مدحت قلادة
زيورخ في ٢٠٢٣/٢/١٣
منذ وصولي الي سويسرا تعلمت درس هام جدا وهو Leben und Leben lassen بمعني عش ودع الاخرين يعيشوا . منذ ان وصلت الي هنا اصبحت لي صداقات من كل الاجناس والالوان والاديان العلاقة بيننا جميعا هي علاقات احترام وتقدير . بل اتذكر ان كان لي صديق من مورشيوس كان هندوسي الديانة وبعد الدراسة ذهبنا سويا الي احدى الكافيتريات للغذاء وكان صديقي لا يعرف انواع الاطعمة فطلب ساندوتش وانا طلبت طلبا مختلفا ، فإذ به يدرك انها لحم بقري فرفض ان ياكل حسب مفهومة الديني فاعطيته طالبي واخذت الوجبة التي طلبها ، بل صديقي الاقرب الي نفسي هو هندي وهندوسي ايضا ، تعرفت عليه منذ ٣ اعوام في دروس اللغة الالمانية و اصبح صديق مقرب ولكنه للاسف لم يجد فرصة مناسبة للعمل في سويسرا فترك العمل في زيورخ و سافر للعمل كمدير فندق في ايرلندا ولم يمر اسبوعا الا و نتواصل تليفونيا ،فالعلاقة بين البشر لا يجب ان تكون علي اساس ديني بل علي اساس انساني  فالعلاقة علي اساس الكود الديني تكون علاقة محدودة واما العلاقة علي اساس الكود الانساني اكثر  عمقا وفهما و تواصل ايضا .

في فترة من حياتي هنا كنت الرجل الثاني في احدي الشركات وكان صاحب الشركة سويسري مستر لينزي  وكان يعرف بالطبع انني مصري مسيحي وكان هو رجل لا ديني فأجاني بسؤال مدحت ماذا ستفعل اذا اكتشفت ان ايمانك خاطىء بعد انتهاء حياتك علي الارض ؟!

فإذ بي ارد عليه بكل هدوء ،،، مستر لينزي اذا حدث هذا فلن اخسر شيء اطلاقا لاني ساكون الرابح ايضا ولن اخسر شيئا لان بواسطة ايماني عشت بضمير واخلاق علي الارض بل وسلام دائم .

هنا في الغرب يتم تقييم الانسان حسب عمله وليس حسب معتقده او جنسه .

فالعديد من الاصدقاء سويسريين  ومن جنسيات اوربية مختلفة يفتخرون بانهم لا دينيين  ويعيشون علي كود انساني يقبل الاخر .

اما اللادينيين في شرقنا التعيس سلوكهم عجيبا تجدهم يسخرون من معتقد و سلوك وايمانهم الاخر ، بل من العجيب انهم يجيدون التوازن فهم تارة يهاجمون المتطرفين المسلمين المهددين حياتهم و علي نفس المنوال يهاجمون ايضا المسيحيين، في توازن عجيب ربما ارضاءا للاجهزة الامنية او لعمل توازن بين كل الاديان ، فهم يهاجمون المسلمين لانهم يستحلون دمائهم ويسخرون منهم ويهددون حياتهم و بنفس القوة يهاجمون الاقباط وكتابهم ويسخرون من عقيدتهم علي الرغم من ان الاقباط لا يهددون بقائهم ولا يسخرون منهم !!!!

اللادينيين من اهل الشرق يجد سعادة في البحث في اديان الاخر خاصة المسيحي ليطعن في دينهم علي الرغم من ايمانهم ان الدين علاقة خاصة لكل انسان .

اللادينيين من اهل الشرق تجد منهم قليلين هم من ينقد الدين المهدد لبقائهم احياء ويركزون كل مجهودهم علي المسالمين ،،،

اخيرا متى يدرك اللادينيين من اهل الشرق بان الدين حرية شخصية وعلاقة خاصة  وليس من واجبهم نقد دين الاخر بل نقد من يهددون بقائهم احياء ويسعي للنيل من حياتهم بسيف التكفير و ليس من واجبه محاولة اثبات فساد الاديان الاخري بقدر تقديم انفسهم من خلال اعمالهم ، لكل اهل مصر الدين علاقة خاصة لك وحدك وليس للاخرين و اخيرا ايمانك ليس من خلال اقوالك انما بافعالك …