مقالات جميلة
كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل
القمص يوحنا نصيف
تصادقت "ديبي" (دبورة) الفتاة الأمريكيّة مع شابّ مصري، وكانا يعيشان معًا بعيدًا عن الله.
تعوّد هذا الشابّ مع صديقته "ديبي" على الحضور في آخِر القُدّاس في كنيسة مارمرقس بلوس أنجلوس، لمجرّد مقابلة الزملاء المصريّين والضحك و...
وفي أحد الآحاد دخلت "ديبي" الكنيسة، فرأت الكنيسة مملوءة بعدد كبير من أولاد الله، ورأت الشابّات بملابس محتشمة، في وقفة خاشعة.. رأت الدموع في أعين المصلّيات، ورأت كثيرين من الشُّبّان واقفين بخشوع، وكلّ مشاعرهم متّجهة نحو الله..
في نهاية القدّاس انتظرت "ديبي".. وطال انتظارها حتّى انتهى الكاهن من كلّ أعماله، ثمّ تقدّمَت إليه قائلةً: "أريد أن أكون مثل إحدى هؤلاء الشّابّات، أعبد الله بروحي". فقال لها: "إنّ تكاليف الحياة المسيحيّة هي ترك كلّ نواحي الشرّ". ثمّ سألها: "ما سبب هذا التغيير المفاجئ؟!".. فردّت قائلةً: إنّ منظر النفوس الخاشعة المحتشمة، الواقفة أثناء الصلاة، أذاب قلبها شوقًا للحياة مع الله..!
بعد حديث طويل، أصرّت "ديبي" على تغيير حياتها.. ملابس محتشمة.. ترْك لصديقها.. حياة عفّة.. وبدأت تشتاق بقوّة لسرّ العماد..!
وعندما حدّثها الكاهن عن الولادة الجديدة، كثمرة للتوبة.. وعن البنوّة للآب التي ننالها من الله بالمعموديّة.. أجابت باندهاش: "الآن للمرّة الأولى أحسّ بمحبّة الله، وأنّه أبي.. الآن قد أدركت أعظم حدَث في حياتي؛ أنّني ابنة لله".
عندئذ مارست سرّ الاعتراف، ثمّ سرّ العماد.. وصارت ابنة مسيحيّة حقيقيّة، عن طريق القدوة.
لذلك يا إخوتي، القدوة في البيت والكنيسة والمدرسة، بدون كلام، قادرة على جذب النفوس لله.. "يُربَحون بسيرة النساء بدون كلمة" (1بط3: 1). وربّنا يسوع يوصينا قائلاً: "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجّدوا أباكم الذي في السموات" (مت5: 16).
أمّا القدّيس بولس الرسول، فيوصي تيموثاوس الشابّ قائلاً: "لا يستهِن أحد بحداثتك، بل كُن قُدوة للمؤمنين؛ في الكلام، في التصرُّف، في المحبّة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة" (1تي4: 12).
فضَعْ في قلبك أيّها الشابّ وأيّتها الشابّة:
أنّ القدوة كرازة صامتة، كما أنّ العثرة في السلوك والملبس والطهارة والتصرُّف هي عثرة مُهلِكة..!!
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد أكتوبر 1975م، والكاهن الذي يتحدّث عنه أبونا بيشوي هو أبونا بيشوي نفسه، والقصّة حدثت أثناء خدمته بلوس انجلوس بين نوفمبر 1969م وأغسطس 1970م، والصورة المرفقة هي لقدس أبينا بيشوي أثناء خدمته هناك، بالتحديد داخل شقّته في ديسمبر 1969م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف