برلماني عن سماسرة بيع الزيوت المستعملة: كيانات مجهولة ولابد من ردع المخالفين
نائب يطالب بالتصدي لسماسرة جمع الزيوت من المنازل: يستغلون الأسر الفقيرة
برلماني يطالب هيئة سلامة الغذاء بتوعية المواطن بمخاطر بيع الزيوت المستعملة


تحقيق مكاسب مادية طائلة دون وضع حماية المستهلك في الإعتبار ..من أهم السمات التي يتسم بها العديد من التجار والباعة، لذا تعد ظاهرة غش الطعام واحدة من الظواهر المنتشرة في المجتمع، حيث يسير البرلمان والحكومة في مسار متوازي للحفاظ علي المواطنين وحمايتهم من هذا النوع من الأفعال.

وفي هذا الصدد أعلنت النائبة إيرين سعيد عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، تقدمها بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير البيئة ووزير الصحة ووزير التموين ووزير المحليات ووزير التجارة والصناعة بشأن سماسرة الزيوت المستعملة.

وأكدت "سعيد" فى تصريحات لها، أنه فى ظل ارتفاع الأسعار في الزيوت وفي ظل غياب منظومة متكاملة الأركان واضحة المعالم للتعامل مع زيوت الطعام المستعملة، ظهر مرتزقة الزيوت ليشتروا الكيلو بـ 20 جنيها رغم أن هذه الزيوت لها أضرار جسيمة على صحة المواطن.

وطالبت عضو مجلس النواب، بإنشاء منظومة متكاملة من الوزرات المعنية التى تم ذكرها، تماشيا مع توجيهات الدولة للحد من الانبعاثات والحث علي خلق بيئة خضراء ودعم إعادة تدوير المخلفات وتعظيم الإستفادة  من المخلفات لخلق صناعات بسيطة وفرص عمل للشباب من خلال تصنيع البايوديزل والجلسرين والصابون والشحم.

وفي هذا الصدد عبر عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، عن استيائهم من انتشار هذه الظاهرة، موضحين أهم مخاطرها والإجراءات الضروري اتخاذها لمواجهتها.

فى البداية، علق النائب الدكتور مكرم رضوان عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على انتشار ظاهرة سماسرة بيع الزيوت المستعملة من خلال العربات التي تجوب مختلف المناطق لا سيما الشعبية، قائلا “إن هذا الأمر يرتبط بمستوى الصحة العامة للمواطنين”.

دور هيئة سلامة الغذاء
و طالب “ رضوان” في تصريح خاص لـ “ صدى البلد”، بضرورة تفعيل دور الهيئة القومية لسلامة الغذاء في تقديم دراسة حول هذه الظاهرة وإيضاح إمكانية وجود إستفادة أو خطورة من إعادة بيع الزيوت المستعملة، موضحا: “إذا كان هناك استفادة آمنة في صناعات معينة يتم التحرك لاستغلال ذلك بشكل جيد وإذا كانت خطورة يتم وضع حد رادع للمخالفين”.

كما أشار عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلي أن نشاط إعادة تدوير الزيوت يكون له ضوابط صحية وقانونية معينة، أهمها العمل بترخيص ووجود تصريح موافقة بعمليات التجميع، منوها بأن الكيانات التي تجوب المناطق السكنية هي كيانات مجهولة.

وناشد البرلماني، المواطنين بعدم التعامل مع هؤلاء الأفراد أو الشركات حفاظا علي سلامتهم وحماية أرواح الغير وذلك حينما إذا كانت هذه الزيوت يتم تدويرها وإعادة استخدامها فيما يخص تحضير الطعام وغيرها.

ومن جانبه، قال النائب الدكتور محي حافظ عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، إن إعادة تدوير الزيوت المستعملة لأكثر من مرة، أمر في منتهي الخطورة وهذا ما يقوم به سماسرة جمع الزيوت المستعملة من الأسر الفقيرة من خلال استغلالهم لعدم معرفة أخطار ذلك.

و طالب “حافظ ” فى تصريح خاص لـ “صدى البلد”، الجهات المعنية بأهمية التصدى لسماسرة جمع الزيوت المستعملة من المنازل، لافتا إلي أن مع كل إعادة تدوير للزيوت تفقد خواصها الفيزيائية وتتحول لمواد مشبعة بالدهون تتسم بالخطورة الشديدة علي صحة الفرد.

مخاطر تدوير الزيوت المستعملة
كما نوه عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، إلي أن استخدام زيوت تم تدويرها لمرات عديدة من شأنه أن يجلب الإصابة بأمراض عديدة بالمعدة ومنها السرطانات، ذلك بخلاف نسبة الكوليسترول، لذا يجب الانتباه لهذه المخاطر من خلال توعية المواطن.

وتابع النائب: غش الزيوت لا يقل أهمية عن غش الأدوية ويجب التصدي لهذه الظاهرة، خاصة وأن عمليات التجميع والبيع  تتم في أماكن إجرامية وليست مصانع، قائلا: “الزيت بيكون غير قابل للتدوير من الأساس”.

وفي سياق متصل عبر النائب الدكتور أحمد العرجاوي عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، عن استيائه الشديد من انتشار ظاهرة بيع الزيوت المستعملة والتي تظهر من خلال خداع المواطنين وشراء الزيوت منهم مقابل 20 جنيه للكيلو، معقبا: “منتهي الخطورة ولا يوجد ما يضمن الاستخدام الآمن لهذه الزيوت”.

دور حماية المستهلك
وطالب “العرجاوي” في تصريح لـ “ صدى البلد”، بأهمية وجود دور أساسي لجهاز حماية المستهلك، بصفته المنوط الرئيسي في حماية المواطنين من كافة أشكال الخداع المرتبطة بغش السلع الغذائية، أيضا قيام الهيئة القومية لسلامة الغذاء بتقديم نشرات توعوية وتثقيفية لمخاطر استخدام الزيوت المستعملة.

ونوه عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلي ضرورة وجود رقابة قوية علي مصانع بير السلم التي تغزو الأسواق بمنتجات رديئة تفتقد للجودة والأمان بشكل عام والعاملة في إعادة تدوير الزيوت بشكل خاص، مع أهمية التنسيق بين جهاز شئون البيئة وكافة الأجهزة المعنية بمكافحة هذه المخالفات.

واختتم النائب حديثه، بالتأكيد علي المخاطر الجسيمة التي ستلحق بصحة المواطن وعلي رأسها الإصابة بأمراض السرطان، قائلا “ مهم جدا الرقابة علي هذا النوع من الأفعال”.