جمال رشدي يكتب
خلال الساعات القليلة الماضية تشن بعض مواقع التواصل الاجتماعي '> مواقع التواصل الاجتماعي هجوم على صاحب النيافة الانبا بفنوتيوس مطران ايباراشية سمالوط َوتتهمه بالتقليل من مكانة واسم قداسة البابا شنودة الراحل، لأنه قال ان البابا شنودة قد رحل والكنيسة لا تدار من القبر والان موجود قداسة البابا تواضروس بفكر مختلف، وتطرقت تلك المواقع وكل من على شاكلتها من سماسرة الدين والفكر المتجمد الي تسليط الضوء على خلافات سابقة ما بين الانبا بفنوتيوس وقداسة البابا شنودة والكثير من الأحداث الأخرى في محاولات مستميته لشخصنة الأحداث وتحويلها الي انتقام لفظي.
وكلمتي لهؤلاء ولكل الذين يدرون في فلكهم أو يساندهم ويدعمهم للكتابة للهجوم على الانبا بفنوتيوس، نعم انا اتفق تمام ان الكنيسة لا تدار من القبر، لان ذاك القبر هو رمز الموت، والكنيسة هي جسد المسيح وترمز للقيامة والحياة، فادارة الكنيسة هي بفكر المسيح الذي هو رأسها، الأشخاص مهما كانت رتبهم الكنيسة هم فقط أدوات يستخدمها المسيح، تلك الأدوات يتم ترتيب مجيئها طبقا للاحتياجات الزمنية التي تناسب مكوناتهم الشخصية روحيا وثقافيًا، وربما نفسيا، فمثلا أعظم من ان انجبتهم الكنيسة المصرية في العصر الحديث القديس البابا كيرلس السادس، كان مجيئه مناسب للتوقيت الزمني الذي تولي فيه المهمة البابوية، وربما لن يكون مناسب تواجده في التوقيت الحالي بسبب متغيرات كبيرة حدثت تتطلب مكونات شخصية أخرى، تلك المكونات تتطلب ان يكون في القيادة شخصية بمواصفات وسمات قداسة البابا تواضروس لديه قدرة على التعامل مع ثقافة الثورة الرقمية التي تجتاج التعاملات بين الجميع والتي يستخدمها أيضا البعض بالهجوم عليه.
وقد كتبتها سابقا واكتبها دوما، لا أكتب من أجل اني ابن( واتشرف بذلك) للانبا بفنوتيوس بل فقط من أجل المسيح الذي اعبده من كل جوارحي اكتب واتكلم واعمل في كل حياتي،، الانبا بفنوتيوس اعرفه عن قرب، وما اكتبه عنه هو صدق وأمانه، هذا الرجل علامة بارزة في تاريخ الكنيسة المصرية وقد استخدمه الله بأن يكون صوت صارخ وسط موروثات عتيقة كانت تقود الكنيسة منذ سنوت طويله تلك الموروثات كانت تمثل تفكير متحجر ومتجمد ( الكتبة والفريسين) فالمسيحية الحقيقة هي التحرر من روابط المادة والدخول في عمق المسيح، ذلك العمق بداخله السلام َوالبساطة والتواضع والمحبة، ذلك هو الطريق والحق والحياة، غير ذلك واي ارتباط اخر خارج عمق المسيح فهو ليس من تعاليم الكنيسة أو المسيحية.
فالي جميع الأخوة الذين يتاجرون باسم البابا شنودة، هل تعلمون ان روح البابا شنودة حزينه بسببكم، أقرأوا ما قاله يوحنا المعمدان الذي هو أعظم مواليد النساء عبر كل تاريخ الإنسانية،،، إنجيل يوحنا 3: 30) ... "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ." داخل تلك الآية هو المدلول الحقيقي للإيمان المسيحي، فمهما كانت مكانة البابا شنودة أو أي رجل كنيسة أخرى دوره يتمحور حول إظهار شخص المسيح ليملئ كل الأحداث ويتلاشى شخصه، وان فعل اي رجل دين مسيحي غير ذلك فهو ليس من الإيمان وليس من تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية.
الموروث الذي اقصده في سنوات وجود قداسة البابا شنودة هو ثقافة إدارية متجمدة صنعها رجال كانوا مقربين من البابا، ذلك الموروث أصبح غطاء ضخم يحجب وجود المسيح في حياة المؤمنين، وأصبح هؤلاء الرجال عكس ما قاله يوحنا المعمدان،، طلبوا الزيادة في تواجدهم َوتعاليمهم مدافعين عن الإيمان والكنيسة فملاءوا فناء الكنيسة وحجبوا شخص المسيح من التواجد في حياة المسيحين، متناسين ان تلك الكنيسة تستمد وجودها من الرأس الذي يديرها وهو المسيح مصدر كل حياة، وخطورة ذلك الموروث المتجمد يستخدم الان مواقع التواصل الاجتماعي '> مواقع التواصل الاجتماعي لأحداث انقسام في الكنيسة عبر تصنيفها الي مسميات بليدة روحيا تتاجر وتسمسر بالأحداث والأشخاص.
فمن يتذوق المسيح لا يلتفت الي كينونة الأشخاص ولا يكون له معلم أو مثل اخر، الا المعلم الحقيقي الرب يسوع المسيح، الجميع زائل وسيزول ويكون مكانه القبر َلكن المعلم الحقيقي هو الذي هزم الموت والقبر ليعطي حياة لكنيسته فمن يريد أن يحيا عليه الخروج من القبر والدخول في فلك حياة المسبح الحي
ما كتبته هو ما فعله الحبر الجليل الأنبا بفنوتيوس منذ سنوات طويله، وعظمة ما فعله انه كان وحيدا ضد ذلك الموروث المتجمد ولكن قوة المسيح هازم القبر والموت كانت تقوده بما يقوم به لكي يكون صوت صارخ في برية ثقافة الموت الذي أقامها رجال ذلك الموروث.
بعيدا عن الروحانيات، فهذا الرجل تجسيد حي لما لابد أن يكون عليه رجال الكنيسة المصرية، فالكنيسة المصرية منذ عمر تواجدها تعطي السمكة للجائع اما هو ففعل أعظم بكثير من ذلك، لقد علم الجائع ان يصيد الكثير من الأسماك ليأكل ويعطي الاخرين، فهو ليس رجل دين فقط بل رجل يحمل شخص المسيح في شجاعته ضد الكتبة والفريسين، في تجواله وهو يعمل خيرا، في بمهابته وحكمته، في متواضعه وبساطته. في معرفته وعلمه.. فالذي من الله سيثبت والذي ليس من الله سيزول ويتلاشئ.، وعلى سماسرة الإيمان المسيحي ان يصمتوا لأنهم ليسوا من حماة الإيمان الحقيقي الذي هو التحرر في نعمة المسيح القائم من القبر