حمدي رزق
الظهور الراقى للنبيلة «نبيلة مكرم» فى احتفالية إطلاق مؤسسة «فاهم للدعم النفسى» كمؤسسة أهلية رائدة، وحوارها الإنسانى مع صديق العمر الجميل «خيرى رمضان» فى «حديث القاهرة»، عبر شاشة «القاهرة والناس»، وحكيها المؤلم عن فاجعة نجلها «رامى»، تقول متألمة: «فقد الابن أو البنت أهون مما أمر به الآن، والظروف التى يمر بها نجلى صعبة جدًّا والمعاناة الآن أكبر».. ربنا معاها.
ظهور نادر منذ غادرت الوزارة يجلب تعاطفًا، شراكة إنسانية، لكن للأسف جر عليها (كأم) بعض تغريدات وتويتات جد محزنة، إزاء حالة تنمر مزعجة، ومؤلمة نفسيًّا.
تألمت إنسانيًّا لها، للنبيلة التى قدمت لوطنها ما استطاعت إليه سبيلًا، ووقفت فى الظهر، سندًا لكل مصرى مغترب، فى حصار كورونا، وفى عرض البحر، وعلى شواطئ قاسية، مدت لهم يد العون، وكانت بمثابة ملاك حارس ينتشلهم من شواطئ اليأس.
الوزيرة بعد استقالتها من الوزارة صامتة وبكبرياء، تقول: «عرضت الانسحاب من العمل بالوزارة فور انتشار خبر الحادثة، وكنت أريد أن أتحمل هذه الأمور الشخصية بعيدًا عن البلد».
النبيلة قررت أن تكمل رسالتها الحياتية بمشروع إنسانى راقٍ، يتسق مع أفكارها ونسق حياتها، مفطورة على الخدمة العامة، أطلقت مؤسسة «فاهم» للدعم النفسى، كمؤسسة أهلية رائدة تهدف إلى زيادة الوعى بالأمراض النفسية، وتهيئة أسرة المريض النفسى لفهم ماهية المرض وكيفية التعامل معه، والقضاء على الصورة السلبية الشائعة عن المرض النفسى.. ما يسميه العلامة الدكتور أحمد عكاشة «وصمة المرض النفسى».. وقانا الله شر الوصمات المرضية، المرض النفسى ليس وصمة ولكنه اختبار إنسانى صعيب تحت ضغوط حياتية عاتية.
رسالة النبيلة إنسانية المحتوى، تعبر عن مكنون قلب هذه السيدة العظيمة التى ابتُليت فصبرت، وحولت المحنة الشخصية إلى منحة ربانية، جسدتها فى برنامج دعم نفسى لإنقاذ آلاف النفوس المعذبة، والطبطبة على الأسر المتعبة جراء الأمراض النفسية التى شاعت بين الناس، والتى قد تدفعهم إلى اليأس والانتحار.
هذه اليد الحانية، والنفس الراضية، تستحق دعمًا من الأحباب، وكتابات المحبين عن النبيلة تدفعها إلى المزيد من العطاء، رغم ألمها، ومحنتها، تخرج من شرنقة الحزن، كالفراشة ترفرف بأجنحتها الملونة، تنشر السعادة فى النفوس.
أعلم علم اليقين قوة صبر واحتمال النبيلة، رقتها لا تترجم ضعفًا، فى صلابة الفولاذ، ورأسها دومًا مرفوع، وابتسامتها تعبير عن الرضا والقناعة بالمكتوب، ولكنها كما يشدو العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ بكلمات «صلاح أبوسالم» فى رائعته «على حِسْب وداد قلبى»: «لا هسلِّم بالمكتوب ولا هرضى أبات مغلوب/ وهاقول للدنيا يا دنيا أنا راجع أنا راجع أنا راجع للمحبوب».
حضور النبيلة حفل إطلاق مؤسستها عودة إلى محبيها وجمع من الأصدقاء الخيرين، وستشكل المؤسسة فارقًا فى الدعم النفسى لمَن هم فى أمَسّ الحاجة إلى كلمة حانية وهم فى ظلمة غيابات الجُبّ النفسى.
التنمر على الراقية السفيرة نبيلة مكرم بسهام تمرق من كعب أخيل العارى، نقطة ضعفها، أقصد حادثة ابنها المؤلمة، وتلويمها كأم، ليس من الأخلاق فى شىء، النبيلة فيها ما يكفيها، وربنا يساعدها، ويطمن قلبها، ويكفيها تغريدات شذاذ الآفاق، الذين قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة.
نقلا عن المصري اليوم