بقلم سهير أنور

لقد ظهرت في الاونة الاخيرة اصواتا غريبة بين المسيحيين تنادي بالطلاق والزواج المدني..ومنهم جماعة تطلق علي نفسها اقباط 38 نسبةالي اللائحة 38 التي تنادي بتطبيق الزواج المدني.. واذا تم السماح بالطلاق لكل سبب حتما سيكون هناك زواج ثاني وثالث ورابع.. حيث ان سلطة تحديد مبرر الطلاق تم نقلها من يد الله الذي قال لا طلاق الا لعلة الزنا الي ايدي الافراد.. وبما ان الانسان ليس في قداسة وعدل الله فبالطبع سيقع ظلم علي البعض جراء تطبيق قوانين كهذه ووجود مبررات لكل انسان لطلب الطلاق وقد يقوم البعض بتلفيقها وينتشر الظلم والفساد.. وينتصر الشيطان للمرة الثانية في حربه علي الانسان..فيخالف وصايا الله والتي من بينها لاتزن.بالاضافة الي  مخالفته لوصية الله الذي قال لا طلاق الا لعلة الزنا..ايضا وبناء علي ذلك خرجت اصواتا خبيثة تمتدح تعدد الزوجات ..بدعوي انها رحمة للرجل واشباع لغريزته وطبيعته الشهوانية  وكانه خلق للشهوة وبصرف النظر عن تبعات ذلك علي المراَة والاسرة والعفة التي يفترض وجودها في الرجل كما في المراة اذا كنا نؤمن بالمساواة امام الله.
 
ومن خلال السطور التالية سنتناول معا سردا لحقائق هامة تتعلق بهذا الامر الخطير ...ولكن قبل البدء اريد ان اعرض علي القارئ العزيز موقفا يلخص لنا موقف السيد المسيح له المجد والمسيحية من موضوع الطلاق..
ففي متي 19 3  يقول : وجاء اليه الفريسيين ليجربوه قائلين له (( هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب.؟ فأجاب وقال لهم: (( أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثي..؟؟ وقال من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق باٍمرأته ويكون الاثنان جسداً واحداٌ
اذ ليس بعد اثنين بل جسداَ واحداَ فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان)) قالوا له : فلماذا اوصي موسي ان يعطي كتاب طلاق فتطلق.؟؟ قال لهم: ان موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن أن تطلقوا نسائكم.. لكن من البدء لم يكن هكذا.. واقول لكم ان من طلق امرأته اِلا بسبب الزنا وتزوج باخري يزني, والذي يتزوج بمطلقة يزني..((ذلك لكونها طلقت لعلة الزنا. ولكونهما جسدا واحدا بعد الزواج))...
ومن هنا اوجه الدعوة للقارئ العزيز للتامل في بدء خلق أدم .. وكيف خلق الله له حواء واحدة وليست اثنين او ثلاثة او اربعة..!!
ولماذا خلق الله حواء من اجد ضلوع أدم التي هي قريبة من قلبه ولم يخلقها مثلا من احدي اظافر قدميه لنعلم انها ادني مكانة منه او ان مكانها تحت قدمية. مثلاً.؟؟ بل وكيف قال الله عن حواء معينا نظيره ..((ففي تكوين 2: 18 يقول: وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده, فاصنع له معينا نظيره))
كما قال الرسول بولس: في افسس 6:5(ان الرجل رأس المرأة كما ان المسيح ايضا رأس الكنيسة) وطلب من المرأة ان تخضع للرجل وان يحب الرجل المرأة كنفسه..
