د. أمير فهمى زخارى
1. توزيع القرص على روح المتوفى.
2. شهقة الملوخية.
3. السبوع.
4. أربعين الميت.
5. الخرزة الزرقاء.
6. التبخير.
7. ليلة الحنة.
نحن كمصريين لدينا عادات وتقاليد لا نستطيع الاستغناء عنها فى حياتنا، توارثناها عن اّبائنا وأجدادنا، ولكن فى الحقيقة نحن نقوم بها ولا نعلم أصولها أو من أين جاءت تلك الأفكار، وما الأساطير أو الحقائق ورائها.
1. توزيع القرص على روح المتوفى:
جرت العادة لدى المصريين منذ القدم وحتى الاّن بتقديم شيئا بسيطا يعتبر كنوع من الذكرى للجيران والأقارب، فالبعض يقدم قرص الرحمة (أى القرابين، لأنها توزع على الفقير قبل الغنى) والبعض يقدم تماثيل بحجم صغير، والبعض الاّخر يقوم بتوزيع وجبات خفيفة، وتمتد تلك العادة لتصل إلى أن تكون سنويا لتخليد ذكرى المتوفى (أى تذكير الاّخرين بأنه قد توفى في ذلك اليوم).
السر وراء هذه العادة؟
تلك العادة أتت من القدماء المصريين حيث أنهم كانوا يقومون بتوزيع القرابيين يوميا، إذا كان المتوفى من الطبقة الغنية، وفي الأعياد والمناسبات الخاصة إذا كان من الطبقات المتوسطة، وسنويا فقط إذا كان من الطبقات الفقيرة.
2. شهقة الملوخية:
بالطبع نحن كمصريين نعلم جيدا أنه توجد عادة لدى ربات البيوت عند طبخ الملوخية وهى الشهقة، ويعتقد معظم سيدات البيوت المصريات أنه عندما تشهق السيدة وهى تضع التقلية على الملوخية، يكون طعم الملوخية لذيذًا، وإن لم تفعل، فسيكون طعمها غير جيد ولا تؤكل،
فما السر وراء هذه العادة؟
وراء ذلك عدة أسباب أو عدة أساطير، حكى أنه في يوم من الأيام وقفت سيدة في مطبخها لتطبخ الملوخية الخضراء. وعندما أمسكت بالطاسة التي تحوي التقلية لتنقلها من مكان لآخر، تأرجحت، وكادت أن تقع عليها، فشهقت شهقة كبيرة من الخوف وحاولت إنقاذ نفسها وإنقاذ الملوخية.
وبالفعل، استطاعت تلك السيدة أن تعدل الطاسة في اللحظة الأخيرة، وتنقذ الملوخية، وبعدما انتهت من إعدادها، اكتشفت أنها أصبحت لذيذة جدًا، لترجع سر الطعم الرائع للملوخية للشهقة التي شهقتها، ومن يومها أصبحت الشهقة مرتبطة بالملوخية اللذيذة.
أما الأسطورة الثانية، فهي في قصر من قصور أحد ملوك مصر، في عصر غير معلوم، وقف أحد الطباخين يعد طبق الملوخية الذي يحبه الملك، وكان معروفا عن هذا الملك أنه سوف يقوم بقتل الطباخ إذا جاع ولم يجد الطعام جاهزا في الحال.
كان الطباخ يعمل في هدوء ويستعد لوضع الـطشة على الملوخية، حين اقتحم أحد الحراس المطبخ وصرخ فيه أن الملك قد جاع ويريد الطعام حالا، ولأن الطعام لم يكن جاهزا بعد، فقد شهق الطباخ رعبًا، إلا أنه نجح في الانتهاء منه سريعا وقدمه للملك، ليعجب الملك بمذاق الملوخية بشكل كبير ويكافئ الطباخ، ومن ثم انتشر أن ما جعل طعم الملوخية لذيذا كانت الشهقة، لتصبح الشهقة علامة جودة الملوخية من يومها.
3. السبوع
سبوع المولود طقس مصري قديم توارثه المصريون منذ قديم الزمن، ومن تلك العادات دق الهون، فعل ضجة بجانب أذني الطفل، وغيرها. ويحتفل به المصريون بمرور 7 أيام على ميلاد الطفل ووصوله إلى الدنيا،
ولكن من أين جاءت تلك الفكرة؟
يرجع الأصل التاريخي للاحتفال بسبوع المولود إلى الفراعنة وذلك اعتقادا منهم بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل في اليوم السابع من ولادته، فكانوا يقومون بعمل صخب بجوار أذنيه، حتى تعمل هذه الحاسة جيداً، هذا أيضا السبب وراء ترديد بعض الكلمات مثل: اسمع كلام أمك، متسمعش كلام أبوك في وقتنا هذا، بالإضافة إلى ذلك أنهم كانوا يقومون بتعليق حلقة ذهب في أذنه لذلك نقول: حلقة ذهب في وداناتك، وهى حلقة تسمى حلقة الآلهة إيزيس أم الإله حورس ويطلبون منه همسا في أذنيه طاعة للإله ليكون ذلك أول ما تسمعه أذناه، ثم يدعون للإله بأن يحفظ المولود ويمنحه العمر الطويل.
