اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة الأربعين شهيدًا الذين استشهدوا في سبسطية (١٥ أمشير) ٢٢ فبراير ٢٠٢٣
في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة الاربعين شهيدا الذين استشهدوا في سبسطية علي يد ليكينيوس قيصر، وهي أول كنيسة بنيت علي اسمهم وكرسها القديس انبا باسيليوس الكبير وهو الذي كتب تاريخهم وثبت لهم عيدا عظيما. اما تذكار عيد استشهادهم فنحتفل به الكنيسه فى (١٣ برمهات)

اما عن سيرتهم العطرة فهى كما يلى:
كان استشهاد هؤلاء القديسين فى مدينه سبسطية (وهي الآن سيفاس بتركيا) وذلك سنة 320 م.و ذلك لما ولَّى الملك قسطنطين الكبير ليكيوس نسيبه من قِبله على الشرق وأوصاه بالمسيحيين خيرًا، ولكنه لما وصل إلى كبادوكيا أمر مرءوسيه بعبادة الأوثان فامتنعوا وشتموا آلهته.

وفي إحدى الليالي اتفق أربعون جندي شباب من جنسيات مختلفة يتخذون من مدينة سبسطية مقرًا لهم، على أن يتقدموا إليه معترفين بإيمانهم، وبينما هم نائمون ظهر لهم ملاك الرب وشجعهم وثبّت قلوبهم. وفي الصباح وقفوا أمام الوالي أجريكولاوس واعترفوا بالسيد المسيح، فحاول أولًا بالإقناع مشيرًا إلى العار الذي يصيبهم حين يرفضون تنفيذ الأوامر، وواعدًا إيّاهم بالترقية إن هم أطاعوا. ولما فشل هدّدهم الوالي فلم يخافوا، فأمر بتعذيبهم ثم إلقائهم في السجن، فكانوا يترنمون بالمزمور: "الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء"، وتعزوا في السجن برؤية السيد المسيح الذي قواهم وشجعهم على الثبات.

كان بجوار السجن بركة ماء متجمدة فأمر أن يُطرَحوا فيها، فطرحوهم فتقطعت أعضاؤهم من شدة البرد، وأمر أجريكولاوس بوضع ماء ساخن على طرف بركة الماء لكي يغريهم على الإنكار. ولم ينتظر القديسون لكي يلقيهم الجنود في البركة بل تقدموا بأنفسهم وخلعوا ثيابهم، وكانوا يشجعون بعضهم قائلين أن ليلة واحدة عصيبة سوف تؤهلهم للحياة الأبدية. وكانوا يصلون قائلين: "يا إلهنا نحن أربعون شخصًا، فنطلب إليك أن يُكَلل أربعون، ولا ننقص عن هذا الرقم المقدس".

و أثناء ذلك كان حراسهم يحثونهم على عبادة الأوثان لكي ينتقلوا إلى الماء الساخن ولكنهم لم يستجيبوا. ويقول القديس اغريغوريوس النيسي أنهم مكثوا هكذا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، ولم يضعف سوى واحد فقط منهم فصعد إلى هذا الحمام وأذابت حرارة الماء الجليد الذي عليه فانحلت أعصابه ومات بسرعة وهكذا فقد إكليل الغلبة.

و اثناء ذلك رأى أحد الحراس الواقفين بجوار البركة ملائكة نزلت من السماء وبأيديهم أكاليل وضعوها على رؤوس الشهداء التسعة والثلاثين وبقى إكليل بيد الملاك، فأسرع الحارس ونزل إلى البركة وهو يصيح: "أنا مسيحي"، فأخذ الإكليل الذي كان معلقًا بيد الملاك وانضم إلى صفوف الشهداء.

و في الصباح التالي كان معظمهم قد استشهد، وبقي قليلون منهم أصغر الشهداء واسمه ميليتو فأمر الوالي بكسر أياديهم وسيقانهم وإلقاؤهم في النيران، فأبقى الجنود ميليتو حتى النهاية إشفاقًا على صغر سنه آملين أن يتراجع حين يكتشف أنه قد صار وحيدًا. إلا أن أمه الأرملة الفقيرة عاتبت المُعذِّبين على إشفاقهم الخاطئ، واقتربت من ابنها الذي نظر إليها مبتسمًا وشاكرًا لها، وبقوة الروح القدس حثته على الثبات إلى النهاية، ثم حملته وطرحته على العجلة مع رفقاؤه.

وخرجوا بهم إلى خارج المدينة ورموهم في النار فلم تمسهم بأذى. ثم رموهم في البحر. وفي اليوم الثالث ظهر القديسون لاسقف سبستية في رؤيا وقالوا له: هلم إلى النهر وخذ أجسادنا. فقام وأخذ الكهنة ووجد الأجساد فحملها باحترام ووضعها في محل خاص. وشاع ذكرهم في كل الأقطار.

وتحتفل الكنيسة القبطية في ١٥ أمشير بتذكار تكريس كنيسة الأربعين شهيدًا التي كرسها القديس باسيليوس الكبير وهي أول كنيسة بنيت على اسمهم
وقد نُقِلَت أجزاء من رفاتهم المقدسة إلى القسطنطينية حيث بٌنِيَت كنيسة (440-451م)، كما يوجد أجزاء من رفاتهم في دير السيدة العذراء السريان ولهم كنيسة صغيرة باسمهم بجوار كنيسة السيدة العذراء الكبيرة بدير السريان.

أُطلبوا من الرب عنا، أيها الشهداء المجاهدون، الأربعون قديساً بسبسطية، ليغفر لنا خطايانا.
طوفه إم إبشويش إى إهرى إيجون نى أثلوفوروس إممارتيروس بى إهمى إثؤاب إنتى سيفاستى إنتيف كانين نوفى نان إيفول
بركه صلواتهم تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائما ابديا آمين...