محرر الأقباط متحدون
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان وفدا من الاتحاد الإيطالي للأمراض النادرة ووجه كلمة حيّا فيها رئيسة الاتحاد وجميع الحاضرين وقال إنه سبق أن حيّاهم مرات أخرى عقب صلاة التبشير الملائكي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأمراض النادرة في الثامن والعشرين من شباط فبراير، وأضاف: يمكننا اليوم أن نتقاسم آمالكم وآلامكم. التقاسم – وكما يقول شعاركم – يلخّص كلمة " Uniamo" (نوحّد) – وأضاف الأب القدس - نوحّد الخبرات والقوى والآمال. إنها كلمة أساسية وتستحق التأمل.
 
في كلمته التي سلّمها إلى وفد من الاتحاد الإيطالي للأمراض النادرة أشار قداسة البابا فرنسيس إلى أن القيمة الأولى لهذه الجمعية هي التقاسم الذي يكون بداية حاجة ثم يصبح خيارا، وأضاف أنه عندما يكتشف أب وأم أن طفلهما يعاني من مرض نادر، يحتاجان إلى التعرف على والدين آخرين عاشوا ويعيشون الخبرة نفسها. إنها حاجة. ولكون المرض نادرا يصبح من الضروري اللجوء إلى جمعية تجمع أشخاصا يتعاملون يوميا مع هذا المرض: يعرفون الأعراض والعلاجات ومراكز الرعاية. وأشار الأب الأقدس إلى أنه طريق إجباري في البداية، طريق للخروج من خوف أن نكون بمفردنا، ولكن رويدا رويدا يصبح طريق التقاسم خيارًا يدعمه دافعان: الدافع الأول إدراك أنه يفيد ويساعدنا ويقدّم لنا حلولا، أقلّه مؤقتة؛ أما الدافع الثاني فهو ناتج عن فرح العلاقات الإنسانية، والخير الذي تقدمه لنا الصداقة مع أشخاص لم نكن نعرفهم من قبل، ويتقاسمون الآن معنا خبراتهم ليساعدونا في ظرف صعب جدا. إنها القيمة الأولى الكبيرة التي أراها فيكم.
 
وتابع البابا فرنسيس كلمته مسلطا الضوء على قيمة أخرى مهمة بدورها على الصعيد الاجتماعي والسياسي، ولكن مختلفة، مشيرا إلى قدرة جمعية كجمعيتهم على تقديم إسهام هام من أجل الخير العام. وفي هذه الحالة، تحسين نوعية الخدمة الصحية لبلد ومنطقة. وأضاف الأب الأقدس أن السياسة الجيدة تعتمد أيضا على إسهام الجمعيات التي، وفي مسائل محددة، لديها المعرفة الضرورية والاهتمام إزاء الأشخاص المعرّضين لخطر الاهمال. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الأمر لا يتعلق بمطالب لصالح فئة معينة، ليست هذه السياسة الجيدة؛ إنما العمل بجهد كي لا يُستثنى أحد من الخدمة الصحية، ولا يتعرض للتمييز. وأضاف أن منظمة مثل جمعيتهم بإمكانها أن تضغط من أجل تخطي الحواجز الوطنية والتجارية وذلك لمقاسمة نتائج البحوث العلمية، من أجل بلوغ أهداف تبدو اليوم بعيدة جدا.
 
هذا وأشار البابا فرنسيس إلى أنه من الصعب بالتأكيد الالتزام من أجل الجميع عندما يكون من الصعب أصلا مواجهة مشكلتنا الخاصة، غير أنه هنا تكمن قوة جمعيتكم، اتحادكم – أضاف الأب الأقدس - القدرة على إعطاء صوت لكثيرين لا يتمكّنون لوحدهم من اسماع صوتهم. وأضاف أنه بهذا المعنى، من الأهمية بمكان إشراك ممثلي المرضى والاستماع إليهم منذ المراحل الأولى لعمليات اتخاذ القرارات، وأشار إلى أن الجمعيات لا تطلب فقط، إنما تعطي أيضا. وأضاف أنه من خلال العلاقة مع المؤسسات، على مختلف الأصعدة، لا تطلبون فقط إنما تعطون أيضا: المعرفة، الاتصالات وخصوصا أشخاصًا بإمكانهم تقديم المساعدة من أجل الخير العام، في حال عملهم بروح الخدمة والحس المدني.
 
وفي ختام كلمته التي سلّمها إلى وفد من  الاتحاد الإيطالي للأمراض النادرة، شجع البابا فرنسيس الجميع على المضي إلى الأمام في عملهم، وطلب منهم أن يصلوا من أجله.