بعض الأسر أصبحت تكتفي حاليا بالاحتفال بقدوم المولود وفقا للطقوس الإسلامية وعمل ما يسمى بـ(العقيقة)، وهي الشاه التي تذبح عن المولود في اليوم السابع لولادته، وهي تعتبر سنة مؤكدة، فعلها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحث صحابته الكرام على فعلها، ومن الأفضل أن يذبح عن الولد شاهتان متقاربتان شبها وسنا، وعن البنت شاه واحدة، ويفضل البعض هذه الطريقة الإسلامية في الاحتفال.
ومن أحدث صيحات العقيقة أن يكلف أهل المولود أحد النوادي أو الفنادق بطبخها وتحويلها إلى وجبات كاملة توزع على الأقارب والفقراء، وسط أجواء من الفرح والسرور.
4. أربعين الميت
لو أراد أحدنا الزواج وله قريب قد توفى قبل شهر أو أقل من ذلك أو أكثر بأيام لرأيت الناس تتحدث في أمره، فلدينا نحن كمصرين عادة تقديس أول 40 يوم بعد الوفاه.
عادة الأربعين متوارثة منذ عهد الدولة الفرعونية، وقتها كان يقام عزاء للمتوفي بمجرد إعلان خبر وفاته، لكن المشكلة أن جثمان المتوفي لن يدفن بعد الوفاة مباشرة ولكنه سيخضع أولا لعملية تحنيط، بعدها يتم دفنه بشكل مؤقت في كومة من الرمال الساخنة لمدة 40 يوماً حتى يجف تماما ولا يكون معرضا للتحلل بعد ذلك.
وبعد انقضاء هذه المدة يستخرج الجثمان من جديد ليشيّع إلى مقبرته وعندها ستجري الجنازة التي ستتطلب إقامة عزاء جديد لوداع الجثمان، وهذا الأمر ظل يتم بهذه الصورة لآلاف السنين إلى أن صار من الطقوس الراسخة التي تتم حتى وإن اختفت فكرة التحنيط نفسها.
5. الخرزة الزرقاء
جرت العادة بأن ارتداء الخرزة الزرقاء أو حمل عين زرقاء (كميدالية مثلا أو سلسلة)، يقوم بحماية حامليها من الحسد، هذا إلى جانب ذكر الحسد في القراّن الكريم،
فلماذا العين الزرقاء هي التي تحمى من شر الحسد؟
وفقا للموسوعة المصرية تاريخ مصر وآثارها، كان حورس يلقب بإله الخير، وهو لقب ارتبط بحرب أسطورية نشأت بين الإله حورس والإله ست فتمكن الثاني من فقع عين الإله حورس الزرقاء، بالرغم من ذلك تمكن حورس من قتل ست إله الشر، وانتصر في الحرب، وحمى البلاد من الشر، لذلك أصبحت عين حورس الزرقاء الصافية، رمزًا للحماية من الشر.
6. التبخير
جرت عادة المصريين بتبخير المنازل لتطهيرها وجعل رائحتها ذكية، ذلك إلى جانب تبخير الشخص لمنع الحسد،
فما أصل ذلك الاعتقاد؟
ذلك الاعتقاد من المصريين القدماء حيث أنهم كانوا يبخرون موتاهم اعتقادا منهم أن رائحته سوف تكون ذكية عند مقابلة الإله وقت الحساب، إلى جانب أنهم كانوا يستخدمونه في تطهير المعابد، وتطهير الجروح من التلوث، لذلك يستخدمه المصريين الاّن في تطهير البيوت وتطهير الشخص من الحسد.
7. ليلة الحنة
تتجمع الفتيات في الليلة التي تسبق يوم الزفاف ليلة الحنة، في بيت العروس التي تقوم برسم أيديها بالحنة وتحنية كعبها،
فما حكاية تلك الليلة؟
تلك العادة تعود إلى الريف المصري القديم، حيث يعتقد أن (تحنية) كعب العروس والعريس تبعد عنهما الشرور وتجلب لهما الذرية الصالحة، ومع الوقت، انتقلت هذه العادة إلى كل أنحاء مصر، وأصبحت الفتيات تأخذن منها روح الاحتفال بعيدا عن المعتقدات الخاطئة.
والى اللقاء في مقال آخر... تحياتى...