د. أمير فهمى زخارى المنيا
"عند أم ترتر" دائما ما نسمع هذه الجملة من شخص غاضب، والتى يقصد بها أن ما يريده الطرف الآخر من المستحيلات ولن يحدث، ما يتسبب فى تطور النقاش إلى مشاجرة بعد هذه الجملة، لكن هل سألت نفسك ولو مرة واحدة، عن أصل هذا المثل الشعبي؟ ومن هى "أم ترتر"، التى يضرب بها هذا المثل.
نفوسة الشهيرة بـ«أم ترتر»، كانت ساكنة فى حواري كرموز، ومعروف عنها أنها لا مؤاخذة ست لسانها طويل ومفترية، وفى فرش الملاية ما لهاش مثيل، وماشية على مبدأ فى الحارة: «الشرشوحة ست جيرانها».

«أم ترتر» مخلفتش ترتر عندها إسماعيل وإبراهيم، ونبوية ... ترتر اسم شهرة لأنها كانت عايقة بتلبس جلاليب ومنديل بترتر، عشان كدا سموها «أم ترتر»، وجوزها المعلم علوان أبو إسماعيل «عربجي حنطور».

«أم ترتر» كانت ست بيت شاطرة، ساكنة فى بيت دور واحد منه بيت وعربخانة لحصان وعربية المعلم علوان، والبيوت اللى حواليها دورين وثلاثة وعاملة فوق السطح مزرعة فراخ وبط وكلهم «برابر» ما فيش ولا ديك ولا دكر بط.. وسايباهم سارحين ع السطح يلاغوا فى ديوك ودكورة بط الجيران، وزى ما قالوا «ومن الحب ما قتل حتى فى الفراخ والبط»، ديوك الجيران كانت تنط على سطح «أم ترتر» عشان تكسر على الفراخ، الديك اللى ينط أو دكر البط على سطح أم ترتر مفقود يا ولدى، وعلى طول يبقى أجدع عشوة للمعلم علوان!!

وكانت خبرة فى إخفاء أثر الديك من ريش وخلافه، واللى كان يضيع لها ديك وتسأل الجيران يردوا عليها بصوت واطى «عند أم ترتر ربنا يعوض عليكي»، عشان أم ترتر لو سمعت تخلى فردة الشبشب أعلى منهم، وطلع المثل الشعبي «عند أم ترتر» يدل على استحالة أنك تلاقى اللى بتدور عليه رغم أنك عارف ومتأكد مين اللى خده!

والى اللقاء في مثل جديد واصله...تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا