في أوائل فبراير 1943، أمرت قيادة جبهة القوقاز الجنود السوفييت بنزع رايات النازية من أعالي إلبروس. وأوكلت ذلك لمجموعة بقيادة المتسلقين ألكسندر جوسيف ونيكولاي جوساك، ومعهما 20 مسلحا.

 
في اليوم ذاته، علم المتسلقون السوفييت من الإذاعة السوفيتية بتحرير مدينة روستوف من براثن المحتلين الألمان. وبعد تلقي هذه الأخبار السارة ، قرر ألكسندر جوسيف البدء في الهجوم على القمة الشرقية. فقاد بنفسه المجموعة إلى القمة الثانية ونصب العلم السوفيتي هناك في 17 فبراير.
 
تجدر الإشارة إلى أن القمة الشرقية لم تكن عليها أي رايات ألمانية لأن إلبروس الفخور بانتمائه السوفياتي كان قد طهّر نفسه من الأعلام الأجنبية الدخيلة.
 
كيف احتل الألمان القمة؟
وصل الألمان جبل إلبروس في 21 أغسطس عام 1942 وذلك تطويرا لعمليتهم الهجومية "إديلفويس".
 
في ذلك اليوم احتل أفضل فريق متسلقين ألمان تابعين لفرقة مشاة الجبال القمتيْن الغربية (وارتفاعها 5642 متر) والشرقية (وارتفاعها 5621 متر) من جبل إلبروس.
 
سبقت غزو القمتيْن معارك ضارية على ممرات سلسلة جبال القوقاز الرئيسية حيث سعى النازيون إلى عبور جبال القوقاز، والوصول إلى موانئ البحر الأسود وآبار نفط باكو الأذربيجانية.
 
وعلى الرغم من المقاومة العنيدة من جانب القوات السوفيتية تمكن النازيون من تحقيق عدد من النجاحات المحلية. وبحلول منتصف أغسطس، اقتربت الوحدات العسكرية التابعة  لفرقة "إديلويس" من ممر "ماروخسكي" الجبلي  وجبل إلبروس مباشرة..
 
وصدر أمر باقتحام قمتي إلبروس من قبل قائد الفرقة الجبلية الأولى، الجنرال هوبرت لانز، وهو نفسه متسلق متمرس. وكان منذ عام 1936 يزور منطقة إلبروس مرارا وتكرارا، وأجاد اللغة الروسية، ودرس اللهجات المحلية، وكان على علم بكل الدروب الجبلية في المنطقة. وبأمر من لانز تم تشكيل فريق يضم أفضل المتخصصين بقيادة النقيب، هبنس غروت، الذي سبق له أن تسلق جبل إلبروس عام 1939 حيث تمكن من الوصول إلى ما يسمى بـ"مأوى المتسلقين" على ارتفاع 4050 مترا.
 
قاد غروت فريقه على الطريق الذي كان يعرفه في 14 أغسطس 1942. وخلال 3 أيام، احتلت مجموعته "المأوى" بعد أن كانت غادرته القوات السوفيتية، وفي ليلة 21 أغسطس، اقتحم الفريق القمتيْن. وفي صباح هذا اليوم رفرفت فوقهما الأعلام الألمانية النازية. وتم تصوير ذلك من قبل المصوّرين الألمان.
 
وكان منظّرو النازية ينوون إطلاق اسم "قمة هتلر"على جبل إلبروس. ومنح هتلر كل المشاركين في غزو إلبروس أوسمة "الصليب الحديدي" وميداليات  خاصة حُفر عليها "قمة هتلر".
 
لكن لم يكن الجيش الأحمر ينوي ترك جبال القوقاز وجبل إلبروس بصورة خاصة لقمة سائغة للعدو. فمنذ سبتمبر 1942، كانت مواقع الألمان في سلسلة جبال القوقاز الكبرى تتعرض للقصف المنتظم من قبل الطائرات السوفيتية. ولم يكن لدى العدو مكان يذهب إليه، وفي محاولته بالذات الصعود إلى القمتين، قاد نفسه إلى فخ.
 
كان كل اهتمام قيادة الرايخ الثالث آنذاك يتركّز على ستالينغراد، حيث تم فرض حصار على الجيش الألماني السادس بقيادة المارشال باولوس. وبعد هزيمة الألمان تلك على نهر الفولغا، أجبر الجيش الأحمر الألمان المهددين بالحصار في جبال القوقاز على مغادرتها، وراح جنود الجيش الأحمر يرمقون  أكثر فأكثر قمتي جبل إلبروس.