مقالات جميلة
كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل

القمص يوحنا نصيف
    كانت هذه السيّدة قد وقعت فريسة لجماعة "شهود يهوه"، التي تُنكِر لاهوت المسيح.. وقد قامت جارتها بكلّ جهدها لكي تبعدها عنهم، مرّة بالنُصح، ومرّة بالتصريح (عن خطورة أخطائهم العقيديّة)، ومرّة بالإنذار بأنّ الكنيسة أعلَنَت عدم السماح لهذه الطوائف الغريبة بدخول البيوت، كقول الرسول:

    "إن كان أحد يأتيكم، ولا يجيء بهذا التعليم (المسيح إله متجسِّد) فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام، لأنّ مَن يُسَلِّم عليه يشترك في أعماله الشرّيرة" (2يو10).

    ولَمّا لم تَسمَع لها، قالت لأبينا (فلان).. وعبثًا حاول (أبونا) إقناعها بعد أن زارها عِدّة مرّات... وأخيرًا يأَسَ الجميع منها..!!

    وفي أحد الأيّام، جاءت هذه السيّدة منزعجة إلى أبينا (فلان)، وقالت له:
الليلة في حلمٍ، كنتُ أصعد على جبلٍ عالٍ، ينتهي بهُوَّة خطيرة. وفي الطريق قابلني أصدقاء كثيرون، ونصحوني بخطورة الطريق، فرفضت مشورتهم. ثمّ قابلني كهنة، وملائكة، وحاولوا باطلاً إرجاعي عن رأيي.. وأخيرًا عندما وصلتُ إلى نهاية الجبل، وعلى حافّة الهُوّة الخطيرة، تركني الجميع ووقفوا صامتين وعاجزين ومتألّمين..!!

    وفجأة سقطتُ من أعلى الجبل إلى قاع الهُوّة، وفي نفس اللحظة سمعتُ صوت إنسان، رَمَى بنفسه قبلي إلى قاع هذه الهوّة، وهو يقول لي: "لا تخافي، أنا يسوع، أنا أبذل نفسي عنكِ. أنا أحملك".

    تأثّرَتْ هذه السيّدة جدًّا من هذا الحلم.. وتعلّمنا جميعًا معنى أنّ المسيح هو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف.

    صحيح أنّ الكاهن والإخوة والملائكة ينصحوننا، ويتألّمون لأجلنا، ويُصلّون عنّا، ولكن واحد فقط الذي يبذل ذاته على الصليب من أجل كلّ واحد مِنّا..
   + "في كلّ ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلّصهم" (إش63: 9).
   + "لا تخَف لأنّي فديتك. دعوتُكَ باسمك. أنت لي.. إذا مشيتَ في النار فلا تُلذَع، واللهيب لا يحرقك" (إش43: 1-2).
   + "أنا الرب إلهك المُمسِك بيمينك.." (إش41: 8-13).
   + "كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحِملان. وفي حِضنه يحملها، ويقود المُرضِعات" (إش40: 11).

القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد مايو 1976م)

+ + +

بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف