يعتبر الطواف إحدى الركائن الأساسية والرئيسية للحج إلى بيت الله الحرام، والذي هو في الأساس ركن أساسي لمن استطاع إليه سبيلًا من أركان الإسلام، ويتسائل الكثيرين حول ماهية الطواف، وأنواعه، كما يتسائلوا عن فضله، والواجبات التي على المسلم قبل البدء فيه، والأهم من أين يبدأ الطواف، وسنتحدث بشكل تفصيلي عنه خلال مقالنا اليوم.
 

الطواف

 

الطواف بالمعنى اللغوي هو دوران الجسم المتحرك حول الثابت، ودينيًا فيعد الطواف إحدى العبادات التي يعرب من خلالها العبد عن تقديسه للمولى عز وجل، فمعظم أفعال العبد في الطوافق تتضمن التسبيح وذكر الله بشكل مستمر طوال فترة الطواف.
 
ويعد الطواف إحدى العبادات وأركان الحج والعمرة التي تم ذكرها في القرآن والسنة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:" وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" صدق الله العظيم (سورة البقرة – آية 125).
 
أما من السنة النبوية فيروي لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم سعي ثلاثة أطوافٍ، و مشى أربعًة، ثم سجد سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة"، وعليه نجد أن الطواف هو ركن أساسي سواءًا كان للحج، أو للعمرة.
 

أنواع الطواف

 

تتعدد أنواع الطواف في الحج والعمرة، وسنوضح كل نوع على حدة، وهي:
 

× طواف القدوم:

 

أكد الفقهاء على أن طواف القدوم هو أحد السنن المؤكدة، وهو الطواف الذي يؤديه المسلم عندما يصل إلى المسجد الحرام، ويعتبر هو تحية المسجد في الكعبة، مثل صلاة ركعتي تحية المسجد عند الدخول لأي من المساجد لقضاء الفرائض.
 

× طواف الإفاضة:

 

هو أحد الأركان الذي لا تتم الحجة إلا بقضائه، وهو الطواف الذي يتمه الحاج بعد الإفاضة من مِنى إلى مكة، ويتم قبل عودة الحاج مرة آخرى إلى مِنى، ويتم وقت الطواف منذ طلوع فجر يوم النحر ولا يصح قبله، ولكن لا يوجد وقت محدد لانتهائه.
 

× طواف الوداع

 

وهو الطواف الذي يقوم به الحاج قبل العودة إلى بلاده، وأوجبه جميع الفقهاء على أن المؤمن عليه الطواف عند انتهائه من مناسك الحج.
 

× طواف العمرة

 

يعتبر من أركان العمرة الأساسية، ولا تصح العمرة للمعتمر إلا بأدائها، ويشترط أن يكون المعتمر محرمًا، وطاهرًا لأدائها، وبعد الانتهاء من الطواف على المعتمر أن يصلى ركعتين خلف المقام ثم يشرع في السعي بين الصفا والمروة.
 

سُنن الطواف

 

هناك مجموعة من السُنن النبوية الواجب أن يتبعها الحاج والمعتمر، تقربًة وإرضاءًا لله سبحانه وتعالى ومن الممكن أن نضعها على النحو التالي:
v أن يمشي ويخطو الحاج والمعتمر حافيًا، ومن المكروه للمؤمن أن يزحف أو يمشي حبوًا ومن السنة النبوية الشريفة أن تكون الخطوات قصيرة، للإكثار من الخطى وزيادة الأجر.
 
v استلام الحجر الأسود، أي أن يلمسه الطائف بيمينه.
 
v تقبيل الحجر الأسود، على أن يتم التقبيل في صمت، ولا يسن للمرأة تقبيل الحجر إلا في خلوة.
 
v وضع الجبهة على الحجر الأسود وإن عجز فعليه الإشارة للحجر بذلك.
 
v أن يلمس الحاج والمعتمر الركن اليماني بيمينه.
 
v أن يستمر المعتمر والحاج في ذكر الله والتسميح برحمة وعظمة الله سبحانه وتعالى طوال الطواف.
 

أين يبدأ الطواف ؟

 

يبدأ الطواف بدايًة من الحجر الأسود، فيجب على الطائف أن يلمس الحجر الأسود بيمنه، ثم يبدأ طوافه حول الكعبة، وإن بدأ الحاج أو المعتمر بالطواف من قبله فإن ما مر به لا يحتسب، وعليه إعادة الطواف مرة آخرى، ومثلما يبدأ الطواف عند الحجر الأسود، ينتهي أيضًا كذلك عنده.