الأقباط متحدون | سلوكيات دخيلة على مصر الأصيلة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٢ | الاثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ | ٤ توت ١٧٢٦ ش | العدد ١٧٨٣ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

سلوكيات دخيلة على مصر الأصيلة

الاثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس ألفريد فائق
تغلغلت داخل مجتمع مصر بعض التصرفات النابعة من الفهلوة المصرية الحديثة. وهي تعتمد على أفكار غريبة تحوّلت إلي سلوكيات رهيبة تغزو جسد المجتمع الواحد لتمزقه. وهي نابعة من قيم جديدة سيئة ودخيلة على مجتمعنا ولم تكن موجودة من قبل في مجتمع مصر الأصيل والجميل. ماذا حدث لكِ يا مصر الجميلة؟ تعالوا ندرس بعض ما يحدث في مصر:

1) فتجد مثلاً سائق ميكروباص أو حتى سائق سيارة ملاكي يقف في منتصف شارع رئيسي ويُعطّل السير ليشرب عرقسوس أو شاي أو ليتكلّم مع شخص وهو في السيارة؛ أو ليُنزل أو يأخذ راكبًا -في حين يُوجد مكان للانتظار في الشارع-، وكل هذا تحت شعار معلش أو هو يعني ها يجرى إيه؟

2) وهناك ظاهرة غريبة موجودة في المجتمع وهي أن من حق من يفرح أو من يحزن أن يقفل شارع الأستوديو بكامله أو شارع العزاء بكاملة ناهيك عن الصوت المرتفع والمزعج لما بعد الثانية عشر مساءً وهذا مخالف للقانون. لكن منفذي القانون إما لاهون أو صامتون نظرًا للرشوة، وكل هذا تحت شعار على الكل أن يفرح معنا أو على الكل أن يحزن معنا وعلى الجميع في كل الحالات أن يتصدّع ولا ينام ولا يهم إن وُجد مريض أو مسن أو حتى عامل أو موظف يعمل بنظام الورديات؛ ولا يهم إنتاج البلد الذي يرفع اقتصادها ومقامها بين الدول المتحضرة. وكأن شعار من يفعل ذلك هو: "أنا وبس ـ افرح! الكل بالإرغام يفرح معي؛ أحزن! الكل بالإرغام يحزن معي ... وفي فرحي وحزني هأزعجكم وهاقلق منامكم حتى لو كنتم مرضى وكبار السن وتعملون بالورديات وحتى لو كان هذا ميعاد نومكم".

3) وهناك أيضًا ظاهرة افتتاح محل جديد وما يتبعه من مظاهر كلها ملوّنة في البهرجة ومزعجة على صوت الدي جيه؛ وعلى تعطيل المرور في أكثر من شارع رئيسي وجانبي. وكل هذا تحت شعار "أكل عيش؛ وحرام عليك تقطع أكل العيش"، وتجد أن الافتتاح قد استهلك كهرباء بكمية رهيبة تكفي عشرات العمارات ومن أين جاء بها؟ كل من سألتهم قالوا أنها كهرباء مسروقة وبمعرفة شرطة الكهرباء. وتستمر ظاهرة الصوت العالي والمرتفع والمزعج موجودة في المجتمع مع محلات العصير والمطاعم وورش النجارة والحدادة الموجودة خارج المدن الصناعية المخصصة لهم. كلهم يستعملون مكبرات الصوت أو السماعات لإذاعة أو تليفزيون أو تسجيل أو صوت المنشار والصاروخ وفي أي وقت. وتُرسل شكاوي للمسئولين عن هذا فلا يسألون فيك ولا في شكواك.

4) وهناك ما يعرفه الجميع عن ركوب المواصلات العامة سواء الأوتوبيسات أو الميكروباصات والتسارع في الركوب والدوس على أقدام الآخرين والأسبقية في الركوب لأصحاب العضلات والصحة القوية والسرعة والشطارة؛ ناهيك عن الجملة المشهورة: "هذا المكان محجوز" ـ عايز يركب ويحجز للآخرين؛ ولا يهم الباقين. وهناك ظاهرة جلوس الشبان والشابات وترك كبار السن والمرضى وقوف، ما كل هذا؟ هل هو شعار "أنا ومن بعدي الطوفان!"

