بقلم: جيسيكا شحاته
جلست تسرد له جمة ما تشعر به من ألم صمت الله رغم شدة احتياجها لكلامه. وفيما كانت تتحدث قاطعها كثيرًا صوت دموعها. أما اب إعترافها فلاذ بالصمت؛ يسمع فقط ولا يُجيب بكلمةٍ واحدة. وفي النهاية انطلقت بعض كلمات النور من فمه لتُضئ ظلمة تجربتها وتُصبح درسًا وخبرةً لا تُنسى إذ قال لها: «سيتكلم، في مثل هذه المواقف ندرك كلمة يعقوب "لاَ أُطْلِقُكَ» وبنظرة نحو السماء عاد واسترسل: «أنا متأكد من هذا، تشدد و تشجع... تشدد وتشجع» كانت لهذه الكلمات قوة خاصة لتخلق أمل جديد وتشرق بشعاع نور في طريقٍ مظلم.

انتهت جلسة الإعتراف وهي لا ترى ولا تُفكر إلا فى « صراع يعقوب» هذا الذي كان كإسمه يتعقب الأشياء والأشخاص غير مدرك أن له قصة مختلفة لدى الله. في هذا الصراع الذي كان مليء بالبكاء، كطفل يترجي ابيه ، الذي يشرحه هوشع النبي: «بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا». (هو 12 : 4)

فى هذة الليلة مات كل ما ليعقوب ليحيا كل ما للّٰه (إسرائيل). حينها فقط رأى الله وجاهد وغلبه بقوة دموعه، هذا الإله الذي لا يُغلب "غُلب من تحننه". وكما سبق وقال لعروسه:  حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي.(نش 6 : 5) حينها تعهده بالبركة وخلع "حُقَّ فَخْذِهِ" حكمته الأرضية الشيطانية ليعطيه الحكمة التي من فوق.

كان لهذا الصراع دوراً أساسياً في تشكيل ما سيكون عليه بقية أيامه. "وَكَمَا كَانَ هكَذَا يَكُونُ" فتلك الليلة كليلة إيليا في الجبل ،ثلاث ليالي يونان في الحوت ،ليلة موسى أمام البحر الذي كان يصرخ لله رغم صمته، كليلة جسثيمانى. فحقاً "على جبل الضيقات والألم يتجلى المسيح".

كان يبدو لى الصراع لوهلته الأولى أنه محاولة التمسك بإرادتى لتغلب، لكني أدركت أنه محاولتى لإخضاع إرادتى لإرادته وإن كانتا ضد بعضهما. وحين تغلب.. حقاً ستري الله، فلا جمال أرقي من إتحاد إرادتى بإرادته. إنها بداية سريعة وعميقة لرحلة تشكيلى كصورته. "تلك التى نرسمها معاً"