نبيل اندراوس
توجو مزراحي واحد من أهم مؤسسين السينما المصرية في سينمات التكوين الاولي الصعبة و له الفضل انه حولها لصناعة ناجحة تدير كثير من الاموال لمصر لتصبح الصناعة الثانية من حيث الدخل بعد القطن و انتشار الافلام المصرية و عرضها في الدول العربية نشر اللهجة المصرية و حبب العرب في مصر و بني قوة مصر الناعمة اكتشف كثير من نجوم السينما المصريين مثل علي الكسار و اسماعيل ياسين و المعلم بحبح و بنت المعلم بحبح كانت تمثل زوجته.

 و ليلي مراد من اكتشافه و انور وجدي هو من اعطاه الفرصة ليتألق و يبدع و هو من اقنع أم كلثوم بالظهور في السينما و اضاف في السيناريو الذي كتبه بنفسه لفيلم سلامة ايات قرآنية لتتلوها ام كلثوم و في افلامه تجد الصداقة بين اليهود و المسلمين و كل الاديان .. و تكتشف أن بيوت اليهود المصريين من الطبقة المتوسطة مثل بقية بيوت المصريين تماما المسلمبن و الاقباط .. الفرق الوحيد ان ببن اليهود فيه شمعدان تنما نفس البيوت تماما و نفس العادات و التقاليد مع بقية المصريين المسلمين و المسيحيين  و في أحد افلام شالوم .. يتزوج احمد المسلم صديق شالوم شقيقة شالوم اليهودية طبعا  و ابواها يباركون الزواج و يفرحون بالعريس بل ان شالوم اليهودي المصري هو من اقنع صديقه احمد ان يتزوج اخته الطيبة المكافحة كانت تعمل خياطة من بيتها لتساعد اسرتها.

 ( في الثقافة اليهودية الاسرة كلها تشتغل في التوراة يجب علي كل يهودي ان يجيد مهنتين او يتقن صنعة حرفة بجانب مهنته الاصلية .. بولس الرسول كان مثقف كبير و يجيد عدة لغات و مطلع علي كل ثقافات عصره علي أعلي مستوي و رجل دين يهودي مقتدر يخطب في المجامع اليهودية و كان صانع خيام يتكسب من صنعة يداه و مهارته الحرفية) .

توجو مزراحي فنان عبقري شامل يخرج و ينتج و يؤلف و يكتب السيناريو و الحوار و مونتير يقوم بعمل المونتاج ايضا  .. بعد ازدياد موجة اضطهاد اليهود المصريين بعد قيام دولة اسرائيل ١٩٤٨ و انتشار الشعور العدائي لليهود المصريين فرأي ان يذهب فترة لايطاليا حتي تهدأ الامور و يعود لكن ثورة ١٩٥٢ قامت و الاتجاه المعادي لليهود المصريين ازداد قوة و اشتعالا و شيطنة اليهود المصريين و كراهيتهم رغم ان اغلبهم رفض قيام اسرائيل و رفضوا الحركة الصهيونية كلها  و انتشرت البروباجندا العنصرية ضدهم في المديا المصرية و الصحافة و الاذاعة و حتي في السينما المصرية اللي شارك اليهود المصريين انفسهم في انشاءها بأكبر قدر .. و بقي توجو مزراحي  في أيطاليا حتي توفي في الثمانينات مارس ١٩٨٤ و لم يؤيد ابدا قيام اسرائيل و لم تطأ قدمه اسرائيل طوال عمره و لم يقل كلمة واحدة في صالحها و رفض زيارتها او العيش فيها رغم انهم حاولوا معه كثيرآ .. و كان مشترك في كل الجرائد و المجلات المصرية تشحن له في ايطاليا حتي وفاته رحمه الله .

الصورة له مع السيدة زوجته و كانت سيدة مصرية يهودية في فيلته في الدقي التي تم الاستيلاء عليها رغم ما قدم لمصر و للفن و السينما المصرية من خدمات جليلة و صودرت ضمن مصادرة املاك اليهود المصريين في الخمسينات و الستينات و أصبحت فيلا توجو مزراحي مقر قسم  شرطة الدقي حتي اليوم.