ياسر أيوب
لم يكن أحد يتخيل قبل ستة أعوام أن يصبح الصفع على الوجه رياضة لها مسابقات وجوائز وبطولات فيها فوز وهزيمة.. ورغم أن البداية كانت فى ولاية ميسورى الأمريكية 2017.. إلا أن العالم لم يلتفت لهذه الرياضة بكل هذا الاستياء والغضب إلا منذ أربعة أيام فقط، حين رأى كثيرون جدًا ما جرى لوجه الشاب الرومانى سورين كومسا، رغم فوزه ببطولة رومانيا للصفع على الوجه.. وهل تحمل سورين كل هذه الصفعات التى شوهت وجهه لمجرد أن يثبت قوته وقدرته على التحمل ويفوز بالبطولة؟، أم من أجل جائزة قيمتها خمسة آلاف يورو؟.. وأيا كان الدافع الحقيقى فقد غضب الناس واستنكروا ما جرى، وطالب كثيرون بوقف هذه الرياضة.. فالعالم اعتاد أن يرى الصفعة على الوجه دليلًا على إهانة أو تعبيرًا عن غضب.. ولا يزال هناك من يكتب ويقرأ أن أشهر صفعة فى التاريخ كانت فى القرن السادس عشر، حين انفعل مدرس حساب ألمانى على طفل لم يعجز عن الإجابة على أى سؤال فقام بصفعه فى النهاية.. وكبر الطفل الذى كان فريدريتش جاوس، وأصبح من أهم علماء العالم فى الرياضيات.. وكأن هؤلاء لم يشاهدوا الصفعة التى شاهدها قرابة المليار إنسان فى حفل الأوسكار 2022، حين صعد النجم ويل سميث للمسرح وصفع مقدم الحفل كريس روك، الذى تحدث بشكل غير لائق عن زوجة ويل..
وكانت هناك صفعات سينمائية كثيرة، منها صفعة جلين فورد لريتا هيوارث فى جيلدا، ومارلون براندو لآل مارتينو فى الأب الروحى.. وأشهر مطربتين تعرضتا للصفع على خشبة المسرح أثناء الغناء كانتا بيونسيه وماريا كارى.. وفى السينما المصرية كانت صفعة عماد حمدى لعبد الحليم حافظ فى الخطايا، ورشدى أباظة لشادية فى الزوجة 13، وعمر الشريف لسناء جميل فى بداية ونهاية، ومحمود مرسى لنادية لطفى فى السمان والخريف.. ونجحت السينما المصرية فى أن تحيل 7 صفعات لفيلم كوميدى هو عنتر ولبلب.. وكان النجم السويدى زلاتان إبراهيموفيتش أشهر من تلقى صفعة فى ملاعب كرة القدم.. وتبقى الصفعة الوحيدة التى لا تتضمن إهانة أو غضبا هى تلك المقصود بها إفاقة أحد غاب عن الوعى.. وأخيرا تحولت الصفعات إلى لعبة يتواجه فيها اثنان واقفين ويتناوب كل منهما صفع الآخر بمنتهى القوة حتى يضطر أحدهما للانسحاب.. واخترعت الولايات المتحدة هذه الرياضة الغريبة والمهينة بتأييد وتشجيع النجم الكبير أرنولد شوارزينجر، الذى أدار بنفسه بطولة العام الماضى فى أوهايو.. وبينما وجه قليلون جدا التحية لسورين كومسا بعد فوزه ببطولة رومانيا لاستكماله اللعب رغم تورم وجهه وجلد الوجه الذى تمزق وتغطى بالدم.. كان كثيرون فى المقابل لم يروا فى الأمر أى شجاعة أو قوة.. ودافع أصحاب هذه الرياضة عن لعبتهم بالتساؤل عن الفرق بينها ولعبة الملاكمة، حيث يتبادل اثنان لكمات مؤذية ومؤلمة وقد تكون قاتلة.. ورفضت الولايات المتحدة منع اللعبة، فنالت الشرعية فى بلدان كثيرة فى العالم رغم تحذيرات ومخاوف الأطباء.
نقلا عن المصرى اليوم