 
اذن من كل ماسبق نستخلص ان الرجل والمرأة كلاهما نظير الاخر.. وانهما متساويان في المسيح وفي الجسد الواحد.. مع اختلاف موقع ووظيفة كلا منهما. وأن ليس لْاحدهما فضلا عن الْاخر.حيث للرأس وظائف وفوائد لن تكمل بدون الجسد كما ان للجسد وظائف وفوائد لن تكمل بدون الرأس.. وان الكون لن يكتمل والحياة علي الارض لن تستمر الا بهما معاً..كما انه اذا انفصل اي منهما عن الاخر فلا حياة لاي منهما, ..وقد تم تشبيه أدم بالرأس .اولاً: لانه جاء اولاً وهو الذي اختار لقب المرأة لحواء. وقد نعتبرالعلاقة بينه وبين حواء او تسلسل المكانة بينهما كتسلسل المكانة بين الابن البكر والابن الاصغر.. بما في هذه العلاقة من التزام ومحبة وبذل وعطاء ومسؤلية من الابن الاكبر(ادم) يقابله خضوع واحترام وطاعة ومحبة من الاصغر(حواء) للْاكبر..اذن لا يمكن ترجمة كون الرجل رأس المراة علي انه استقواء اوتعالي واِمتياز علي المرأة..بل انه مسؤلية اكبر وعطاء ومحبة اكثر وبذل وتضحيةواحتمال اكبر للمرأة حتي في لحظات ضعفها كما كان السيد المسيح له المجد محبا للكنيسة في كل حالاتها..بل انه ايضا يكون سندا لها ومعين تستمد منه قوتها وقت الشدة والألم..
ولا اعتقد ان الطلاق و زواج الرجل باخري لكل سبب او تعدد الزوجات وتذرعه باسباب شهوانية واهية.. يدل علي انه يحمل للمراة ادني قدر من المحبة والاحترام والمساواة.. او يعبر عن المحبة والبذل والعطاء التي يكفلها الرأس للجسد  المخول له مده بكل متطلبات الحياة ونبض القلب..
ايضا تشبيه الزوجين بالجسد الواحد هو تشبيه منطقي ومقبول من الناحية النفسية حيث انه يتفق مع الطبيعة الانسانية والانسان الطبيعي
حيث انه لايمكن ان نجد شخصا طبيعيا ذو رأس واحدة واكثر من جسد.. او جسد واحد وله عدة رؤوس دون ان نطلق عليه انه حالة شاذة ومرضية تثير الشفقة وتتطلب العلاج..اذ ان الرأس الواحد يكفي فقط لتغذية جسد واحد بشكل طبيعي مقبول..لذلك كان الطلاق لعلة الزنا امرا الهيا ومنطقيا مقبولا.. حيث انه لا يصح ان تكون للرأس الواحد جسدين والعكس..لذلك يجب بتر احدهما او فصله عن الرأس لانه وضع مقزز ولا تستقيم معه الحياة الطبيعية..كما انه يتفق مع نفسية ومشاعر الرجل والمراة الطبيعية التي تثوروتغضب اذا ما رأت زوجها مع أخري اوالعكس..هذه هي الحالة الطبيعية التي خٌلق عليها الانسان.والتي تتوافق مع مشاعره وعواطفه وصفاته الانسانية الراقية التي خلقها الله عليه.. ومن يدعي غير ذلك فهوكاذب..كمثل هذه الشخصيات التي شاهدناها في مسلسل الحاج متولي..حيث اراد المخرج ان يصور لنا قبول هذه الزوجات الاربعة ان يشتركن جميعا في رجل واحد..وكأن كل منهن تساوي ربع رجل.. او كانه حالة لرأس واحد واربعة اجساد وهو وضع شاذ لا يليق الا باخطبوط البحر الذي يختلف في طبيعته عن طبيعة الانسان الراقية..وتجد المدافعين عن هذا الشذوذ يبررونه بان للرجل طبيعة مختلفة حيث تسيطر عليه شهواته وغرائزه.كما انهم احيانا يلقون اللوم علي المرأة التي تغريه . تماما كما القي أدم باللوم علي حواء ولم يلوم نفسه. التي ضعفت امام هذا الاغراء وجعلته يخالف وصية الله.ولو كان الله يري ان أدم برئ وان اللوم يقع علي حواء وحدها لما طردهما معا من الجنة.ولكي نتعرف علي صحة القول بان الانسان قد خلق علي هذا الشكل الشهواني..دعونا نعود الي ادم قبل السقوط حيث انه لم يكن يعرف الخير والشر.. كما انه لم يكن يعرف حواء بعد( اي انه لم يكن هناك تزاوج بعد) بل كانا يعيشان في قداسة. وفي حضرة الله القدوس بعيدا عن شهوات الجسد.. ولكن بعد السقوط في الخطية وبعد ان طردا من الجنة وبعد ان فارقهما روح الله...! يقول الكتاب وعرف ادم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين.. اذن لولا السقوط في الخطية , والتي ادت الي مفارقة روح الله للانسان. لما ترك ادم الجنة ولما عرف زوجته.. اذن نستطيع ان نقول ان الزواج والانجاب والتكاثر المقترن بالالم والوجع للمرأة كان من ضمن نتائج او تداعيات السقوط الاول.. ولكنه في ذات الوقت هو فرصة ثانية للانسان حتي يٌثبت  ويبين من خلال وجوده علي الارض طاعته لوصايا الله.. وحتي يسترد روح الله الذي فقده بالخطية ليعود الي صورته الاولي وقداسته الاولي وهذا لن يتم الا.. أولا برجوع روح الله مرة اخري عن طريق ظهورها في جسد الرب يسوع ( ادم الثاني الذي يحمل الروح القدس الي هيكل الانسان مرة اخري ويصالحنا مع الله مرة اخري) وايضا باتباع وصاياه الجديدة للانسان المطرود الي الارض والتي منها لا  تزني. وان يكون رجل واحد لامرأة واحدة ولا انفصال الا لعلة الزنا.وغيره من الوصايا التي تنادي بالسلام والمحبة والتسامح..
