د.أمير فهمى زخاري المنيا
ما معنى قول السيد المسيح "إصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو9:16) ؟ هل المال الذى نقتنيه من الظلم، أو من الخطية عموماً، يمكن أن يقبله الله، أو نصنع به خيراً، أو نكسب به أصدقاء ؟
مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم. إنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم، إن استبقيته معك ...

فما معنى هذا؟ ومتى يسمى المال "مال ظلم"؟ لنضرب مثلا:
لقد أعطاك الله مالاً، وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور. فالعشور ليست ملكك. إنها ملك للرب، ملك للكنيسة وللفقراء. فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها، وسلبتهم إياها باستبقائها معك.

هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها، هى مال ظلم تحتفظ به.
وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك.

يقول الرب فى سفر ملاخى النبى "أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتمونى. فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور والتقدمة" (ملا 8:3).

إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها. وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم.
وصرفك هذا المال فى ما يخصك، يحوى ظلماً لبيت الله، الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال، الذى هو ملك لله وأولاده، وليس لك.

ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعه، بينما يحتاج إليه الفقراء، ويقعون فى مشاكل بسبب احتياجهم.

إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا. إعطه للمحتاجين إليه، وسد به أعوازهم، يصيروا بهذا أصدقاء لك، ويصلوا من أجلك. ويسمع الله دعاءهم، ويبارك مالك (ملا 10:3). فتعطى أكثر وأكثر.

إضافه لابد منها:
ما الفرق بين "العشور والبكور والنذور
العشور والبكور والنذور منها تأتى أموال الكنيسة التى تنفقها على منشآتها ومؤسساتها الدينية، حيث تقوم أعمال الكنيسة على تلك الأموال التى ذُكرت فى الكتاب المقدس، إذ يُعد دفع الأقباط «عشورهم»، الذى يعنى 10% مما يكسبونه، إلى الكنيسة، فريضة دينية، وكذلك البكور والمقصود به دفع أول شىء يتكسّبه القبطى للكنيسة، كمرتبه، أو أول مكسب له، والذى يمكن تقسيطه على دفعات شهرية، بينما النذور هى ما ينذره القبطى إلى الرب ولا يتم احتسابها من العشور أو البكور.
د.أمير فهمى زخاري المنيا