ياسر أيوب
لكرة القدم قوانينها وحساباتها الخاصة جدا التى قد تخلو من المنطق أحيانا ومن العدالة أحيانا أخرى .. فإنجلترا التى اخترعت اللعبة وعلمتها للعالم لم تفز إلا ببطولة وحيدة .. والبرازيل لم تنجح فى الفوز بالمونديال على أرضها وفازت به 7 مرات فى بلاد غريبة .. وفرنسا التى أسست الاتحاد الدولى 1904 وبدأت المونديال 1930 لم تفز بالكأس إلا بعد 68 عاما .. لكن تبقى الصين هى صاحبة الحكاية الكروية الأغرب والأكثر تعقيدا .. ومنذ يومين فقط .. بدأ التحقيق مع شين سويوآن رئيس اتحاد الكرة الصينى متهما بالفساد والتربح والإثراء غير المشروع .. ولم يكن هو أول من طالته الاتهامات والتحقيقات داخل مؤسسة الكرة الصينية .. ففى نوفمبر الماضى بدأت التحقيقات مع لى تاى المدير الفنى السابق للمنتخب وفى يناير الماضى مع يونج ليانج نائب سكرتير عام الاتحاد وأيضا مع لو ييى السكرتير العام السابق للاتحاد .. وعلى الرغم من أن السلطات الصينية لا تزال تلتزم الصمت ولا تقدم أى تفاسير أو تفاصيل .. إلا أنه بات واضحا أن حكاية الصين الكروية تزداد تعقيدا وإثارة يوما بعد يوم ..

فالصين حتى الآن لا تزال فقيرة كرويا رغم نجاحاتها السياسية والاقتصادية والرياضية فى ألعاب كثيرة .. وعلى الرغم من أن الصين لعبت أولى مبارياتها الدولية 1913 أمام الفليبين وأسست اتحادها 1924 وانضمت للفيفا 1931 .. إلا أن الصين لا تزال بعيدة جدا فلم تتأهل لنهائيات المونديال سوى مرة واحدة فى 2002 ولم تفز مطلقا ببطولة أمم آسيا .. وحين تولى شى جين بينج رئاسة الصين فى 2013 .. كانت كرة القدم إحدى مشروعاته الكبرى وأراد تحويل الصين لقوة كروية كبرى وأن تصبح اللعبة سلاحا سياسيا واقتصاديا ستعتمد عليه الصين لتغيير صورتها لدى العالم .. وتضمنت الخطة الرئاسية الكروية خمسين بندا تحقق معظمها إلا أن تتحول الصين لقوة كروية .. فقد نجحت الصين بالفعل عن طريق كرة القدم وبناء ملاعبها فى دخول أفريقيا كقوة عظمى رغم معارضة غير معلنة فرنسية وأمريكية ..

وأصبحت الصين هى الأكثر تصنيعا للملابس والأدوات الرياضية فى العالم بمختلف أنواعها وشعاراتها .. ودخلت اللعبة كل المدارس الصينية وبدأ انتشارها اجتماعيا وإعلاميا .. إلا أن مسئولى الكرة أنفسهم أفسدوا الأمر كله .. فقد وافقت الصين على إنفاق الكثير من المال للتعاقد مع نجوم كبار وخبراء ومدربين أوروبيين .. فبدأ إسراف هائل واستنزاف مجنون للمال الحكومى وباتت الأندية الصينية هى الأكثر إنفاقا فى العالم دون أى تطوير أو نتائج .. فكان لابد من إيقاف هذا العبث المالى وباتت أندية صينية كثيرة حاليا مهددة بالإفلاس والانهيار .. وتكشفت حالات كثيرة استخدم فيها البعض كرة القدم المخلوطة بالسياسة والحزب لتحقيق أرباح هائلة غير مشروعة .. فالمال الكروى الكثير دون ضوابط مشددة خلق مناخا فاسدا بدأت الصين تقاومه الآن وتحاربه .. وبدأ تساقط هؤلاء المسئولون الكرويون واحدا بعد آخر ممن أضاعوا الكثير من المال دون أن تستفيد الكرة الصينية أى شىء
نقلا عن المصرى اليوم