( بقلم : أشرف ونيس)
كان قبس من ضياء ، لكنه ماعاد بضياء إذ صار موجا من ظلام ، حين باغتنا آمرا إيانا بكتابة ما يبعثه فى روحنا . فكم حاولنا أن نكتب و نسطر على سطح من ورق ما يبغيه عقلنا ، لكنه قد ذهب منا ذلك العقل ، تائها فى بحر مزبدا من الآكام كانت هى جبالاً من مياه أو قل انها أشبه بذلك ، إذ إنه إيهامنا او إلهامنا و ما يريده منا !

حاولنا تجسيد السعادة حروفًا و كلمات ، لكنها تعرجت منا تلك الأحرف آبيه تكوين تلك الكلمات بأحرفها و نقاطها ، وقت أن شاهدنا و سمعنا كم من أموات هنا و هناك ! كم من ضحايا قد تواروا عن الأعين و الأنظار ......  و هكذا باءت كل محاولة منا بالفشل و سلمنا له أنفسنا و الكيان و نحن على أهبة الاستعداد لما يمليه علينا .

اهتز كما اقشعر البدن هولا و رعبا حين رمق  بعينيه و أبصر أرجل قد هرولت مسرعة للإيلاذ بنجاتها ، و ان كان اللحم و الدم قد نجى و نأى بنفسه من الموت ، فهاهى النفس و قد أصابها الموت لا مرة بل مرات عدة عندما أبصرت نهايتها لكن دون نهاية و موتها دون موت ! فلقد افترش الأحياء الركام كما التحفت بأسقف الجدران ، و ما كان ذلك بدفء لها بل كان حجيمًا حين ذهب إليه البشر و ربما الحيوانات أيضا و لكن دون أدنى حساب أو حتى إقرار بذنب اقتُرف أو ذنب فُعِل !!!

لقد تراخت الايدى و تهاوت حين تهاوت صناعتها من أبنية تحمل مشاهد الأبهة و العظمة ، لكنها اندثرت و انتثرت آخذة معها أيادي قد صنعت و شيدت و كأنها كانت تعمل و تخطط لقبر بل قبور مؤقتة لها عن دون قصد منها أو نية فيها ! باغتهم الرجف و الخوف بل و الرعب فشاهدوا مسرحا معدًا و مجهزًا لعرض احد فصول نهاية العالم ، لكنه ما كان بمسرح بل واقع وقع على مسامعهم و رؤياهم ، فشاخ منهم الصغير قبل أن يشيخ ، و شاب منهم الصبى قبل أن يشيب ! لكنها السنوات التى انقلبت رأسا على عقب و كأنها هى ما أصابها ماحدث و ليس غيرها !!!