حمدى رزق

 قال الدكتور «جمال عميرة»، رئيس لجنة التحقيقات بنقابة الأطباء، إن إحالة الطبيب «خالد منتصر» للجنة التأديبية تأتى على خلفية التظلم الذى تقدم به الطبيب «شريف عباس» على خلفية الاتهامات التى وجهها له منتصر فى وسائل الإعلام بشأن التسبب فى وفاة الإعلامى الراحل «وائل الإبراشي».

 
واستبق «عميرة» التحقيقات مع «منتصر» بإدانته إعلاميا بقوله لموقع «مصراوى»: «منتصر قال ألفاظ واتهامات على الطبيب شريف عباس فى الإعلام قبل أن يثبت براءته منها سواء فى تحقيق النيابة العامة أو النقابة، وبعد ذلك تقدم شريف بتظلم بعد براءته، ما دفع مجلس النقابة للموافقة على إحالة منتصر للجنة التأديبية!».
 
وقرر الدكتور «إبراهيم الزيات»، عضو مجلس النقابة، أن العقوبات المتوقعة حال إدانة منتصر تتراوح ما بين الإنذار واللوم إلى الإيقاف المؤقت وأحيانًا الشطب من سجلات النقابة.
 
أعلاه موقف مسبق واضح من بعض منتسبى النقابة تجاه إدانة منتصر، النية مبيتة لذبحه على مذبح «دار الحكمة»، قلبى مع «خالد منتصر»، وأرجو من حكماء «دار الحكمة» التعاطى مع الطبيب منتصر بمهنية واحترافية وتجرد، دون استبطان موقف مسبق من شخصه بناء على تصورات فكرية مناهضة لما تجود به قريحته.
 
الموقف الفكرى سياق، والموقف المهنى لا يتأسس على أفكار صاحبه طالما لا تمس مهنيته، المهنة مهنة ولها أدبيات مهنية، والحساب وفق القواعد والثوابت المهنية المرعية.
 
تحويل الطبيب منتصر إلى لجنة تأديب داخل النقابة بناء على رأى طبى علمى معلن ثبت حجيته العلمية والطبية وبشهادة كبار الأطباء يؤشر على موقف مسبق مؤسس على فكرة مسبقة، وهذا يخل بالحياد المهنى المستوجب.
 
رأى منتصر فى أسلوب علاج طيب الذكر الإعلامى الكبير «وائل الإبراشى» يخضع لقواعد طبية مستقرة، يستحيل هضم علاج كورونا بعقار «السوفالدى»، وهذا ما تنهى عنه الأدبيات الطبية العالمية والمحلية.
 
المرضى ليسوا محل تجارب سريرية، منتصر لم يوجه اتهامات جنائية للطبيب عباس، فقط تساءل كطبيب عن كُنه العلاج، وهل يستقيم مع بروتوكولات علاج كورونا، وهل تسبب فى مضاعفات، وهل عدم استخدام بروتوكولات علاجات كورونا مبكرًا أدى إلى تدهور حالة طيب الذكر الإبراشى؟!.
 
حتى شكليًا، خالد منتصر (قبل البلاغ) لم يكتب إلا حرف (الشين فى البوست المنشور)، ولم يعرف أحد فى مصر أن اسمه «شريف» إلا عندما تقدمت زوجة المرحوم وائل بالبلاغ.. يعنى ركن التشهير غير موجود.
 
ولماذا لم يتقدم شريف ببلاغات مماثلة ضد من عارضوه، مثل «د. حسام حسنى»، الذى كتب اسمه كاملًا وقدم ضده تقريرًا علميًا أدانه، وتحدث فى الإعلام مدينًا له ومستنكرًا العلاج بالسوفالدى، و«حسنى» هو الذى ذكر قصة علاجه للزوجين المرحومين «سمير غانم ودلال عبدالعزيز» بالسوفالدى!.
 
منتصر قال بما يعتقد طبيًّا، وليس معنى تبرئة الطبيب المعالج (نقابيًا وقضائيًا) على أساس أن السوفالدى عقار مسموح باستخدامه، نعم هو علاج ولكن لفيروس «سى» وليس لعلاج كورونا.
 
السؤال ليس عن كُنه السوفالدى، هذا سؤال مراوغ يصلح فى قاعة المحاكمة، والإجابة: نعم السوفالدى علاج موثوق ومثبت فى المراجع الطبية والعالمية، ولكن ليس فى حالة طيب الذكر «وائل الإبراشى».
 
الحالة كانت تتطلب تدخلًا عاجلًا بمضادات فيروس كورونا.. هكذا تحدث منتصر، لم يمارِ فى سلامة عقار السوفالدى، ولكنه استنكف استخدامه فى علاج كورونا، ووثق حديثه باستشارة دكتور «ريموند شينازى»، مخترع «السوفالدى» الذى قطع بعدم استخدام السوفالدى فى علاج كورونا قطعيًّا.. ويمكن للنقابة قبل ذبح منتصر مراجعة (أبوالسوفالدى) إذا احتكم الأمر.
نقلا عن المصرى اليوم