إن أسباب التعرق الشديد عند النساء متعددة، منها أسباب تشترك فيها النساء مع الرجال، ومنها أسباب أخرى ترتبط بالنساء بشكل خاص، وهو ما سيظهر معنا من خلال سطور هذا المقال.
إن التعرق الزائد (الشديد) أو كما يسميه البعض فرط التعرق من المشاكل الشائعة لدى النساء، والتي قد تشعر المرأة المصابة بها بالإحراج.
وذلك لما قد ينتج عن التعرق من رائحة غير محببة أو مظهر غير جمالي، وهو ما يدفع النساء للبحث عن الحلول والعلاجات التي تسمح لهن بالتخلص من التعرق الشديد.
 

ما هو التعرق عند النساء؟

يعمل جسم الإنسان على إفراز العرق للتحكم بدرجة حرارة الجسم، وبالتالي فإن التعرق من العمليات الطبيعية التي يواجه بها الجسم ارتفاع حرارته.
ولكن بعض النساء قد يكون التعرق لديهن شديد وبكميات زائدة عن النسب الطبيعية، وهو ما يستلزم معرفة أسباب التعرق الشديد عند النساء والعمل على التخفيف منها.
يمكن اعتبار فرط التعرق أحد الحالات المرضية التي يتم من خلالها إفراز الغدد العرقية للعرق بشكل زائد عن النسب الطبيعية.
علماً أن التعرق الزائد قد يشمل جميع أنحاء الجسم، كما أنه قد يرتبط بمناطق معينة منه كراحة اليد، أو تحت الإبط، أو القدمين، أو الوجه أو بعض
المناطق الأخرى.
ومشكلة التعرق الشديد ليست مرتبطة بعمر معين، فهي كما تصيب البالغين يمكن أن تصيب الأطفال.
كما أنها ليست مرتبطة بجنس معين فهي قد تصيب الرجال أو النساء، وإن كانت بعض الأسباب التي تؤدي لفرط التعرق مرتبطة بالنساء فقط.
 

أنواع التعرق الشديد:

إن أسباب التعرق الشديد عند النساء تختلف مع اختلاف نوع التعرق، فهناك نوعان الأول فرط التعرق البؤري (الأساسي) وهو الأكثر شيوعاً، والذي يمكن أن يصيب كامل الجسم أو يصيب مناطق معينة منه فقط.
والنوع الثاني يسمى فرط التعرق الثانوي (العام)، وهو الذي يحصل نتيجة إصابة الجسم بحالات مرضية أخرى، ويصيب التعرق فيه كامل أنحاء الجسم.
 

أسباب التعرق الشديد عند النساء:

تتعدد أسباب التعرق الشديد عند النساء ومن أكثرها شيوعاً يمكننا أن نذكر ما يلي:

• الحمل أو انقطاع الطمث:

يحصل في جسم المرأة خلال فترة الحمل ارتفاع بالوزن مع تغيرات هرمونية، أو ارتفاع بمعدل الأيض، مما يتسبب بالتعرق الزائد.
كما أن الوصول إلى سن اليأس وما يصحبه من انقطاع الطمث، يؤدي إلى تغيرات هرمونية تسبب الهبات الساخنة وما يرافقها من تعرق شديد.
إن التغير في مستوى هرمونات جسم المرأة وأبرزها هرمون الأستروجين، يؤدي إلى إرسال إشارات للغدد العرقية التي تفرز السوائل لمواجهة ارتفاع حرارة الجسم، لنكون أمام أحد أبرز أسباب التعرق الشديد عند النساء.
وهو ما يمكن علاجه أو التخفيف منه بدرجة كبيرة من خلال تناول أدوية خاصة تعالج المشاكل الهرمونية، حيث تستهدف هذه الأدوية الحفاظ على مستوى الهرمونات بالجسم.
كما يمكننا أن نشير إلى أن البعض يستخدمون العلاج البديل الطبيعي للتخفيف من التعرق الزائد الناجم عن الهبات الساخنة، وهو علاج لا يوجد دليل علمي يثبت فعاليته.
 

• مرض السكري:

إن إصابة النساء بمرض السكري مع ما يصاحبه من انخفاض في مستوى السكر بالدم، يؤدي إلى إفراز الجسم للعرق الشديد بجميع أنحاء الجسم، ويظهر العرق بهذه الحالة بشكل رئيسي في القسم الخلفي للرقبة أو بالوجه.
ومن المهم جداً التعامل بسرعة مع الانخفاض بمستوى السكر بالدم، لأن وصوله إلى مستويات معينة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بالكثير من الأحيان.
 

• فرط نشاط الغدد الدرقية:

إن فرط النشاط للغدة الدرقية يؤدي لإنتاج هرمون الثايروكسين بكميات أكبر من المعدل الطبيعي، وهو ما يتسبب بزيادة معدل الأيض بالجسم (على اعتبار هذا الهرمون هو المسؤول عن تنظيم عمليات الأيض).
وهذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة جسم المرأة، وبالتالي يتم إفراز العرق بكميات عالية لتبريد الجسم والتخفيف من حرارته.
وبالإضافة إلى التعرق الشديد فإن فرط نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي لأعراض أخطر مثل التسارع في عدد دقات القلب، والشعور بالعصبية والرجفة باليدين، والقلق الدائم، وخسارة الوزن، مع الأرق والمشاكل بالنوم.
 

•  الأعراض الجانبية لبعض أنواع الدواء:

هناك العديد من أنواع الدواء التي يكون من ضمن الأعراض الجانبية لها التعرق الشديد.
ومن أبرز هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، بعض انواع المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات، الأنسولين وبعض أدوية مرضى السكري، أدوية الزهايمر، أوكسيكودون وبعض المسكنات الأخرى، بعض أدوية مرضى السرطان.
 

• الوزن الزائد:

إن السمنة تؤدي لزيادة الضغط على جسم الإنسان، وتؤدي إلى تشكّل طبقة تحت الجلد ترفع من حرارة الجسم، وهو ما يؤدي إلى فرط التعرق.
وفي الختام نشير إلى أن القلق والتوتر، وتناول بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، كالأطعمة الحارة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتوابل يمكن اعتبارها ضمن أبرز أسباب التعرق الشديد عند النساء.