اذن من هنا انقسم الانسان الي ثلاث فرق.. حيث الفريق الاول الذي يجاهد دائما حتي يعود مرة اخري الي صورة أدم قبل السقوط واِسترداد روح الله الذي فارقه بالخطية.. ويمثله الشخص الروحاني الذي يسعي الي الخروج من سلطان الجسد وعبودية الخطية وتكريس حياته لخدمة الله فقط.. واتباع تعاليمه  عن العفة والطهارة والقداسة والعدل والمحبة الطاهرة وغيرها.. وهذه كلها نجدها في معظم الرهبان القديسين والناسكين كما في بولس الرسول ايضا.
 
والنوع الثاني.: هو نفس الانسان الذي فارقه روح الله بوقوع أدم في الخطية ولكنه يعيش الفرصة الثانية التي منحها الله له بالتزاوج.. وهو يحاول ايضا جاهدا ان يفوز في هذه الجولة الثانية لاستعادة روح الله القدوس فيه.. ولكن من خلال الحياة في العالم واعمار الارض ولكن في الحدود التي رسمها الله له.. بحياة زوجية مقدسة وشريعة الزوجة الواحدة للرجل الواحد.. كما كان في البدء.. وقد اوجد الله في الانسان غريزة وعاطفة ومشاعرحميمة تجاه زوجته لترقي به عن الحيوان و تضمن له تحقيق هذا الهدف( اعمار الارض) مع الحفاظ علي القداسة ونزاهة العاطفة والشهوة  بمعني ان تكون لزوجته فقط .وعلي ان لا تتحول هذا الوسيلة( الشهوة) الي هدف مجنون. قد يكون اداة في يد الشيطان لتحويل ارادة وسلوك الانسان الي مخالفة الخالق وكسر وصاياه كوصية (لا تزن ) وهذا هو النوع الثالث الذي غلبه الشيطان وخدعه للمرة الثانية بشهوات الجسد والعين واللذات المؤقتة..
وعن هذا الفريق الاول الذي رفض العالم بملذاته وشهواته وانتصر علي الجسد و كل المغريات الارضية ووصل الي اسمي وارقي انواع القداسة ليربح الملكوت.. يقول الرب يسوع:. في متي 19: 12 (( انه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس, ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملــكوت الســموات.. من استطاع ان يقبل فليقبل.. وقد كان بولس الرسول رمزا ومثالا رائعا لهذا الفريق.. ففي كورنثوس 7: 7 يقول : لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا ولكن لكل واحد موهبته الخاصة من الله , الواحد هكذا والاخر هكذا.
هذا يعني ان الفريقين الاول والثاني مقبولين امام الله .حيث احدهما اهتمامه الاول والاخير هو الله والثاني اهتمامه هو الله وزوجته بحيث لا يتعارض ارضائه لزوجته وعواطفه تجاهها مع طاعة وصايا الله القدوس. ولكن الاول الذي وصل الي درجة القداسة هو ناجح بتفوق وامتياز.. في حين ان الفريق الثاني ايضا ناجح فقط ولكلِ درجته ومكانته في الملكوت. وقد ترك الله للانسان ان يقرر ويقبل من اي فريق يريد ان يكون.
اما  الفريق الثالث هو فريق مرفوض حيث انه انحرف بشهواته وانهزم امامها عندما فضل جسده وشهواته الوقتية عن حياة الروح التي هي ابدية. حيث انه سمح للشيطان وللمرة الثانية ان يخدعه ويوجهه في اتجاه مغاير لطريق الله . وذلك عن طريق التطرف بالمشاعر والعواطف الطبيعية التي غرسها الله فيه وتحويلها الي هدف اول يقوده الي الزنا وغيره من جرائم قد تقترن به لتلبية شهواته.. ورغباته الشريرة.التي فصلته عن الله القدوس كما فعلت الخطية الاولي . ويحذرنا القديس بولس الرسول من هذه الحرب الدئرة باستمرار بين شهوات الجسد والروح.. في غلاطية 5 16 يقول: (( اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم احدهما الأخر. حتي تفعلون مالا تريدون..)).
والأن عودة الي السؤال الاول الذي هو عنوان موضوعنا.. وهل حقا شريعة الزوجة الواحدة هوسبب قد يكون مشجعا للزنا..؟؟ وساضيف اليه سؤال أخر. وهو اذا كان الانسان في صراعه بين الشر والخير يجد انه من السهل له ان يتبع طريق الشرلانه اسهل الطرق في حين ان الخير يتطلب جهادا مع النفس ومع الشيطان وهو طريق وعر.. فهل هذا يعني اتباعه للشر وهل هو مبررا للانسان ان يطلب من الله ان يتنازل هوعن حقه في تطبيق واتباع طريق الخير لتسهيلها علي الانسان.. بمعني من المطلوب منه ان يتغير ليتوافق وطبيعة الاخر ومن مطلوب منه التنازل والخضوع للاخر.؟ الله. لضعف الانسان المنقاد بالشيطان للشر.. ام الانسان هو الذي يجب عليه التنازل عن شر نفسه ورغبات جسده ليتوافق مع روح الله القدوس واتباع وصاياه عن القداسة ومحاربة الشر الساكن فيه..؟؟ ولقد قال رب المجد في ذلك: ادخلوا من الباب الضيق. لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الي الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه.! ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الي الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه.. اذن ليس مطلوبا من الله ان يوسع لك الطريق بتحليل الشر لك وتزويد نفسك الشريرة بكل ماتشتهيه.لتثبيتك في الخطية. بل مطلوب منك انت ان تقوم بتهذيب نفسك وتقويمها وتقليص رغباتها الشريرة حتي تجتاز من هذا الطريق الضيق وتعبر الي قداسة الله وتثبت فيه.
اما عن السؤال الاول. فللاجابة عليه ساقوم بضرب مثالا للتوضيح اولاً.. وهو اذا كنت مكلفا بوضع عقوبة معينة لمخالفة قانونية معينة ولتكن مرورية او جنائية مثلا. وكان امامك اختيارين لوقف ارتكاب العقوبة او علي الاقل تقليصها.. فكان الاختيار الاول هو ان تقوم بتطبيق العقوبة علي المخالف بعد اول مخالفة..و الاختيار الثاني. هو ان تجعلها تطبق عليه بعد عدة مخالفات علي ان يتم تجديد عدد المخالفات طالما كان لديه مبرر لكل مخالفة.. بمعني ان لا تحسب المخالفة اذا كان لها مبررا مقنعا من وجهة نظر المخالف .. و قد يتجاوز الشخص في حياته عدد سنوات عمره من المخالفات بهذا المنطق.. فأيهما تعتقد سيكون مؤثرا وفعالا في القضاء علي المخالفة نهائيا او علي الاقل تقليصها. وايهما سيتسبب في حالة من الفوضي وعدم الٍاكتراث وارتكاب مزيد من المخالفات..ساترك لك الاجابة عزيزي القارئ بعد تطبيق هذا المثال علي الحياة الزوجية..
