حمدي رزق
هيئة مترو الأنفاق (وزارة النقل) تنفى تنظيم رحلات إلى تل أبيب والقدس، خبر جد غريب. معلوماتى المتواضعة أن خطوط مترو الإنفاق من شبرا إلى المرج، ومن المنيب إلى شبرا، وإمبابة إلى مطار القاهرة، «إيه اللى جاب القلعة جنب البحر؟».
ظننتها نكتة بايخة، ولكنها عملية اختراق إلكترونى للصفحة الخاصة بـ «جمعية الحج والعمرة بالمترو» بموقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك)، وجرى نشر الإعلان الكوميدى عن الرحلة الخيالية، فشيّره البعض وكأنه حقيقة!.
هل هذا طبيعى؟، خبر مثل هذا يلقى رواجا وتصديقا، ما يضطر هيئة المترو للنفى.. مال مترو الأنفاق برحلات القدس وتل أبيب؟!، المترو خطوطه قاهرية، ما يصل إلى القدس وتل أبيب محض شائعات عقورة مصنعة فى أقبية مسحورة، للتشويش والتحريض والحرب على مؤسسات الدولة المصرية.
إذا كان المتكلم «مجنون أو ممحون أو ممسوس إخوانيا، مضروب فى دماغه».. ما بال المستمعين!.. أين عقولهم وفطنتهم وذكاؤهم الفطرى.. هل هذا الهراء يصدقه عقل ويشيره عاقل، ويصدقه بحر المفهومية اللوذعى؟!.
«أحمد بكير» المتحدث الرسمى للشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو خرج لينفى ما تم نشره على بعض صفحات السوشيال ميديا بخصوص تنظيم الرحلة الخيالية بعد موجة عارمة من السخرية الفيسبوكية.
استنزاف مؤسسات الدولة بطائفة من الأخبار الكاذبة يوميًا بات طقسا مزعجا، ماكينة الشائعات المعادية تعمل على مدار الساعة فى إنتاج أخبار محبطة، ومعلومات كاذبة، وأرقام مضروبة، وحكايات مفبركة فى فبريكات خفية، وتتكفل مواقع وصفحات وحسابات الإخوان والتابعين بتصديرها إلى داخل مصر لإقلاق العاديين.
القصف المعلوماتى الذى تتعرض له مؤسسات الحكومة مباشر ودقيق ويضرب فى اتجاهات بعينها، وأحيانًا للتشتيت، وفى الغالب يستهدف العمق الشعبى. يقينًا، ليست شائعات كيدية، ولكنها شائعات سياسية تستهدف كل منجز على أرض الوطن، وتستوجب ضربات استباقية إجهاضية لمخطط إغراق الطيبين فى عدم اليقين.
الاستنزاف الممنهج بلغ حد الخطورة، التشكيك طال حتى موعد صرف المرتبات والمعاشات.. ومعلوم صناعة التشكيك تقدمت كثيرا، والسوشيال ميديا أمدتها بتقنيات وآليات تنشر الشائعات كنشر عدوى كورونا، فيروسات معدية ومتحورة، وتصيب أجهزة المعلومات بالتشويش، تطلق فيروسات متحورة معدية فى الجهاز المناعى الإلكترونى للحكومة.
نموذج ومثال خبر المترو أعلاه، حتى المترو لم يَسْلَم من الاستهداف، مثله مثل مشروعات شتى، مثل هذا مشروع وطنى مستهدف على قائمة المشروعات المستهدفة، ومثله مشروعات بعينها كمشروع «حياة كريمة»، وتبطين الترع، وحصاد القمح.. كل ما يصب فى مصلحة البشر تحت القصف المكثف، حتى مواعيد صرف المعاشات عرضة للتشكيك كل يوم ٢٠ فى الشهر!.
الشائعات خطر داهم، وعلى حد قول الرئيس السيسى الخطر الحقيقى الذى يمر ببلادنا والمنطقة هو خطر واحد، يتمثل فى تدمير الدول من الداخل عبر الضغط والشائعات والأعمال الإرهابية وفقد الأمان والإحساس بالإحباط.
وضرب الرئيس مثلًا رقميًا ذا دلالة، مصر تعرضت إلى (٢١ ألف شائعة) خلال (٣ أشهر) بهدف نشر البلبلة والإحباط.. قراءة الرقم تقول بـ(٧ آلاف شائعة) شهريا، ٢٢٣ شائعة يوميا، ١٠ شائعات كل ساعة.. هل هناك بلد مستهدف هكذا؟!.. أشك.
نقلا عن المصري اليوم