الهند تجاوزت الصين بـ 5 ملايين شخص
ربما تكون الهند قد تجاوزت الصين بالفعل باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم في علامة بارزة تزيد من إلحاح رئيس الوزراء ناريندرا مودي لخلق المزيد من فرص العمل وضمان استمرار البلاد في نموها الذي يضرب العالم.
وبلغ عدد سكان الدولة الواقعة في جنوب آسيا 1.417 مليار نسمة اعتباراً من نهاية عام 2022، وفقاً لتقديرات مجلة World Population Review، وهي منظمة مستقلة تركز على والتعداد السكاني.
ووفقاً للأرقام الأخيرة المحدثة، فإن هذا يزيد قليلاً عن 5 ملايين مقارنة بـ 1.412 مليار أبلغت عنها الصين يوم الثلاثاء عندما أعلنت السلطات هناك أول انخفاض في عدد السكان منذ الستينيات.
ومن المقرر أن تصبح الهند، حيث نصف السكان دون سن الثلاثين، أسرع الاقتصادات الرئيسية نمواً في العالم في السنوات القادمة. ولتحقيق أقصى استفادة من العائد الديموغرافي، يحتاج مودي إلى خلق فرص عمل لملايين الأشخاص الذين يدخلون سوق العمل كل عام بينما تبتعد الأمة عن الوظائف الزراعية.
كانت الأمم المتحدة تتوقع بلوغ هذا المعلم في وقت لاحق من هذا العام. واعتباراً من 18 يناير، ارتفع عدد سكان الهند بالفعل إلى 1.423 مليار، وفقاً لــ WPR.
وفي تقدير آخر من قبل منصة الأبحاث Macrotrends يقدر أحدث تعداد سكاني للهند عند 1.428 مليار. يأتي ذلك، فيما لم تنشر الدولة بيانات التعداد السكاني كما جرت العادة مرة كل عقد في عام 2021، بعد تأجيل المسوحات السكانية بسبب الاضطرابات الوبائية، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية.نت".
إن تحرك الحكومة العام الماضي لتقييد فترة بقاء الجنود في القوات المسلحة الهندية بأربع سنوات يوضح الضغط على الإدارة لخلق الوظائف ودفع تعويضات التقاعد. كان مودي، الذي من المقرر أن يسعى لإعادة انتخابه بحلول مايو 2024، يضغط من أجل تحسين حصة التصنيع في الاقتصاد إلى 25% من 14% الحالية.
وعلى الرغم من النمو الاقتصادي السريع للهند قبل كوفيد وانتعاشها القوي نسبياً من الوباء، لا يزال حوالي 800 مليون شخص يعتمدون على حصص غذائية مجانية من الحكومة، وهو أكبر برنامج من نوعه في العالم.
وفي الوقت الحالي، يتمتع ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بالاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء. وهي ثاني أكبر منتج للأرز والقمح والسكر. كسوق، تعد الهند، بطبقتها المتوسطة المتنامية، أكبر مستهلك للسكر، بينما تعد أكبر مستورد لزيوت الطعام. وهي ثاني أكبر مستهلك للذهب والصلب وثالث أكبر مشتر للنفط الخام. كما أنها موطن لثالث أكبر سوق طيران محلي في العالم.
وعلى الرغم من تباطؤ النمو السكاني في الهند، تتوقع مجلة "WPR" أن يستمر العدد في الارتفاع حتى عام 2050 على الأقل.
من ناحية أخرى، تشهد الصين حالياً انكماشاً طفيفاً، والذي وصفه الاقتصادي في "بلومبرغ"، إريك تشو في مذكرته في 18 يناير بأنها "رياح معاكسة تسحق النمو لفترة طويلة". إذ تقلص عدد سكان الصين بمقدار 850 ألفاً في عام 2022 مقارنةً بالعام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم بين عامي 2022 و2050 ستتركز في 8 بلدان فقط هي: الكونغو ومصر وإثيوبيا والهند ونيجيريا وباكستان والفلبين وتنزانيا.