فمثلا اذا قلنا للرجل زوجة واحدة ولا طلاق الا لعلة الزنا.وكذلك المرأة.. فان ذلك سيجعله حريصا علي زوجته محباً مخلصاً لها. بل بالأحري سنجده يدقق في اختيارها بعقله وقلبه معا  لن ينظر لغيرها ابدا لانه يعلم انه لاجدوي من ذلك اذ انه لا يحل له.. ولن يكون شخصاَ هوائيا يعشق ويتزوج كل من تقع عليها عيناه ويشتهيها . ثم بسهولة يطلقها ويحدث فوضي اخلاقية مجتمعية واسرية.. طالما انه بامكانه الحصول علي ورقة يصدرها له انسان.مرة واثنين والي ما لا نهاية و طالما لديه المبرر للطلاق في كل مرة.. حيث نكون بذلك قد نقلنا سلطة الله للانسان ليقرر سبب انفصاله عن زوجته.واستبدلنا ارادة الله بورقةطلاق و اخري زواج.وحيث ان الانسان طرقه معوجة وليس فيه قداسة وعدل الله فبالطبع سيكون هناك تلفيق وكذب لكي يحصل الانسان علي شهوات قلبه الشرير. فالشخص الذي يسمح للشيطان بتضليله ورفضه لوصايا الله بانه لا طلاق الالعلة الزنا . ليس مستبعدا عليه ان يكذب ايضا وان يلفق الاكاذيب. وليس مستبعدا ان يكون متزوجا او ان يكون في( الكوشة )مع عروسه ويشتهي امرأة اخري بدون ان يعتبر هذه الشهوة خطية طالما انه يعتقد ان من حقه زوجة ثانية ..او ان يطلق زوجته الحالية ليتزوجها..وهذا هو الزنا الذي حذرنا منه رب المجد قائلاً: ان من نظر الي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه.
بعكس الانسان الذي يتمسك بالزوجة الواحدة ..الذي يستشير الله مرة ومرات ليتاكد ان اختياره لزوجته يتوافق مع اختيار الله له.. وعندما يتزوج تجده يعامل زوجته علي انها جزء منه كما قال الرب( ليس بعد اثنين بل جسدا واحدا)  ويخلص لها ويحبها ويعاملها كما يعامل أمه أو ابيه كجزء اصيل منه.. فهل اذا مرضت امك تلقيها عنك وتتركها بسبب المرض.. او هل لانه بينك وبين امك او ابيك مشاكل ان تنفصل عنهم وتلقيهم عنك.. هل تستطيع ان تاتي بأم اخري عِوضا عنها..او هل اذا آلمك عضو فيك ان تقطعه وتلقيه عنك دون ان تعالجه اولًا بكل الطرق الي ان يثبت عدم جدواه او عندما يصيبه مرض خبيث تستحيل معه الحياة ..؟ هذا المرض الخبيث هو الزنا وهو السبب الوحيد لبتر جزء غالي عليك من بقية جسدك...
حتي وان وصلت مشاكل الحياة الزوجية الي طريق مسدود فعليك التريث والتفكير والاختيار بين مصيرين لحياتك. وهو اما ان تحاول اصلاح شريك حياتك باصلاح نفسك اولا لان معظم عيوب الطرف الُاخر هي متوقفة علي عيوبك انت الشخصية ومعاملتك له.. أو الانفصال دون الزواج مرة اخري.. وعلي الانسان ان يختبر قدراته في هذا الشأن ليقرر ايهما اسهل له العيش بدون زواج دون تحرق. أم التعايش مع الطرف المشاغب ومحاولة اصلاحه او احتمال عيوبه.. وكل انسان حسب قدراته ومواهبه المعطاة له وقوة جهاده ضد محاربات ابليس له بالشهوات والملذات الوقتية الذي حسبها معلمنا بولس الرسول نفاية لكي يربح المسيح.
اعلم جيدا اخي المسيحي ان الحياة علي الارض هي مجرد محطة وسيطة للرجوع مرة اخري للمحطة الاولي وهي بيت الانسان الاول الذي غادره بالخطية..الذي هو العيش مرة اخري في حضرة الله القدوس دون زواج او تناسل حيث كان الزواج مرتبطا فقط بوجودك علي الارض..وكما قال رب المجد يسوع في متي 22 30 (( لانهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء)) تماما كما كان ادم وحواء قبل السقوط,, فاعمل عزيزي للحياة الابدية الباقية حياة الروح ولا تعمل لاجل اشباع جسدك الفاني.. ولا تتتبع تعاليم خاطئة لاشباع  واحياء واكرام جسد لا يستطيع ان يحفظ نفسه من الموت والفناء في اية لحظة.. حتي لا ينطبق عليك قول الكتاب في تيموثاوس 4 3 (( لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح. بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمون مستحكة مسامعهم .فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون الي الخرافات)) وليرحمنا الرب من هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية التي يستخدمها الشيطان في تضليل المؤمنين عن اتباع الحق.. امين