5) وهناك القهاوي في الشوارع؛ فتجد زيادة في عدد الكافتيريات أو أعداد الكوفي شوب أو البورصات (يبدو أنها مشاريع ناجحة). وهي تحتل الشارع وتعطل المرور وتمنع وجود أماكن انتظار للسيارات وتمنع سكان العمارة من تنظيف بلكوناتهم؛ وتُحدث العديد من المشاكل؛ وتُسبب الخناقات الكثيرة. وعلى رأس هذه المشاكل هناك المعاكسات للبنات والسيدات. أين غض البصر؟ وأين الأدب والاحترام؟ هل كل واحدة تسير في الشارع هي ملك لكل من في الشارع؟

إن الصمت الذي وُجد في المجتمع لردع هؤلاء شجّع الشباب على القيام بموجات التحرش علنًا وفي وضح النهار حتى ضد المحجبات وضد السيدات في عمر الأمهات؛ ولا أحد يُعارض ولا أحد يتدخل! هل الشعار هو: "وأنا مالي" "دي مش مشكلتي". متى تسير شاباتنا وسيداتنا بحرية وتشعر في بالأمان في شوارعنا؟

6) وهناك ظاهرة الاهتمام بالبيت والشقة والمحل من ناحية النظافة؛ ولكن لا يهم نظافة باقي العمارة أو باقي المحلات في الشارع. فتجد عمارات فخمة كلها قذارة وشوارع بها محلات فخمة كلها قذارة؛ وفي نفس الوقت تجد الشقة الخاصة بصاحبها الموجود في العمارة شقة نظيفة ولا يريد أن يساهم في مصاريف العمارة للتنظيف والصيانة. وتجد صاحب المحل الفخم والموجود في الشارع الفخم يهتم بداخل المحل ولا يهتم بالشارع ولا يريد أن يساهم في نظافة وصيانة الشارع. ما هذا يا تُرى؟ هل كل هؤلاء لا يعلمون أن القذارة ستدخل إلى محلاتهم وشققهم؟

7) وتجد أصحاب هذه الظواهر وغيرها يخافون ويرتعبون عند وجود الشرطة في حالة قيامها بواجبها. هل يا تُرى نحن نقوم بتنفيذ القانون عن اقتناع أم خوفًا من وجود ممثل الحكومة؟ ما الذي يحكمنا: هل هو ضميرنا وحبنا لبلدنا واقتناعًا بأن التقدم هو في تنفيذ القانون؟ أم نفعل ما نشاء وما هو على مزاجنا في كل وقت وأما عند وجود المسئول نخاف وننفذّ القانون؟

8) وهناك قلة من أصحاب وعمال المخابز وقلة من المسئولين عن إنجاز المهام في مختلف المصالح الحكومية والمنوط بهم تنفيذ القوانين؛ يُعطلون أو يطنشون المشتريات غير المحجبات؛ ولهن الحق كل الحق فيما يطلبون.

للأسف استشرت معاملات سيئة على كافة المستويات ضد المسيحيين المعروفين من خلال اسمهم أو لبسهم؛ تصل لدرجة التعطيل والظلم والتمييز. وهذا مخالف للدستور وحقوق المساواة والعدل والمواطنة -وهذا يحتاج لمقالات- لأن الأمر لا يُحل للأسف في بعض الحالات إلا عن طريق جهاز مباحث أمن الدولة عن طريق العلاقات الشخصية أو ربما يصل الأمر إلى القضاء.

وهكذا تجد أقوال تحولت إلي أفعال وسلوكيات دمرت مجتمعنا، مثل: "معلش" "أكل العيش" "هو فيه إيه؟" "يعني هو هايحصل إيه؟" "أنا وبس" "أنا ومن بعدي الطوفان" "المهم بيتي وعائلتي وبس؛ مش مهم العمارة" "المهم دكاني ومش مهم الشارع" "اعمل اللي أنت عايزه ماحدش شايف" "ما تتأخرش تعال بسرعة ما فيش رادار في الليل" "طنشهم دول كفرة" "لا تساعد كافر" "لا تشتري من كافر" "عطّل مصلحة الناس حتى لو كان ذلك حقهم وانتفع من ورائهم - هي المرتبات عاملة إيه". فما هو العلاج في نظرك؟ ربما يحتاج العلاج لمقالات أخرى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :