كتب - محرر الاقباط متحدون
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بالقدس اليوم :" نشعر بالالم والحزن الشديدين امام هذه المشاهد المروعة والدمار الهائل الذي حل في مناطق في سوريا وفي تركيا حيث خلال ثواني معدودات تحولت ابنية الى ركام ودور عبادة الى حطام والمنازل التي تأوي الاسر هُدمت على من فيها ، فالكارثة الانسانية التي احدثها هذا الزلزال لا يمكن ان توصف بالكلمات .

وجاء بنص بيانه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :
ونحن اذ نعبر مجددا عن تضامنا وتعاطفنا مع ضحايا هذا الزلزال في سوريا وفي تركيا فإننا نعتقد ايضا بأن هذه الكارثة الطبيعية اظهرت مدى القسوة وانعدام الانسانية لدى البعض .

نقدر عاليا مبادرات الاغاثة والدول التي بادرت وارسلت معوناتها وطائراتها ولكننا في الوقت ذاته نتساءل لماذا يتم التمييز في ارسال المعونات ؟!.

سوريا عانت وما زالت تعاني من الحرب وانهكت بسبب الحصار والاوضاع المعيشية فيها مأساوية فأتت الهزة الارضية لكي تزيد الطين بلة وهنالك ويا للاسف دول في هذا العالم تدعي الديمقراطية تدرس كيف يمكن ان ترسل مساعداتها الى سوريا في حين انها كان من المفترض ان تقوم بهذا الاجراء منذ الساعات الاولى لحصول هذه الزلزلة .

عائلات بأسرها تحت الانقاض وكيف يمكن ان يتم اخراج هؤلاء اذا لم تكن المعدات المطلوبة ولم يكن هنالك مازوت فطواقم الاغاثة في سوريا يقومون بواجبهم وهم يستعملون وسائل متواضعة وبسيطة متاحة لهم في حين كان من المفترض ان يكون هنالك اهتمام اكبر مما يسمى بالمجتمع الدولي تجاه هؤلاء المنكوبين .

ان الهزة الارضية التي حدثت ابرزت وبشكل واضح ان هنالك اناس طيبون ومبادرون متحلون بالقيم الاخلاقية والانسانية وما زال الخير قائما في هذا العالم ولكن في المقابل ظهر الوجه القبيح للمنظومة الغربية التي ما زالت مترددة في ارسال مساعداتها بسبب العقوبات الممارسة على سوريا .
يا ايها الدول العالمية ويا شعوب الارض جميعا ازيلوا هذه العقوبات فالوقت ليس وقتا للمناكفات السياسية بل هو وقت لمناصرة شعب يعاني من تبعات كارثة طبيعية وهي الزلزلة الرهيبة التي حدثت .

اتركوا قيصر جانبا واتركوا العقوبات الجماعية جانبا ، فهذا وقت لكي تعبروا فيه عن انسانيتكم ان بقيت عندكم انسانية واتمنى ان تكون عندكم بعضا من هذه القيم التي يجب ان يتحلى بها كل انسان .

لست بصدد ادانة احد ولكنني اذكر البشرية كلها بواجباتها الاخلاقية والانسانية تجاه اخوتنا المنكوبين بسبب هذا الزلزال الرهيب .

ارفعوا حصاركم عن سوريا فهذا ليس وقت للحصار بل وقت لكي تهبوا جميعا لمساعدة الشعب المنكوب ليس فقط بسبب الهزة الارضية وانما بسبب ما مورس بحقه من حصار ظالم لا يمكن تبريره اخلاقيا او انسانيا بأي شكل من الاشكال .

ان صورة الطفلة العالقة تحت الانقاض والتي تطلب من ينتشلها ستبقى صورة ماثلة امام اعيننا ، اتمنى ان تصل الى كل مكان لكي تحرك الضمائر الحية ان وجدت واتمنى ان تكون موجودة .

نقدر عاليا موقف الدول العربية الشقيقة التي لم ترضخ للحصار وارسلت معوناتها وكذلك الدول الصديقة واتمنى خلال الساعات القادمة ان نشهد اتساعا في رقعة المساعدات والمعونات والتي يجب ان تشمل حتما طواقم الاغاثة الذين عندهم خبرة في معالجة تداعيات الهزات الارضية ونتائجها الكارثية .

انقذوا سوريا وشعبها ونحن في فلسطين نقول بأن آلمنا واحزاننا ومعاناتنا وما نتعرض له لا يمكن ان يجعلنا نتجاهل او نتناسى بأي شكل من الاشكال اخوتنا في الانتماء الانساني والذين تعرضوا لهذه الكارثة الطبيعية والهزة الارضية والتي تداعياتها مأساوية بامتياز.

كل التحية لشعبنا الفلسطيني على كل المبادرات التي أطلقت فحملات الاغاثة في اكثر من مكان وفي اكثرمن موقع وهذا يدل على شهامة هذا الشعب ، واتمنى ان تنجح هذه المبادرات وان تصل المعونات الى من يستحقونها .