بقلم : الدكتور مجدي شحاته
مسكينة الطبيعة البشرية ! ان تحركت وفقا لحكمها الذاتى ، وفكرها البشرى الضيق المحدود اصطدمت وتعثرت بكل حجارة الطريق . فمتى تدرك تلك الطبيعة البشرية البائسة ان السير فى طريق الكمال لا يكون بقوة الانسان وحده ، بل بسيرها مستندة الى ذراع الله وحده ؟ نصلى لكل النفوس المريضة ان تتعافى من اسلوب السيطرة والتعنت وبث الفرقة والتشتت والانقسام . وان تدرك ان مجتمع الكنيسة يختلف اختلافا تاما عن اي مجتمع أخر، وان ترتيبات العالم ونظم الدنيا لا يمكن تطبيقها فى الكنيسة .
من هذا المنطلق المؤسف الحزين ، تلقيت أكثر من مكالمة هاتقية فى غضون ايام قليلة ماضية من شخصيات امينة مخلصة وغيورة على كنيستنا القبطية العريقة . يعبرون عن اسفهم وشجبهم بل وحزنهم الشديد بخصوص بعض الخارجين عن الصف الكنسى ممن يتكلمون بجسارة فى الامور الكنسية على قنوات اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعى وكتابة مقالات هابطة بصحف باهتة صفراء . أحباء لنا ( من جوه الكنيسة ) جندوا كافة امكانياتهم الرخيصة فى مهاجمة الكنيسة القبطية الارثوذكسية والتطاول على القيادات الكنسية وآباء اجلاء فى المجمع المقدس . الامر الذى دفعنى للكتابة عن هذا الهم المهم اكثر من مرة !! نعم .. موجة او موضة جديدة ابتلينا بها ضمن بلاوى تكنولوجيا التواصل الاجتماعى . حيث تخصص وتفرغ معاندون للكنيسة ( من داخل الكنيسة القبطية ) لبث الاكاذيب والشائعات المغرضة والممنهجة بغرض شق الصف الكنسى والشهرة الكاذبة لا أكثر ولا اقل .
يحدث ذلك فى وقت حرج للغاية نحتاج فيه للقوة والتماسك والاصطفاف معا ، سواء للكنيسة او الوطن . يا للشيطان الذى رسخ فى أذهان البعض من ضعاف البشر ، أن قوة الانسان تكمن فى السيطرة على عقول واذهان وافكار اكبر عدد من الناس البسطاء وسلب ارادتهم عن طريق سموم تكنولوجيا الاتصالات الحديثة . أعوان يهوذا الاسخريوطى ( الذين نصلى من اجلهم للعودة الى حضن المسيح ) .
يعترضون ويتطاولون باسلوب غير اخلاقى وغير لائق على كل ما لا يوافق افكارهم الشخصية الغير منضبطة ، كل ما يهدفون اليه ، الشهرة الباطلة و التلاعب بمشاعر الناس البسطاء من ابناء الكنيسة القبطية العريقة باسلوب لايليق كما فعل الغوغاء من رؤساء الكهنة ساعة صلب المسيح . محاولات ليوهموا الناس البسطاء الاتقياء انهم هم أولياء الكنيسة الحريصون على سلامتها وانقاذها من الاختطاف والضياع ، وانهم المتمكنون من كل الامور والعالمون بكل الخفايا صغيرة وكبيرة ، والكاشفون عن خبايا المستور. مشكلة (احباؤنا ) أعداء الكنيسة ، تماما مثل مشكلة تلميذى عمواس ، الغبيان والبطيئا القلوب فى الايمان كما وصفهما يسوع " ايها الغبيان والبطيئا القلوب فى الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء " ( لو 25:24 ) .
نحن بصدد قائمة طويلة من خلفاء يهوذا الاسخريوطى الذين يعطون يسوع قبلة غاشة ، ومن خلفهم الجند حاملين سيوفا وعصى لقتل يسوع . متى نستفيق ونتصدى بقوة وحزم ضد هذا التشتت الفكرى ومسلسل الاكاذيب والشائعات الذى يصدر بكل اسف من ( داخل الكنيسة ) الاخوة الاعداء!! الذين يقفون فى خندق واحد مع الارهابيين المتطرفين أعداء الكنيسة والوطن . كنيستنا القبطية الارثوذكسية . كنيسة حية ، تأخذ عبرة من مصير اعوان يهوذا الخائن ، تكتسب مناعة ضد كل جسم غريب يحاول ان يتسلل اليها . الكنيسة لا يمكن أن تخسر شيئا من تواجد خلفاء يهوذا ، وانما خلفاء يهوذا وحدهم هم الذين يخسرون انفسهم ، وجرعة السم التى لا تقتل تكسب الجسم مناعة . " واذ سقط على وجهه وانشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها " (اع 1 : 19 ) مجتمع الكنيسة فيه الزوان و الحنطة ، وربما يكون الزوان اكثر انتشارا ونموا . فى حين نرى سنابل الحنطة الجيدة ممتلئة ومنحنية . وقد علمنا الوحى المقدس ان فى وقت الحصاد يجمع الزوان اولا ويحرق ، اما الحنطة فتجمع حيث الحياة الابدية . نصلى لرب المجد يسوع ان يغيرالقلوب الحجرية لاولئك الغرباء والباعة والصيارفة الذين يحولون مقدسات الرب الى سوق عامة وان يعيد لهم حرية ابناء الله التى جاء بها الى الارض .
قلنحرص الا تميل ارادتنا نحو امور خائبة او خاطئة او تافهة كما يتم الترويج لها على صفحات التواصل الاجتماعى حتى لا نستنفذ طاقتنا الخلاقة فى امور تحزن بل تدمى قلب يسوع . علينا ان نميل بارادتنا نحو ما هو حق ، وكل ما هو جليل ، كل ما هو عادل وكل ما هو طاهر . نميل بارادتنا نحو ما هو صالح ونافع لكنيستنا العريقة والوطن الغالى مصر . نميل نحو الفضائل . نميل نحو الكمال والمحبة والخير . نميل بكل ارادتنا نحوالحياة مع المسيح له كل المجد ونوال نعمته .