د. أمير فهمي زخارى المنيا.
في هذا الجزء:
• والده أنور السادات من أصل سوداني.
• والد أنور السادات متزوج من ثلاثة.
أنور السادات له 13 أخ.
• انتقال أسره السادات من قرية ميت أبو الكوم الى القاهرة.
• دخول أنور السادات الكلية الحربية في القاهرة.


كانت والدة الرئيس الراحل، من أصل سوداني تدعى «ست البرين»، من مدينة دنقلا، تزوجها والده محمد الساداتي حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم.

وأنجبت «ست البرين» من محمد الساداتي محمود طلعت ومحمد أنور وأحمد عصمت ونفيسة، ثم وجدت عند زوجها رغبة فى الزواج مرة أخرى فاختارت له بنفسها امرأة ذات بشرة بيضاء وشديدة الجمال اسمها «أمينة»، التى أنجبت 9 أطفال هم: سكينة وعفت وزينب وزين وعائشة وعاطف وسهير وهدى وعزة.

وفور تعلم الرئيس السادات النطق، حرصت والدته على إرساله إلى كُتَّاب القرية لحفظ القرآن الكريم، وبالفعل ظل «السادات» فى الكُتاب 6 سنوات حفظ خلالها الأجزاء الثلاثين من القرآن، كما أنها علمته الصلاة فى سن صغيرة.

وكانت «ست البرين» تحكى لطفلها قصص الأبطال الوطنيين فى هذه الفترة، بدءًا من «زهران» بطل حادثة دنشواى، وصولًا إلى «أدهم الشرقاوى».
وفى حوار مع التليفزيون المصري عام 1975، تذكر «السادات» هذه الأيام قائلًا: «وأنا طفل لما كنت أعوز أنام كانوا بينيمونى بالمواويل اللى بتحكى تاريخ مصر.

الموال الأوّلانى عن زهران بتاع دنشواى، والثانى عن أدهم الشرقاوى»، مشيرًا إلى أنه كان يسمع هذه المواويل من «سِتّه» ووالدته، اللتين «لا قرأوا ولا كتبوا، لكن توارثوا هذه المواويل عن اللى قبلهم، زى شعبنا ما ورث أصالته كلها عبر التاريخ».

ويبدو الرئيس الراحل مبهورًا بهذه الثقافة الشعبية، فيقول «الشعب كان بيخلد البطولة ورفض الاستعمار بأسلوبه، عن طريق مواويل يعلمها للأطفال، فتسعدهم وتوسع خيالهم ومداركهم»، لافتًا إلى أنه من خلال المواويل عن زهران ومصطفى كامل وأدهم الشرقاوى «بدأت أدرك أننا نعانى من الإنجليز ومن الاحتلال اللى شنق أهالينا وجيراننا فى دنشواى».

وفى كتابه «البحث عن الذات» علق على الموضوع ذاته، «كنت أستمع إلى الموال ليلة بعد ليلة، وأنا بين النوم واليقظة، ولعل هذا ما جعل عقلى الباطن يختزن القصة، وأطلق العنان لخيالى، فكم رأيت زهران وعشت بطولته فى الصحو وفى المنام، وكم تمنيت لو كنت زهران».

وكانت والدة الرئيس الراحل تُحب الغناء والموسيقى والفن، وهو ما أثر فيه منذ طفولته، ومن الحكايات الدالة على ذلك أنه وهو طفل قلّد شخصية الزعيم الهندى غاندى، فخلع ملابسه وأمسك بعصا مثله، ليصاب بالتهاب رئوى، جعل أمه تضعه فى أدفأ مكان فى المنزل: «فوق قبة الفرن»، كما أنه بعد الحرب العالمية الأولى جمع أقرانه فى القرية وهم يلعبون فى عمر السادسة، وقال لهم «يجب أن نفعل كما فعل هتلر.. أريد الزحف على القاهرة من ميت أبو الكوم».

وانتهت جنة القرية بالنسبة لـ«السادات» مع عودة والده من السودان، حيث فقد وظيفته هناك على إثر اغتيال «لي ستاك»، وما ترتب على ذلك من سحب القوات المصرية من المنطقة.

بعد ذلك، انتقلت الأسرة المكونة من الأب وزوجاته وأطفالهن، إلى منزل صغير بمنطقة كوبري القبة بالقاهرة، وكان عمر «السادات» وقتها حوالي 6 سنوات، ولم تكن حياته في هذا المنزل الصغير مريحة، حيث أن دخل الأب كان صغيرًا للغاية، وظل السادات يعاني من الحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936.

وفي نفس السنة، كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بالاتساع، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية، حيث كان الالتحاق بها مقتصرًا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية في سنة 1937، وهذه الأحداث هي التي دفعت بالسادات إلى السياسة..

قصدت من كتابه تلك السلسله عن جوانب من حياه السادات التى لا يعرفها الكثيرين دون المدح او الزم فيه .. لعلى أجد اجابه على السؤال التالى .. هل جذوره وتربيته أثرت فى سلوكياته ومعاملاته عند أصبح رئيس مصر؟؟؟
وانتم لكم الحكم ..

وانتظرونا المقالة الجايه عن أنور السادات الذي لم نعرفه من قبل.
تحياتي...
د. أمير فهمي زخارى المنيا.