ياسر أيوب
لولا رجل أمريكى اسمه ديريك جيتر .. كان انتصار سارة بيورك لاعبة كرة القدم الآيسلندية على نادى ليون الفرنسى سيبقى مجرد خبر لا يلتفت إليه كثيرون فى أى مكان .. لكن ديريك أحال الأمر من مجرد خبر كروى إلى حكاية انسانية تشابكت فيها خيوط كرة القدم مع العدالة وحقوق غائبة للنساء .. حكاية كانت بطلتها سارة من آيسلندا التى بدأت تلعب كرة القدم وهى فى السادسة من عمرها .. وأصبحت لاعبة محترفة فى أندية محلية ببلادها ثم انتقلت إلى نادى مالمو السويدى ثم ولفسبورج الألمانى وبعدها نادى ليون الفرنسى فى 2020 ..
وكانت سارة حين انتقلت إلى ليون فى الثلاثين من عمرها .. لاعبة كرة قدم ناجحة وتقود منتخب آيسلندا الكروى النسائى منذ ست سنوات وزوجة للاعب الكرة الآيسلندى أرنى فيلجامسون وكانت أول إمرأة فى تاريخ آيسلندا تفوز فى 2020 بلقب شخصية العام الرياضية فى بلادها .. ووسط كل هذا النجاح .. لم تتنازل سارة عن حقها فى الأمومة .. وحين بدأ حملها فى 2021 .. تغيرت معاملة نادى ليون لها ثم أوقف كل مستحقاتها المالية .. ولم تكتف سارة بعد إنجاب طفلها وانتقالها لنادى يوفنتوس الإيطالى .. إنما ذهبت إلى الفيفا تشكو نادى ليون وتطالب بحقوقها .. وتضامن معها الاتحاد الدولى للاعبين المحترفين .. وكان قرار الفيفا النهائى هو ضرورة حصول سارة على كل حقوقها المالية مع فائدة تبلغ 5% سنويا .. وإلى هنا كانت حكاية سارة مجرد خبر تناقله البعض ولم ير فيه كثيرون أمرا جديدا حيث يشهد العالم فى كل يوم جديد لاعبين وأندية يلجأون للفيفا بحثا عن حقوقهم المالية .. لكن كان ديريك جيتر أحد قليلين رأوا حكاية سارة أكبر من مجرد خبر ..
فقد كان ديريك من أشهر وأهم لاعبى البيسبول فى الولايات المتحدة قبل اعتزاله فى 2014 .. وإلى جانب نشاطاته الاقتصادية العديدة .. شارك ديريك دار النشر الشهيرة جدا سيمون أند شوستر فى مشروع إصدار كتب لتعليم القراءة للأطفال .. أما مشروعه الأكبر فكان تأسيسه لمنصة خاصة لكل اللاعبين فى مختلف الألعاب .. منصة لا حوارات فيها مع لاعبين أو أخبار عنهم إنما يكتب اللاعبون بأنفسهم حكاياتهم ومعاناتهم ومطالبهم .. فقد كان ديريك مقتنعا أنه ليس هناك أفضل من اللاعب نفسه ليخبر الجميع بحكايته ليحكى دون أى ضغوط أو حسابات خاصة بجريدة أو شاشة أو موقع أو بالصحفيين أنفسهم .. وهكذا دعا ديريك اللاعبة سارة لتحكى فى هذه المنصة منذ أيام قليلة حكايتها كاملة .. وهكذا عرف العالم أنها كانت أول قضية من نوعها فى تاريخ الفيفا .. فاللاعب حين يصاب أو يمرض .. يبقى النادى ملتزما به ويسدد له حقوقه المالية مهما طالت فترة إصابته وغيابه .. فلماذا لا تنال اللاعبات نفس الحقوق عند الحمل والولادة .. وكانت هذه هى الحكاية الحقيقية لسارة بيورك التى شرحت بالتفصيل كل ما تعرضت له من مضايقات حتى أعاد لها الفيفا أخيرا كل حقوقها.
نقلا عن المصرى اليوم