في نادي الملاكمة الوحيد للفتيات في غزة، تتمرن فرح أبو القمصان البالغة من العمر 15 عاما على حركاتها وتتبادل تسديد الضربات مع فتيات أخريات ومعهن المدرب أسامة أيوب.

 
ومنذ دخولها عالم الملاكمة في سن التاسعة، تجد فرح في اللعبة متنفسا من ضغوط الحياة اليومية، في حين ترتبط هذه الرياضة بالرجال في أذهان الناس.
 
وتروي فرح في أول مركز فلسطيني للملاكمة النسائية بغزة "كنا نلعب في مكان صغير وضيق جدا، حتى نتعلم فيه الأساسيات، إذ لم تكن لدينا حلبة".
 
وأضافت "تطورنا، وفتحنا لأول مرة ناديا فيه أول حلبة في غزة، فصرنا حسب القوانين الأساسية ونلعب بتقنية أحسن ونفرغ طاقة سلبية أكثر ونأخد هواء أكثر".
 
ومع انضمام المزيد، انتقل الجميع من المرأب وبدأ التدريب على الشاطئ أو في أماكن مستأجرة قبل الانتقال إلى مبنى النادي الجديد.
 
يقول أيوب "كنت مصمما بشجاعة على أن أستمر، فأخذت البنات إلى أكثر من ناد، فحصل اقتناع بالأمر مع مرور الوقت، أي أن البنات يلعبن الملاكمة بدورهن".
 
ووصل عدد المتدربات حاليا إلى نحو 40 فتاة يتدربن في المركز الذي يضم حلقة ملاكمة ومعدات تدريب وملصقات على الجدران لأبطالا لملاكمة مثل مايك تايسون ويتحدين التوقعات.
 
وأردف أيوب "على هذه الحلبة، علمنا البنات قوانين اللعبة، أي كيفية الضرب ومختلف القوانين، والحلبة حاليا خمسة أمتار ونصف المتر".
 
تقول فرح "كان الناس يقولون لي: ما دخلك أنت بالملاكمة، وماذا ستستفيدين منها؟ فمن الأحرى بك أن تتعلمي شيئا ينفعك، لكن ذلك غير صحيح، فأنا أستفيد اليوم من الرياضة، وطموحي هو أن أمثل الشعب الفلسطيني وأشارك في بطولة عالمية".
 
وقالت نهال أبو القمصان (39 عاما) والدة فرح إنها حرصت على احترام رغبة ابنتها فقبلت ما أرادته، وعندئذ لاحظت، أنها صارت أفضل من الناحية النفسية، لأنها تعود إلى البيت وهي سعيدة.