د.امير فهمي زخاري المنيا
عندما أراد العجوز أن يدخل المنزل الذي كان مدعوًا فيه أخذ عصاه وأمسك بها بشكل مقلوب
لذلك كان توازنه في المشي
غير سليم.
فتندّر بذلك بعض الحضور
وقالوا له :-
بأنّه كبر وفقد عقله
بحيث لا يستطيع حتى التمييز بين رأس العصا ونهايتها.
فردّ العجوز بهدوء :
أمسكت عصاي مقلوبة
لكي لا تتسخ سجادة منزلكم من تراب الطريق العالق في نهايه عصايتى.
لا تستعجل الحكم على الناس بما يقلّل من شأنهم
فقد يكونون من الرقي بدرجة لا يمكنها أن تخطر على بالك...
يقول الكتاب المقدس:
"لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ." (غل 6: 3).
ويقول القرآن الكريم:
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (الحجرات:12)
وقبل أن أنهى مقالى تذكرت القصه التاليه:
يعتبر أمراً غريباً إذا شاهدت دكتور جامعي ذو مكانة علمية كبيرة في بلده، يرتدي ساعة بنات في معصم يده اليسرى، وهذا ما حصل مع بعض الطلاب الجامعيين الذين شاهدوا أستاذهم الجامعي ذو المكانة العلمية الكبيرة يرتدي ساعة بنات في يده، فالأمر بنسبة لهم غريب جداً مما جعلهم يتهامسون فيما بينهم ويسخرون منه، فقد كانون يظنون أنه شخص مريض نفسي.
لكن في يوم من الأيام تجرأ أحد الطلاب، وسأل الدكتور عن سبب ارتدائه لساعة بنات ليحرجه أمام الطلبة والطالبات، لكن الرد كان صادماً لهم بل أبكى جميع من كان بقاعة المحاضرات.
قبل أن يرد الدكتور على هذا السؤال دمعت عيناه وقال: أعلم جيداً أنكم تسخرون مني لأنني أرتدي ساعة بنات ولكنكم تجهلون السبب، هذه الساعة هي لإبنتي المتوفية وكنت أحبها كثيراً، لهذا أرتدي ساعتها لأتذكرها في جميع لحظات حياتي.
أحسنوا الظن
وإياكم وكسر الخواطر....تحياتى
د.امير فهمي زخاري المنيا