بقلم: هشام الهوارى

كم تمنيت ان اكون عجلا اجل عجلا ,هل صدمتك عبارتى؟هل اتهمتنى بالجنون؟ أؤكد لك ان هذا ما حدث لى فعلا عندما وقفت امام ذلك العجل الواقف بكل عظمه وشموخ, بل وتكاد عينيه تنطق لتقول لى من انت؟ وقبل ان يذهب بك تفكيرك الى اننى كنت اقف امام العجل ابيس ذلك العجل الذى عبده وسجد له اجدادى واجدادك من قدماء المضريين اؤكد لك اننى كنت اقف امام عجل من دم ولحم يشبه ذلك العجل الذى ستضحى به وتأكل كبده بعد يومين .

اجل وقفت امام ذلك العجل وشعرت بضائلتى عندما كان يقف شامخا معتدا بقوامه الرشيق رافعا قرونه العظيمه وكأنه يقول ها انا هنا فمن انت؟ وعندما اجبته: انا حفيد بناه الاهرامات انا احد ابناء قاهر الهكسوس ومبيدى التتار. ولدهشتى صدر منه صوتا ذكرنى بخوار عجل سيناء الذى صنعه احد اليهود ووجدته يقول لى كم انت ساذج ايها المصرى كم انت واهم اما زلتم تعيشون فى وهم اجدادكم وابائكم ألم تسألوا انفسكم يوما او حتى تقولو لها وانتم تجلسون تحت سفح الاهرامات هذا ما صنعه اجدادنا فماذا صنعنا نحن بل اننى اتعجب منك ايها المصرى عندما تفتخر بابئك الذين ابادو الهكسوس وافنو التتار حقا لقد كان لك ابء اخضعو العالم لهم وسجدت لهم ممالك ولكن انتم انتم يا احفاد بناه الاهرامات وابناء قاهرى الهكسوس ومبيدى التتار ماذا فعلتم ماذا قدمتم انكم حتى فقدتم الحلم.

لقد كنت فى اشد السعاده عندما علمت ان حياتى ستنتهى على ارضكم اجل كنت اكن لكم الكثير من الاحترام والتبجيل وكنت افاخر اصدقائى من العجول بان حياتى ستنتهى على ارض مصر تلك الارض التى تمتلك من الحضارات ما يجعلها تباهى بها امام العالم كله. هكذا حدثنى العجل وجدت نفسى اسنعيد شعور العزه والفخر مره اخرى بعد ان سلبه منى ذلك العجل العنيد وصحت به اجل اجل ان ما تقوله صحيح ومره اخرى طالعتنى نظره الاسنهجان من عينه ليقول لى صحيحا؟ اى صحيح هذا .

اننى لم اجد عندكم إلا الاهانه وانحطاط الكرامه فى المعامله منذ ان وطئت قدمى ارضكم. وعنده نفذ منى الصبر ووجدتنى اصيح به اى اهانه وأيه انحطاط فى الكرامه إنك بالنسبه لنا عجل لا اكثر ولا اقل صحيح اننا سجدنا ذات يوم لجدك العجل ابيس ولكن هذا كان قبل ان يمن الله علينا بنعمه الايمان ياصديقى العجل انك مجرد حيوان تذبح بل وتقيد فى الساقيه لتدور وتلف وانت مغمض العينين ونظرت الى عينيه فوجدتها تستشيط غضبا ووجدت حوافره وقد بدأت تدك الارض من تحته وصاح بى ايها المصرى اننى صحيح وان كنت عجلا إلا اننى مكرم فى وطنى إننى صحيح وان كنت عجلا إلا ان دولتى وبمجرد ان علمت باهانتى على ارضكم سارعت بارسال احد وزراء حكومتها الذى جاء اليكم مسرعا لا يشغله شيئا ولا يهتم بشئ سوى كرامتى وكيفيه معاملتى بل ووصل به الامر الى انه هدد بقطع العلاقات بين وطنى ودولتكم ان لم تحسنو معاملتى وتمتنعو عن اهانتى .

افهمت الان ايها المصرى من انا واى عجل اكون فمن انت يامن تنتهك كرامتك فى اى دوله تضع قدمك فيها من انت يا من تلتفت حولك وانت خارج وطنك فلا تجد من يحميك او يصد عنك شرا وعنده وقفت مشدوها مبهوتا امام ذلك العجل القادم من خلف البحار اجل من انا اجل ان كرامتى تنتهك داخل وخارج وطنى اجل ان هذا العجل قد ارسلت دولته وزيرا من اجله بمجرد ان شعرت ان كرامته تهان اما انا فمن انا هل انا الدكتوره مروه التى قتلت بدم بارد خارج وطنها ولم يرمش للوطن رمش ام انا الجيزاوى ذلك المحامى الشاب الذى اصبح معرضا للاعدام ولم اجد من ابناء وطنى من يقف بجوارى ام انا السيده التى تم جلدها بالسعوديه دون ان نثأر لكرامتنا ام انا كل هؤلاء ولكنى وجدتنى انتصب فجاءه امام ذلك العجل المتغطرس وهتفت به انا المصرى حفيد بناه الاهرامات وابن قاهر الهكسوس ومبيد التتار انا المصرى كريم العنصرين وان سلبت منى كرامتى لبعض الوقت لكنى حقا ساستعيدها ساستردها ولو بعد الف عام