«كان لازم أفضل لحد ما الحالة تفوق دي شغلتي وأنا أقسمت اليمين عشان أحافظ على أرواح المرضي»، بهذه الكلمات سجل الطبيب علي محمد الدسوقي، استشاري التخدير والعناية المركزة، في مستشفى النور المحمدية بالمطرية، الذي شهد حريقا هائلا، أمس، راح ضحيته 3 أشخاص، وأصيب العشرات، عمل بطولي جديد يضاف إلى قائمة تضحيات رجال «جيش مصر الأبيض»، وذلك عبر إنقاذ حياة طفلة أجرت عملية جراحية تزامنا مع حدوث الحريق.
سجلت «المصري اليوم»، بطولة الطبيب علي محمد الدسوقي، الذي روى ساعات المأساة التي شهدتها المستشفى، موضحا، أن الحريق شب في المستشفى حوالي الساعة الثانية ظهرا، وبدأت أصوات الاستغاثة تتعالى في المكان، نتيجة الدخان الكثيف، وانتشار النيران الذي انتشر بشكل سريع.
وأضاف الطبيب: «أنه وبالتزامن مع اندلاع الحريق، كان هناك عملية جراحية تجري لطفلة في الخامسة من عمرها، لتغيير مسار فتحة الشرج، ومع تعالى الأصوات قرر الأطباء الخروج من المستشفى»، متابعا: «رفضت مغادرة غرفة العمليات حتى تتم عملية إفاقة الطفلة التى كانت الجراحة التى أجريت لها قد انتهت»، قائلا: «أنا لازم أفضل لحد ما الحالة تفوق».
وبشأن إصراره على عدم مغادرة المكان رغم انتشار الدخان الكثيف، عبر الطبيب، عن سعادته كونه طبيبا يؤدي رسالته الهامه، قائلا: «طلبت من الأطباء النزول واستدعاء الإسعاف لنقل الطفلة من المستشفى بعد انقطاع الكهرباء بسبب الحريق، وقمت بتركيب أسطوانة أكسجين احتياطي للطفلة حتى لا تتمكن من التنفس بسبب نقص الأكسجين».
وتابع: «قمت بتشغيل أسطوانة الأكسجين على بطارية بعد انقطاع الكهرباء عن المبني بالكامل، حتى يمكن إنقاذ حياة الطفلة، مضيفا: «دي شغلتي وأنا أقسمت اليمين عشان أحافظ على أرواح المرضي».
واستطرد: «أن والد الفتاة كان موجود وطلب مني النزول، لكني رفضت وفضلت البقاء بجوار الحالة، حتى انهيت مهمتي، وبعد عملية إفاقة الطفلة، خرجت مع والدها، من باب الطوارئ، ونزلنا على السلم من الدور الرابع إلى الدور الأرضي، ونجحنا في المهمة ونحمد الله على ذلك»، متابعا: أن الأطباء في مصر بخير، وأي طبيب آخر سيفعل مثلما فعل، حال وضع في نفس الموقف»، مقدما التعازى لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء للمصابين في الحادث.
وكانت النيابة العامة بالقاهرة صرحت بدفن جثث 3 أشخاص لقوا مصرعهم إثر حريق المستشفي التابعة لجمعية أهلية بالمطرية وجاء قرار النيابة عقب مناظرة الجثامين وتكليف مفتش الصحة بإعداد تقرير بأسباب الوفاة، وأمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص وبيان سبب الحريق وإعداد تقرير فني بملابسات الحادث.
بينما أعلنت وزارة الصحة والسكان، مصرع 3 أشخاص وإصابة 32 أخرين جراء الحريق الذي نشب بقسم الأشعة داخل أحد المستشفيات التابعة لجمعية أهلية بالمطرية بمحافظة القاهرة.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى الدفع بـ12سيارة إسعاف، لموقع الحريق، مؤكدا تقديم الخدمات الإسعافية لـ4 مصابين بموقع الحريق دون الحاجة لنقلهم للمستشفيات، فيما تم نقل 14 مصابًا إلى مستشفى الزيتون التخصصي، و11 مصابًا لمستشفى المطرية، ومصابين اثنين إلى مستشفى عين شمس، ومصاب إلى مستشفى سيد جلال الجامعي.
وأكد عبد الغفار، أن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، يتابع مستجدات الحريق، والتأكد من تقديم كافة الخدمات الطبية المقدمة للمصابين، وتوافر جميع الأدوية، وأكياس الدم بمختلف الفصائل في جميع مستشفيات، موضحا أن الإصابات تراوحت بين حروق وكسور، واختناقات، موضحا: أن جميع المصابين يتلقون الخدمة الطبية اللازمة وأن أعداد الإصابات المعلنة جاءت نتيجة الحصر المبدئي وجاري المتابعة.