اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج (٢ أمشير) ٩ فبراير ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الطاهر الأنبا لونجينوس رئيس دير الزجاج. وكان من أهل قيليقية. ترهب في أحد الأديرة التي كان قد ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته. وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير، أن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسًا عليهم فلم يقبل،
و لأنه كان يبغض مجد العالم اخذ ابنه لونجينوس وآتى به إلي الشام وأقاما هناك في كنيسة. وقد اظهر الله فضائلهما بأجراء عدة آيات علي أيديهما،
وخوفًا من مجد العالم، استأذن لونجينوس أباه في الذهاب إلي مصر. ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية، فقبله الرهبان بفرح، إلي إن تنيح رئيس الدير. ونظرا لما رأوه في القديس لونجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسًا خلفه، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس. وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما واجري الله علي أيديهما آيات كثيرة ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام
و لما تملّك مرقيان الذي كان له اليد الطولى في عقد مجمع خلقيدونية، أرسل رسلًا إلى كل مكان يحملون نسخًا من قانون الإيمان الجديد الذي وضعه مجمع خلقيدونية ويقول فيه بالطبيعتين. فوصل بعض الرسل إلى دير الزجاج وأعطى لونجينوس نسخة منها للتوقيع عليها، فقال لهم: "أنا لا أقدر على عمل شيء بغير مشورة آبائي. تعالوا معي حتى نشاورهم".
ثم أدخلهم إلى المغارة التي فيها أجساد الشيوخ ووضع النسخة على أجسادهم ثم قال: "يا آبائي لا تقولوا أنكم قد رقدتم واسترحتم، فهوذا نسخة هذه الأمانة الجديدة القائلة بالطبيعتين. فهل أوقّع عليها أم لا؟"
فخرج صوت من الأجساد سمعه جميع الحاضرين قائلًا: "لا تقبل ولا تخرج عن إيمان الآباء السالفين، وادفع هذا المكتوب عنا". فلما رأى الرسل وسمعوا هذا انتابهم خوف ورعدة ولم يعودوا إلى الملك بل حلقوا شعورهم وترهّبوا وأقاموا بالدير إلى يوم نياحتهم.
أما القديس لونجينوس فقد أكمل سعيه الصالح وتنيّح بشيخوخة صالحة في اليوم الثاني من شهر أمشير.
بركة صلاه هذين القديسين تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...