صفوت روبيل بسطا '>د./ صفوت روبيل بسطا
تاريخ لا ينسي ، يوم سماع خبر رحيل نيافة الحبر الجليل( المتنيح ) الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة ورئيس دير مارمينا العجايبي بجبل أبنوب سابقا .
لا أستطيع وصف وقع هذا الخبر الصادم عليا من سنة تقريبا ، تماما كما حدث معي يوم ما سمعت خبر رحيل العظيم البابا شنودة نيح الرب أنفسهما الطاهرة في فردوس النعيم ، وعزائنا الوحيد أنهما أصبحا لنا شفعاء عنا وعن كنيستنا في السماء .
وفي هذه الأيام تمر علينا الذكري السنوية الأولي لرحيل سيدنا المحبوب جدا الأنبا لوكاس.
سبق وكتبت ثلاثة مقالات متتالية عن الأنبا لوكاس بعد رحيله العام الماضي .
وإذا أردت أن أكتب عن الأنبا لوكاس فلن يسعفني الوقت ولا كثرة المقالات لأن شخصية عظيمة مثل الأنبا لوكاس لا يكفيها حتي الكتب .
طيب الذكر والسيرة الأنبا لوكاس
كان شخصية نادرة في كل شيئ ، في أبوته ورعايته لشعبه في كل مكان ، كان نادر في نظامه وأسلوبه الفريد في التعامل مع كل الناس علي إختلاف ثقافتهم وتوجهاتهم وتعليمهم ومستواهم الأجتماعي والفكري .
كان له أسلوب فريد في التعامل مع كل إنسان سواء من رعيته أو خارج رعيته أو حتي من خارج معتقده وإيمانه.
كان يعرف كيف يكسب الجميع ، سواء بالحب والود أو حتي إن دعي الأمر إلي إستخدام الشدة والحزم ، وفي النهاية الهدف واحد وهو أن يكسب الجميع للمسيح .
وأهم شيئ كان يميزه ويكسب به الجميع خاصة شعبه ورعيته أن نيافته كان متاح للجميع وبلا إستثناء طوال ال24 ساعة ، في حالة نادرة جدا خاصة في مثل أيامنا هذه ، ونحن نري الأن أي مسئول ( كبيرا كان أو صغيرا ) يجد لنفسه مائة عذر وعذر سواء لمقابلة أحد أو حتي الرد علي التليفون لضيق الوقت .
ولكن الأنبا لوكاس كان أي أحد يصل إليه في أي وقت سواء بالتليفون أو في المطرانية والتي كان بابها مفتوح دائما وكل يوم أمام الجميع ، بالطبع ماعدا أيام سفره أو خدماته في باقي الأيبارشية الممتدة ببركة ربنا في تعبه وخدمته المثمرة جدا جدا.
سبق أن كتبت عن إنجازات الأنبا لوكاس ، لذلك في عجالة وباختصار شديد أذكر أهم وأعظم إنجاز بعد علاقته بشعبه النادرة .
المتنيح الأنبا لوكاس كان رجل تعمير من طراز نادر وفريد ولن يتكرر ، عمل تغيير وطفرة كبيرة جدا في الأيبارشية من بناء وتعمير وتوسيع لكل الكنائس بلا إستثناء في كل مكان وبلد يتبع الأيبارشية، هذا غير مباني الخدمات الفخمة والعظيمة في كل مكان أيضا .
وجعل من إيبارشية أبنوب حاجة كبيرة جدا بعد أن كان لأ أحد يسمع عنها ، سواء إعلاميا أو بعلاقاته الطيبة مع الجميع ، هذا غير إنجازاته في كل المجالات الكثيرة جدا جدا وعلي مدار 35 سنة تقريبا والتي سبق أن كتبت عنها ،
المتنيح الأنبا لوكاس كان مثال للأب والراعي والأسقف الذي يهتم برعيته وشعبه في كل صغيرة وكبيرة بل وفي كل شيئ ، حتي في المهرجانات والأحتفالات وكل المناسبات التي كان يشارك فيها شعبه .
أنني وبفخر أعتبر الأنبا لوكاس مثال نادر للأب الأسقف الذي يجب أن يحتذي به وبإسلوبه في الرعاية وأتمني من كل الأباء الأساقفة والكهنة أن تقتدي به خاصة في كيف كانت علاقته مع شعبه .
وكان صعب عليا جدا جدا زيارة مصر في الصيف الماضي ولأول مرة من تاريخ سفري من مصر أن أزور مصر ولا يستقبلنا الأنبا لوكاس كما كان يفعل طوال السنين الماضية ، بل وكان الأصعب عليا جدا أن عوضا عن إستقباله لنا وبأجمل إبتسامه كما كان يفعل في المطرانية، ننزل مصر ولأول مرة نزور جسده فقط في مزاره بدير مارمينا العجايبي العامر (المعلق) بأبنوب .
نيح الرب نفسك الطاهرة ياسيدنا الأنبا لوكاس في فردوس النعيم ، أذكرنا أمام عرش النعمة.
والذي أعانك قادر أن يعيننا نحن أيضا، ويكمل غربتنا علي هذه الأرض في سلام ، ببركة وشفاعة أم النور وجميع الشهداء والقديسين.
أمين يارب