د. أمير فهمى زخارى المنيا
تعالوا نعرف من هو الخرمان !!! ومن هو السبرسجى !!!

الخرمان!
فى اواخر القرن التاسع عشر، كانت معامل السجائر '> صناعة السجائر منتشر بطول مصر وعرضها، وكان اليونانيين والارمن هم أصحاب أغلب الشركات وأكثرها ربحية.

ويرجع تفوق المعمل، فى قدرته على خلط أوراق الدخان، ومرحلة خلط الأوراق هذه هى اهم مراحل إنتاج السجائر.

 وفى البداية كان يتم تخزين هذه الأوراق فى أماكن تحت الارض، ويتم الأخذ منها عند الحاجة، حيث يتم فرز ورق التبغ، وفصل الجيد عن الرديء بواسطة عاملات، وبعدها يتم نقل الأوراق الجيدة إلى غرف مخصصة لذلك ويتولى هذا العمل مجموعة من الاطفال.

ومرحلة خلط الدخان هى أصعب المراحل والتى تعطى التفوق فى توليفة الصنف، واحتاج الأمر عدة سنوات لكى تكتسب تلك المعامل الخبرة الكافية.

أن تخصص خلط الأوراق هو السر الأكبر فى نجاح المعمل، ويعهد لهذا الأمر إلى شخص يقوم بترتيب الأوراق وتدخين بعضها، ويطلق على هذا الشخص مسمى: " الخرمان"!

و "خرمان" كلمة تركية الاصل، يقصد بها صاحب الكيف والمزاج السليم الذى أدمن التدخين، وأصبحت لديه ملكة خاصة لتصنيف تركيبات السجائر!

وكانت كل شركة حريصة على زبائنها وجودة منتجها، الإستعانة بأمهر الخرمانجية، ولعل أشهرهم الخواجة "قرابيت دوديان"، وكان ذائع الصيت، ومعروف بدقته فى العمل، لذلك استعانت به كبرى معامل السجائر '> صناعة السجائر فى القطر المصري.

 وكان لكل خرمان طريقته السرية فى خلط الأوراق، وصنع توليفة ذات مزاج خاص، حتى أن الفابريقة الخديوية الكبرى فى عام 1905م، حاولت كسب ثقة جمهورها بالاستعانة بأشهر وأقدم الخرمانجية، حيث كانت المنافسة على أشدها!

السبرسجي
السبارس هي أعقاب السجائر، وتقترن بالشخص عندما يقال إنت "سبرسجي"، وذلك للدلالة علي فقره لدرجة جمعه أعقاب السجائر من الأرض لتدخينها.

ويتردد أن السبرسجي كان وظيفة في الماضي، وقد عرفت شوارع القاهرة هذه المهنة قديماً، وكان السبرسجي يمسك عصا طويلة تنتهي بمسمار ليلتقط بها أعقاب السجائر حتى لا ينحني لأي عقب أمامه ويجمعها في علبة صفيح، وكان يتقاضي اجره عن كل علبة ممتلئة، وكان يتفنن في اختيار أماكن نشاطه، مثل محطات الأتوبيس والقطارات فهي بالنسبة له مواقع إستراتيجية، حيث ان روادها يكونون في أغلب الأحوال متلهفين للحاق بها، فينهون تدخين سجائرهم بسرعة تاركين نصفها أو اكثر، وهذا يعتبر مكسبا كبيرا له.

وقد بلغ من شهرة هذه المهنة ودلالتها على فقر المشتغل بها، إلى حد أن الموسيقار المصري الكبير سيد درويش قام بالغناء لها في أغنية عرفت في عشرينات القرن الماضي بعنوان «لمامين السبارس»، قام فيها كعادته بالنقد اللاذع لأغنياء زمانه الذين يضنون على الفقراء، ويدخنون سجائرهم حتى النهاية متناسين ان وراءهم «سبرسجية» يحتاجون الى جزء منها.

خلصت حكايتنا اليوم وماتنساش فيه حكايات تانيه كتير..
د. أمير فهمى زخارى المنيا