مهم للغاية فى العمل العام أن ننطلق من «الفرد» إلى «الفريق»، من العمل الفردى إلى العمل الجماعى:
 
الفرد، والفكر، والوجدان هو «الإنسان»، والعنصر الأساسى فى أى عمل عام أو اجتماعى أو أسرى!! وكلمة «فرد» بالإنجليزية.. Individual = والكلمة من مقطعين «in = نفى»، «Divide = ينقسم».. أى أن «الفرد» غير قابل للانقسام، هو كل واحد متكامل، وله إرادته الخاصة، المبنية على الفكر المتميز، وانفعالاته التى يحياها.
 
فالحياة اليومية ثلاثية معروفة «الإدراك» + «الوجدان» + «النزوع..».
 
1- الإدراك: أى الفكر، إعمال العقل، دراسة الأمور، والتواصل إلى رؤيا شاملة لها، والتفكير فى حلول!.
 
2- الوجدان: أى «الانفعالات والمشاعر»، فالإنسان ليس عقلاً جامدًا تحليليًا فقط، بل هو غرائز وعواطف ووجدانات، ومشاعر، تدفعه إلى قرارات واختيارات، سواء «للأشخاص» (أصادق هذا ولا أصادق ذاك.. يكفى أن يكون زميلاً!)... وكذلك..
 
- النزوع: أى الحركة الفعلية، باتخاذ مواقف معينة أو تصرفات مناسبة، أو مجموعات عمل أو حركة «Action groups». إن كل فكرة، ننفعل بها، ونتجاوب معها، نحولها إلى «مجموعات عمل»، كل مجموعة تهتم بجزئية معينة، تدرسها، وتبحث إمكانية نزولها وتحقيقها فى الأمر الواقع، والحياة اليومية، سواء على مستوى «الإنسان» (الفرد) أو «المجموعات (Action grops)» أو ما ينتج عنها من أحزاب وقوى مدنية وسياسية واجتماعية متنوعة. الإنسان.. «ثلاثية يومية».
 
■ فأنا أستيقظ فى وقت معين، وبحسب ما وضعته فى فكرى أو على «المنبه»، ثم أقوم بممارسات يومية تعودت عليها، كغسيل الوجه، والصلاة أو تحيات المحبة لباقى أفراد الأسرة. ثم أنطلق إلى عملى، الذى فيه أنفذ خطة الحياة، وأتفاعل مع مجموعات، وأسرات، ومجتمعات، ووطن، وعالم إنسانى!.
 
■ إن مجرد رؤية كوب ماء على المنضدة، أتعامل معه بهذه الثلاثية:
 
1- الفكر... هذا كوب ماء!. 2- الانفعال... أنا عطشان!.
 
3- التحرك... أمد يدى وأشرب، أو أكف يدى لأنى صائم.
 
■ كل شىء فى الحياة يعبر بهذه الثلاثية:
 
1- فى المدرسة، والكلية، وفى الأسرة، ومع الأقارب، مع الأصدقاء، مع زملاء الدراسة أو العمل..
 
وبعد أن أصل إلى «تصور مستقبلى» أو رؤية، أتحرك بموجبها:
 
1- فألتقى بصديقى أو أصدقائى، وأتفق معهم على ما يبنينا جميعًا.. كالمذاكرة معًا، أو تشكيل مجموعات للتحصيل الدراسى... إلخ.
 
2- كذلك نتفق على أمور روحية، كالذهاب إلى اجتماعات دينية أو ممارسة أنشطة فيها.
 
3- كذلك نلتقى كمجموعات عامة تشمل أطيافًا دينية أو مجتمعية أو أو دراسية... (نضع ما فكرنا فيه موضع التطبيق اليومى الحياتى.. (كالمساهمة فى الأنشطة المختلفة سواء: الروحية والثقافية والكتابية والإلكترونية والفنية والرياضية والاجتماعية... إلخ).
 
4- وبهذا يتحول «الفرد» إلى «مجموعة».. و«المجموعات» إلى «كيان متكامل» فنى أو اجتماعى أو رياضى أو علمى... إلخ.
 
■ كلمة «فريق» معناها بالإنجليزية «Team» وقديمًا قال لنا علماء الاجتماع والقيادة والإدارة: إن هذه الكلمة يمكن أن نستخدمها فى التعبير عن «سلامة تهديف الحياة».. وكيف أن هذا التهديف لا يكون إلا من خلال «العمل الجماعى».. فريق = Team.
 
M = more. A = Achieve. E = Each. T = Together.
 
■ أى أننا معًا كفريق، سيحقق كل واحد فينا نفسه بصورة أفضل Together Each Achieve more.
 
■ هكذا اختار السيد المسيح تلاميذه، اختار 12 تلميذًا ثم 70 رسولاً ثم 500 أخ عاشوا ربع قرن بعد صعود السيد المسيح الذى عاينوه بأنفسهم، وصاروا شهودًا له!.
 
■ وكما انتشر هؤلاء فى كل العالم المعروف فى ذلك الزمان، وبشروا العالم كله على امتداد الإمبراطورية الرومانية القوية، الممتدة فى كل أنحاء الأرض، والتى مهدت الطرق العابرة للدول والقارات، من أجل عبور جيوشها.. صارت هذه الطرق سبب ازدهار حضارات على جانبيها، وفى كل طولها، حتى صح القول: «اعطنى طريقًا أعطيك حضارة»، فعلى جانبى الطريق نشأت المجتمعات والمدن والقرى، وتمت زراعة المساحات الشاسعة، والعمران الممتد.
 
■ فرق بين أن تعمل «لوحدك»، مهما كانت كفاءتك وإمكانياتك، وبين أن تعمل «كفريق» يثرى أعضاؤه بعضهم بعضًا، ويثرون العمل نفسه!.
 
■ والكتاب المقدس يتحدث عن العمل كفريق: «اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ.. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ» (جا 10:9:4). «الْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا» (جا 12:4).
 
فلنحيا بروح الفريق، وليس بروح الفرد، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
نقلا عن المصري اليوم