د. أمير فهمى زخارى المنيا
أكيد سمعتوا المثل ده..
وأكيد سمعتوا الأغنيه دى..
"مافيناش كاني مافيناش ماني، ماني ماني إيه دي الدنيا ربيع" كلمات غنتها السندريلا سعاد حسني في فيلم أميرة حبي أنا.
إيه بقه حكايه كانى ومانى .. وإيه هو دكان الزلبانى...
هناك روايتان...
الروايه الأولى:
يذكر البعض أنها تعود لعشرينيات القرن الماضي، لتشير إلى رجل عجوز يُسمى "العجمى" فى حى اللبان بالإسكندرية، وكان مشهور بصناعة الحلوى وأُطلق عليه زلبانى لتميزه في صناعة "لقمة القاضى" أو ما تُعرف أيضًا "بطاسات الزلابية".
ويُقال أنه كان يوجد محل يمتلكه أخرون ويُطلق عليه اسم "كاني وماني"، ومعنى الكاني في اللغة القبطية القديمة هو السمن البلدي، أما عن الماني هو عسل النحل. وكانت منافستهم شرسة،
ويظهر بعد ذلك الباعة المتجولون في مناطق مختلفة مثل كرموز وغيرها من المناطق بالإسكندرية من أجل بيع الحلوى "الزلابية" مرددين "كاني وماني ولا دكان الزلبانى". أي ليس هذا ولا ذاك فلدينا الأفضل منهما.
أما الرواية الثانية..
في اللغة الديموطيقية (وهي النسخة الشعبية من اللغة الهيروغليفية التي يتكلمها عامة الشعب المصري القديم) كان الكاني هو السمن البلدي (المصنوع من اللبن) والماني هو عسل النحل.
وأصل الكاني والماني هو أن الفلاح المصري القديم كان حينما يحتاج أن يقدم طلبا للحكومة أو يشتكي جاراً له (وكان أغلب الشعب أميا لا يقرأ ولا يكتب) يحتاج أن يذهب للكاهن كي يكتب له الطلب.
فكان الفلاح يذهب للكاهن ويقدم له الأتعاب (أو الرشوة) المكونة من السمن والعسل وبعد أن يتناول الكاهن الكاني والماني يبدأ في الاستماع لحكاوي الفلاح الذي يريد أن يقدم شكوى قد تكون حقيقية أو كيدية.
ومن هنا نشأت مقولة كاني وماني في الثقافة المصرية بمعنى ألا تحكي لي حكايات قد تكون حقيقية وقد لا تكون، وانتقلت إلى الثقافة العربية بالاحتكاك بدون أن يعرف الناس أصل "كاني وماني".
وبعد ما كانت مقتصرة على هاتين الكلمتين، أُضيفت لها دكان الزلبانى كي تستوى القافية، لأنه يستخدم نفس المكونات عند اعداده لحلوى "الزلابية"، وتستخدم هذه الجملة إشارة إلى التلخيص والإنجاز وتجنب الثرثرة.
والى اللقاء مره أخرى فى كلمات ومعانى... تحياتى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا