أفادت دراسة جديدة، بأن هناك علاقة وثيقة الصلة، بين الكوابيس المتكررة في الطفولة، والإصابة بـ«الاضطرابات الدماغية القاتلة» بعد ذلك، وخاصة الخرف ومرض باركنسون.

 
الباحثون من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة، الذين أجروا الدراسة، أوضحوا أنهم اتخذوا 7000 شخص كمفردات للبحث، وتتبعوا تاريخهم منذ الولادة وحتى سن الخمسين، وتوصوا إلى أن أولئك الذين يعانون من كوابيس مستمرة خلال مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف، وأيضا أكثر عرضة بمقدار سبعة أضعاف للإصابة بمرض باركنسون.
 
أيضًا تتبعت الدراسة بيانات الأطفال المولودين في الأسبوع الذي يبدأ في 3 مارس 1958 في إنجلترا حتى بلوغهم سن الخمسين في عام 2008.
 
وتوصل العلماء إلى أن الكوابيس في الطفولة، تؤدي بمرور الوقت إلى زيادة تراكم البروتينات الضارة في الدماغ والتي بدورها تتسبب في التدهور المعرفي، لذا قد يكون خيار تهدئة الأطفال أثناء النوم وطمأنتهم باستمرار يفيد أدمغتهم على المدى البعيد.
 
وبحسب الدراسة، فإن 268 شخصا (4%) من مجموع الأشخاص عينة الدراسة عانوا من أحلام سيئة في بدايات حياتهم، ومن بين هؤلاء، أصيب 17-6% بضعف إدراكي أو مرض باركنسون ببلوغهم سن الخمسين. بينما كان هناك 5470 شخصا لم تكن لديهم كوابيس، أصيب 199 فقط، أو 3.6%، بالخرف.
 
كما أظهرت النتائج أن أولئك الذين يعانون من أحلام مزعجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي بنسبة 76%، وأكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة 640%. وكانت هذه النتائج متشابهة لكل من الصبيان والبنات.
 
أما الكوابيس في مراحل متقدمة من العمر، قد تكون بحسب العلماء علامة تحذير على التدهور المعرفي. لكن هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة eClinicalMedicine، تشير إلى أن الرابط يمتد إلى مرحلة الطفولة المبكرة.
 
ورغم أنه لم يكن واضحا لماذا يمكن أن تكون الأحلام السيئة علامة تحذيرية للخرف ومرض باركنسون، لكن الأبحاث السابقة ربطت ذلك بالتغيرات في هياكل الدماغ، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض معرفية.