكم كرة القدم ميزة إضافية بعدما أصبح هو الوحيد الذي يقرر كم دقيقة ستضاف إلى وقت المباراة.. وأصبح ذلك مثار كثير من الجدل.. ولأن العلاقة طول الوقت بين أي جمهور كروى وأى حكم مليئة مقدما بالشكوك والارتياب.. فأصبح الجمهور المهزوم يرى الوقت الإضافى الذي احتسبه الحكم قصيرا جدا ويراه الجمهور الفائز طويلا جدا.. وهو الأمر الذي بدأ الفيفا مواجهته في المونديال الماضى ولم يعد الحكم في الملعب وحده صاحب الحق في تحديد الوقت الإضافى.
نقلا عن المصرى اليوم