د.أمير فهمى زخاري المنيا
الأمثال الشعبية لها سحرها ومنطقها الخاص، والتي يستخدمها المصريون في مختلف المواقف الحياتية، من بينها مثل « الحيطان ليها ودان».

وتعود قصة هذا المثل الشعبى للعديد من الروايات ... إخترت لكم ثلاثه منهم على سبيل الثقافه كالتالى:
الروايه الأولى:

كانت هناك ملكة بريطانيا كاثرين، والتى كانت تشك في كل من حولها، وعاداتها كانت غريبة حيث تبنى قصور وتضع فيها أدوات تصنت لتسمع ما يدور في القصر.

ومن حرص ملكة بريطانيا الشديد على سماع كل شئ كانت تضع أدوات التصنت في المطابخ والقاعات التي يتجمع فيها الوزراء والشغالات حتى تسمع ما يقوله الخدم والوزراء...

 ويندهشون بأنها تعرف كل شئ حتى قال الوزير أنيدبلايتون الوزير فى حكومتها مثل أن الحيطان لها ودان، حتى صار هذا مثلا تتوارثه الأجيال".

الروايه الثانيه:
 اصل المثل يعود لايام الدوله الفاطميه ٩٦٩_١١٧١م في عصر الحاكم لما ابطل التحدث باللغه القبطيه واصدر عقوبه  قطع اللسان لمن يتحدثها وكانت اللغه القبطيه مازالت تصارع من اجل البقاء وارسل عساكره  اللي كانوا اسمهم العسس في كل مكان ليتصنتوا علي الاقباط بوضع اذانهم علي الحيطان ليسمعوا هل الاقباط بيصلوا بالقبطي او بيرنموا فكان من داخل البيت يقولوا لبعضهم وطي صوتك الحيطان لها ودان حتي ان الكنايس كانت تضع الستور الثقيله علي المذابح لتخفي صوت الكهنه الذين كانوا متمسكين بشجاعه علي الصلوات داخل الهيكل بالقبطي،،، ايريس قصه الكنيسه ج٣،،،،

الروايه الثالثه:
لكن الحقيقة  للمقولة الشهيرة و التي انتشرت وعرفت حتى في العالم العربي حادثة أو قصة تاريخية ذكرها المؤرخين كالمقريزي و ابن حجر العسقلاني و تعود إلى مئات السنين ، حيث جاء في كتاب (إنباء الغمر بأبناء العمر) لإبن حجر العسقلاني أنه حدثت واقعة غريبة ، فقد شاع بين الناس أن شخصًا يتكلم من وراء حائط (من داخله) فافتتن الناس به و اعتقدوا أن المتكلم من الجن أو الملائكة و قال قائلهم : يا رب سلم ! الحيطة تتكلم ، و قال ابن العطار في ذلك : "يا نَاطِقًا مِنْ جِدَارٍ وَ هْوَ لَيْسَ يُرَى اظْهَرْ و إِلاَّ فَهَذَا الْفِعْـلُ فَتَّـانُ .. لَمْ تَسْمَعِ النَّاسُ لِلْـحِيطَانِ أَلْسِنَةً  وَ إِنَّمَـا قِيـلَ لِلْـحِيطَانِ آذَانُ"

ثم تتبع جمال الدين المحتسب القصة ، و بحث عن القضية إلى أن وقف على حقيقتها ، فتوجَّه أولاً إلى البيت ، فسمع الكلام من الجدار ، فأمر بتخريب الدار فخُربت ، ثم عاد بعد ذلك و سمع الكلام مرة أخرى ، فقال : هذا الذي تفعله فتنة للناس فإلى متى ؟  

و قوي الظن أن القصة مفتعلة فلم يزل يبحث حتى عرف باطن الأمر ، و هو أنه وجد شخصًا يقال له الشيخ ركن الدين عمر ، مع آخر يقال له أحمد الفيشي قد إتفقا على ذلك ، و صارا يلقنان زوجة أحمد الفيشي ما تتكلم به من وراء الحائط من فتحة تصير الصوت مُستغربًا لا يُشْبه صوت الآدميين ..

و هكذا انتشرت بين الناس مقولة (الحيطان لها ودان) و مقولة (يا سلام سلم هي الحيطة...

واصبح ذلك المثل يستخدم للتعبير عن أن الإنسان يجب أن يكون حريصا في كلامه وخاصة حينما يتحدث فى امور هامة حتى لا يسمعه الآخرون.
وإلى اللقاء فى معرفه اصل المثل ...تحياتى.
د.أمير فهمى زخاري المنيا